من هم قوم لوط؟

أبدأ مقالي هذه المرة بنقل ما ذُكر في الإنجيل المقدس/العهد القديم – سفر التكوين، عن قوم لوط لأن معظم من التقيت بهم مؤخراً لا يعرفون إلا تفاصيل غير مكتملة، وأنقلها كما جاءت في الإنجيل المقدس للإفادة العامة.

سفر التكوين الفصل (١١) الآية ٢٨ تقول: هذه سلالة تارح، تارح ولد/أنجب أبرام (إبراهيم) وناحور وهاران.

هاران ولد/أنجب لوطا ومات قبل أبيه تارح. الفصل ١٣ الأية ١ (ابراهيم ولوط يفترقان):

فصعد أبرام (إبراهيم) من مصر هو وامرأته وكل ما له ولوط معه..

وكان أيضا للوط السائر مع أبرام غنم وبقر وخيام. فلم يحتمل ضيق الأرض أن يقيما فيها معا لأن مالهما كان كثيرا (..)

فكانت خصومة بين رعاة ماشية أبرام ورعاة ماشية لوط. فقال أبرام للوط:

لا تكن خصومة بيني وبينك ولا بين رعاتي ورعاتك فنحن أخوة. أليست الأرض كلها أمامك؟

تنح عني إما إلى اليسار فأذهب إلى اليمين، وإما إلى اليمين فأذهب إلى اليسار.

فرفع لوط عينيه ورأى كل سهل الأردن، فإذا كله سقي، وكانت قبل أن دمر الرب سدوم وعمورة كجنة الرب مثل أرض مصر(..)

فاختار لوط لنفسه كل سهل الأردن، ورحل إلى المشرق وفارق كل واحد أخاه.

فأقام أبرام في أرض كنعان، وأقام لوط في مدن السهل، وخيم في سدوم، وأهل سدوم أشرار خاطئون إلى الرب جدا. الفصل ١٨ الآية ٢٠ فقال الرب:

إن صراخ سدوم وعمورة قد اشتد وخطيئتم قد ثقلت جدا. أنزل وأرى هل فعلوا أم لا، بحسب ما بلغني من صراخ عليها فأعلم.

وانصرف الرجلان(الملاكان) من هناك ومضيا إلى سدوم، وبقي ابراهيم واقفا أمام الرب، فتقدم وقال:

أحقا تهلك الصالح مع الشرير؟ لعله يوجد خمسون بارا في المدينة، أحقا تهلكها ولا تصفح عنها من أجل الخمسين بارا الذين فيها؟

حاش لك أن تصنع مثل هذا، أن تميت البار مع الشرير فيكون البار كالشرير.

حاش لك.. أديان الأرض كلها لا يدين بالعدل؟ فقال الرب:

إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم. فأجاب ابراهيم:

قد أقدمت على الكلام مع سيدي وأنا تراب ورماد، لربما نقص الخمسون بارا خمسة، أفتهلك المدينة كلها بسبب الخمسة؟ فقال:

لا أهلكها.(..) جاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا عند باب سدوم، فلما رآهما لوط، قام للقائهما وسجد بوجهه على الأرض وقال:

سيدي ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتمضيان في سبيلكما. فقالا: لا بل في الساحة نبيت.. فألح عليهما كثيرا فمالا إليه ودخلا منزله، فصنع لهما مأدبة وخبزا فطيرا، فأكلا. وقبل أن يضطجعا، إذ بأهل المدينة، أهل سدوم قد أحاطوا بالمنزل من الصبي إلى الشيخ، جميع القوم إلى آخرهم. فنادوا لوطا وقالوا له:

أين الرجلان اللذان قدما إليك في هذه الليلة؟ أخرجهما لكي نعرفهما. فخرج إليهما لوط إلى المدخل، وأغلق الباب وراءه وقال: أسألكم ألا تفعلوا شرا يا أخوتي. هأنذا لي ابنتان ما عرفتا رجلا أخرجهما إليكم، فاصنعوا بهما ما حسن في أعينكم. وأما هذا الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا، لأنهما دخلا تحت ظل سقفي. فقالوا:

تنح من هنا. (..) وضيقوا على لوط وتقدموا لكسر الباب، فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب.

