منذ 8 سنوات 
كلنا يعرف أنّ المثلية الجنسية في عالمنا العربيّ لا تزال تُصنّف حقارةً وحراماً، ولا تزال بمثابة اللعنة على أصحابها أو الموسومين بها. وحال الإنسان العاديّ كحال الفنان، بل قد يكون وضع الفنان أو من هم تحت الضوء أقل تعقيداً، خصوصاً وأنّ النجوم «سلخهم» أكثر إغراءاً لبني رأي!
هذه المقدّمة ليست للدفاع عن المثلية ولا للذمّ بأربابها، بل لنفتح باباً أمام حقيقة تقول أنّ نسبة كبيرة من النجوم والشخصيات العامة سياسية كانت أو فنية أو اجتماعية هي مثليّة بالسرّ، وتتظاهر «بالجغلية» والرجولة أو إن كن نساءًا تتظاهرن بالأنوثة الطاغية لحفظ ماء الوجه، بدل أن تغرق وجوههم بماء فم «المستفحلين» من أهل حفظ الشرف والعفّة الذين يتربّصون لمن يختلف عنهم!
المثلية التي تعيب الإنسان العاديّ في مجتمعاتنا، تقصف ظهر النجم وتنهي مسيرته، وهذا ليس في الشرق فقط، بل في الغرب أيضاً، حيث يتفهّمون ويتقبّلون، لكنّهم أيضاً يحاكمون المثليّ ويرفضونه ضمناً لا علناً، وإنّنا نُحلّل ونردّد هذا الكلام، لأنّ التاريخ الحديث، يُثبت أنّ نجوم العالم الذين اعترفوا بمثليّتهم، تراجعت أسهمهم كثيراً وخفُت وهجُهم وتراجعت مكانتهم وقلّ الاهتمام بهم، وهنا الأدلّة:
– عندما كان جورج مايكل في أوج نجاحه، اعترف بمثليّته وصار يجاهر بها ويخرج مع شبّاناً علناً، وكان آخرهم لبنانيّ اسمه فادي فوّاز، الذي حاورناه قبل سنتين وقال الكثير عن حبهما وشراكتهما في مقابلة جريئة جداً.
مايكل الذي كان مهماً جداً، خفَت وهجه مع الوقت، وتقلّص الاهتمام به على المستويين الشعبي والإعلاميّ العالميّ وذلك منذ أعلن مثليّته عبر الـCNN.
– في الـ2007 أعلنت فيرجي أنّها مرّت بتجارب سحاقية وأنّها مستعدة لخوض المزيد من العلاقات مع الجنسين بما أنّها وكما تصف نفسها شبقة جنسياً. فيرجي التي كانت مثالاً للإثارة تراجع وهجُ حضورها وصارت أقلّ طلباً بحسب تقارير أجنبية ربطت بين تصريحها حول مثليتها وتأثير ذلك على نجوميتها التي انطفأت.
– إلتون جون، قد يكون واحداً من أشهر نجوم العالم وأولهم اعترافاً بمثليته. إلتون هو الآخر وبعد أن كان يخطو أولى خطواته باتجاه أن يكون أسطورة في الموسيقى والغناء، انتقل التركيز الإعلاميّ بشكل مُكثّف على حياته الخاصة ومغامراته مع الرجال، ومن ثم زواجه من رجل وارتدائه الفستان الأبيض، ليسقط إلتون في عزّ نجاحه، ويتحوّل مع الوقت إلى فنان لكن لا أسطورة.
– إيلين ديجينيريس أعلنت العام 1997 أنّها سحاقية، وكانت حينها تُقدّم الموسم الرابع من برنامجها الناجح جداً The Ellen Show أي كانت في عزّ نجاحاتها.
إيلين استمرت ناجحة، لكنّ أوبرا مثلاً التي استضافتها حينها وجعلتها تُعلن معها عن مثليتها، وبحسب كل النقاد الغربيين استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة أعلى من التي حجزتها إيلين رغم شعبيتها المرتفعة. وظلت أوبرا الأسطورة وإلين مجرد مذيعة لم تتمكن من حجز مقعد سلطانة الكوميديا في الحوار.