وأما القوم الذين عند باب البيت فضرباهم بالعمى من صغيرهم إلى كبيرهم، فلم يقدروا أن يجدوا الباب. (..) فلما طلع الفجر ألح الملاكان على لوط قائلين:

قم فخذ امرأتك وابنتيك الموجودتين هنا، لئلا تهلك بعقاب المدينة (..) وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من السموات، وقلب تلك المدن وكل السهل وجميع سكان المدن ونبات الأرض. (التفسير.. كانت الرذيلة التي تخالف الطبيعة والتي يشتق اسمها من هذه الرواية رذيلة فظيعة عند شعب إبراهيم وكانوا يعاقبون مرتكبها بالموت.. لكنها كانت شائعة في جوارهم. وكان شرف المرأة في ذلك الزمن أقل قيمة من واجب الضيافة المقدس).

*  lesbian باللغة العربية تعني سحاقية، لماذا تنزعجين أنت ومثيلاتك منها، كما ينزعج الـgays من عبارة لواطي؟

– وما معنى سحاقية؟

* (تحاول أن تختبرني بسؤالها، فأجيبها): هي تعبير عربي يقصد به المرأة التي تقيم علاقة غير طبيعية وحميمة مع إمرأة، واللواطي هو من يقيم علاقة حميمة مع رجل مثله.

– أظن أن عبارة سحاقية تزعجنا كما تزعج صفة (العانس) أي امرأة وصلت إلى سن اليأس ولم تتزوج. ونكره صفة سحاقية، لأن من يقولها يقصد منها، أن تلك المرأة عاهرة، أو أن ما تقوم به عيب ومخجل.

* إن كنت عانسا مثلا، فهذه حقيقة لا تخجلني ولا تقلل من قدري؟ وأظن أن الفرق كبير  بين عانس وسحاقية!

– (تقول بانفعال): تزعجني عبارة سحاقية لأن الآخرين لا يفهموننا. وأزوركم اليوم لأقول: أننا لسنا كما تعتقدون، أنا هنا لأصحح أفكاركم الخاطئة عنا.

* سأستمع إليك وبعدها نتحاور.. لكن أي أفكار خاطئة تريدين تصحيحها، ولم نكتب عنكن بعد؟

– أعرف، لكن النظرة الخاطئة عنا كبيرة. من لا يعترفن بأنهن lesbians إما لأنهن يخجلن أو لأنهن يخفن.

* وأنت؟ 

– أنا لا أخجل، عائلتي وأصدقائي يعرفون بحقيقتي، رغم أنني أبدو إمرأة طبيعية جدا وجها لوجه، لكن لم علي أن أخجل من واقعي؟

* طيب، هل تخافين؟

– أخاف من الدولة، لأن وضعنا مخالف للقوانين المرعية الإجراء في بلادنا.

* الشذوذ مخالف للقانون في معظم دول العالم أيضا؟

– طبعا، وصدقيني بعض النساء متزوجات وهن أمهات، لكن حب حياتهن نساء أخريات، ويمارسن ذلك بالسر. وهنا أخبرك حقائق، وليس مجرد خبريات مثيرة للنشر.

* لماذا أنت lesbian؟

– يهمني أن أشرح لك أن كوني lesbian ليست حالة أو مرحلة، مع أن بعض النسوة يجتزن هذه المرحلة كجزء من (الفانتازم/المتعة) لتجربة جديدة في حياتهن.

* آه والله..

– نعم، كما يلجأ بعض المتزوجين إلى إحضار امرأة ثالثة لإقامة علاقة ثلاثية threesome. لكن الـlesbian ليست مرحلة، فإما تولدين بها أو لا، وإما تكتشفين نفسك أو لا. أنا مثلا لم أكن أعرف أني lesbian

* ربما لست كما تعتقدين؟

– (بثقة): بلى أنا lesbian لأني عرفت ما أريده. ومن لا يستطيع تحديد ميوله، يمكن أن يسمي نفسه bisexual و«هيدا مش غلط».

* «مش غلط برأيك» لكن ليس برأي الطبيعة البشرية؟

– لأتحدث عن الطبيعة البشرية فعلي التطرق إلى موضوع الدين، وهنا سندخل في نقاش آخر، لكن يمكن أن أقول أن الشذوذ ليس غلطا ولا صحيحا في آن.

* هذا ما تقولينه لترضي الجانب المؤمن فيك.. أنت مؤمنة جدا كما أعرف، فكيف تجمعين بين نقيضين: الإيمان والشذوذ؟

– أعرف أني «مش غلط»، وأعرف أن الله راض عني، لأني لم أخلق نفسي على هذه الحال.

* هل تتهمين الله؟

– لا أبدا، أنا سعيدة بحالي، لأني أشبه الأعمى منذ ولادته، والذي لا يلوم الله لأنه خلقه هكذا. ولأكتشف نفسي، كانت لي علاقاتي الخاصة مع شبان، ولم تسر الأمور كما ينبغي، ربما لخطأ مني أو منهم. لكن تأكدي أن الـlesbian الصح لا تقول لك أنها أصبحت كذلك، لأنها تعرضت لاغتصاب مثلا، فكرهت الرجل.

* هناك حملة من الشاذين مشابهة لما تقولينه أي  الكشف عن الكذبة التي أقنعونا بها، وهي أنهم أصبحوا شاذين لأنهم تعرضوا للإغتصاب؟

– وهذا واقع.. أنا هكذا لأني أحب المرأة، لأني أريد علاقة حميمة معها، وليس لأني أكره الرجل لأنه اغتصبني وعنفني، بل أريد الرجل صديقا لي ورفيقا.. لا يمكنني الإستغناء عن الجنس الآخر.

* كيف اكتشفت أنك سعيدة أكثر مع المرأة؟

– «جربت وعرفت».

* يعني تدعين كل النساء لتجربة علاقة شاذة ليتعرفن على ميولهن الحقيقية، ولو؟!

–  لكل تجربته الخاصة في الحياة..

* ألم تسعدي بعلاقة مع رجل؟

– لم أشبع ولا أقصد جنسيا فقط، لأن الـ lesbian الحقيقية لا تبحث عن الجنس فقط.

* ولكن الجنس يعنيك بدرجة كبيرة؟

– إنه أهم من المال والأولاد في حياة أي ثنائي سوي أيضا.

 * ما الذي يهمك بصراحة؟

– الإستقرار العاطفي. الإنسانة التي استقريت معها عاطفيا ووجدت فيها نصفي الآخر، كانت امرأة وليس رجلا.

* ألم يشبعك الرجل عاطفيا؟

– لا يمكن أن أؤكد ذلك أو أنفيه، لأنه عندما تكونين في حالة حب، يختلف الأمر. لذا عندما كنت أحب ذلك الرجل، كنت سعيدة معه، لكن خارج السرير لم يشبعني بعاطفته وحنانه.

* آه يعني أشبعتك المرأة بتأمين الإستقرار العاطفي لك خارج السرير؟

– واكتشفت لاحقا أنني سعيدة جنسيا معها أكثر.

* إذا الرجل رماك بين أحضان امرأة؟

– ربما..

* كم عمرك؟

– ٤٤ سنة، وأتكلم من واقع تجربتي.

*  ما الذي التي تريدين إيصاله لنا.. لا أفهمك؟

– الـ lesbians لسن عاهرات ولا يسهرن في الملاهي من أجل بيع أجسادهن.