– آدم لامبرت، أحد النجوم الشباب الذين عرفوا حضوراً ساحقاً قبل سنوات، لكنّ أخبار مثليّته وخروجه ليعلن عنها قبل 7 أعوام، بعد نجاحه الكبير من جرّاء مشاركته في American Idol، جعلت الرأي العام ينقسم حوله، وانتشرت حينها مقالات بعنوان How to accept that Adam Lambert is gay أي كيف يمكنكم تقبّل فكرة أنّ لامبارت مثليّ!
آدم الذي عرف حضوراً كبيراً، خفت وهجُه وتراجعت أسهمه بشكل مخيف!
– قد يكون ريكي مارتن أحد أهم الأمثلة الحديثة على هبوط أسهم من يعترفون بمثليتهم.
بعد أن كان ريكي معشوق النساء والصبايا حول العالم، صار صدمتهم الأبدية، منذ قرّر الإعلان عن مثليّته العام 2010 بتغريدة كتب فيها: أعلن بفخر أنّي مثليّ الجنس!
ريكي الذي كانت حفلاته بالعشرات على مدار السنة، والذي كانت إصداراته كثيفة وكلها تقريباً تنجح على مستوى العالم، صار أقل إنتاجاً وأكثر ظهوراً برفقة صديقه الحميم الذي تركه ليرتبط مؤخراً بشاب من أصول سورية، ولتشغل صورهما مواقع التواصل ووسائل الإعلام العالمية!
– ليندساي لوهان التي كانت الأكثر جدلاً، خفت الضوء من حولها بشكل كبير جداً بعد سلسلة أخطاء ارتكبتها منها القيادة تحت تأثير الكحول والسرقة من متاجر المجوهرات وخضوعها لسنوات للمحاكمة والمعاقبة على أفعالها.
ليندساي أيضاً بحسب تقارير غربية تدهورت حالها حين أعلنت عن قيامها بتجربة مثلية واحدة في حياتها مع الـDj سامانتا رونسون، ورغم أنّ ليندساي قالت إنّها لم تكرّر التجربة وأنّ علاقتهما كانت خطيرة معترفة أنّها ليست سحاقية بل Straight وتحب الرجال، إلا أنّ خروج أمر العلاقة إلى العلن لم يٌخلصها ولم يشفع لها.
– أما عربياً، فنعرف عدداً كبيراً من النجوم الذين يمارسون مثليتهم سراً.
ولمن لا يعرف فمن يتم التداول بمثليتهم بشكل علنيّ في كواليس الوسط، تتراجع أسهمهم تلقائياً دون أن يعرف الجمهور أسباب ذلك، ونذكر هنا فناناً لبنانياً شاباً كان يُحقق نجاحاً كبيراً في انطلاقته، لكنّه سقط ولا يزال يحاول كثيراً أن يعود إلى الساحة دون جدوى، خصوصاً أنّ أخباره مع عشيقه الذي مات بـِ Overdose كوكايين صارت شبه علنية وصار الكل يعلم بمثليته.
نذكر أيضاً ممثلاً مصرياً كان مشروع نجم كبير، وكان في بدايته ينافس أبناء جيله الذين صاروا من أهم نجوم مصر اليوم، بينما هو اختفى تقريباً، وتراجعت أسهمه بشكل مخيف، لأنّ المنتجين في الوسط المصري قاطعوه، بعد أن فقدوا إيمانهم بأنّه يناسب شخصية «الحبيب» التي اشتهر بها خصوصاً في السينما.
الأمثلة كثيرة لكنّها كلها لا تزال معروفة في كواليس الوسط الفنيّ فقط، فهل تخرج يوماً للعلن؟
قد نفعل نحن قريباً!
علاء مرعب/ مكتب بيروت
)