* لكن بعضهن يفعلن ذلك؟

– وهن في هذه الحالة لا يختلفن عن العاهرات  اللواتي يبعن أجسادهن. المرأة الـ lesbian العاهرة لا تختلف عن العاهرة السوية، ولا يجب أن نعتبر كل lesbian عاهرة. ربما لاتعرفين أنه في بعض الدول العربية، ولأن الرجل لا يقبل بأن تخونه زوجته مع رجل، يحضر لها امرأة، وعادة تكون lesbian.

* هل يحدث ذلك فعلا؟

– طبعا.

* ألا يشعر الرجل في هذه الحالة بالغيرة؟

– لا.. تعرفين أن جزءا كبيرا من «فانتازم» الرجل يرتكز على رؤية امرأتين مع بعضهما. ليس هذا موضوعنا، لكن ما أريد توضيحه أننا ضد العهر وإقامة علاقات مقابل المال. وأعلم أن عددا كبيرا من الإعلاميين والفنانين يخرجون مع رجال أثرياء مقابل المال، وهم ليسوا بالضرورة مثليين.

 * يكونون bisexuals

– إيه.

* إشرحي لي علاقتك بالرجل؟

– (تهرب من الإجابة المباشرة، وأتعمد ألا أقاطعها لأفهم ما ترمي إليه): الـ lesbian ليست ضد الـ intercorse والدليل أني أفرح به، شرط أن يكون من صاحبتي.

* صاحبتك؟

– صاحبتي يعني حبيبتي.

* وكيف يحصل  الـintercorse بين إمرأتين؟

– ألا تعرفين.. ولو؟

* لا أعرف..

– هناك ألعاب.

* طالما أنت بحاجة للألعاب، فاذهبي إلى الرجل أي إلى الأصل؟

– لا أريد هذا الرجل! أحب صاحبتي وأقبل كل شيء منها وليس منه. والـintercorse ليس شرطا لوصول امرأتين إلى الـorgasm وليس شرطا أيضا في العلاقة بينهما أن تلعبا دورين مختلفين: ذكر وأنثى أي مسيطر ومتلق. 

* تقصدين أنكما تختلفان عن الشاذين الذين يلعب كل منهما دورا محددا خلال العلاقة؟

– علاقتي مع صاحبتي تقوم على: أشبعتك فأشبعتني، وأعطيتك بقدر ما أخذت مني.

* ما تقومين به ردة فعل على الرجل الشرقي الذي يفتقر إلى ثقافة جنسية تؤهله فهم شريكته لتلبية رغباتها، وطبعا أنا لا أعمم..

-صحيح، معظم الرجال لا يفكرون بالشريكة، وهذا بسبب نقص الوعي والثقافة الجنسية عندهم.

* إذا عدم اهتمام الرجل بالمرأة يدفعها إلى البحث عن امرأة تفهمها لتشبعها؟

– هذا قد يكون سببا.. لكن أنا مثلا أفتش عن مساكنة وعائلة واستقرار من كل النواحي.

* ما نسبة الـ lesbians في لبنان؟

– نحن كثر.

* هل تدافع جمعية (حلم) عن حقوقكن؟

– لم أعرف عن جمعية (حلم) إلا بعد اللقاء الذي أجريتيه معهم، والذي سقطوا فيه، لأنهم رفضوا الإعتراف في نهاية الحوار معك بحقيقتهم. وعلى فكرة، حزنت لأنه جرى إقفال ملهى (الأسيد)، الذي عملتم على إغلاقه (وطلع بايدكن) كان مكانا نشعر فيه بحريتنا.. نحن لا نعاني من جرب أو برص، ولسنا موسومين ليخشانا الناس.

* هل تؤمنين بضرورة إنضمامك إلى جمعية تنادي بحقوقك؟

– أنا مع التحرر..

* يعني؟

– أريد أن أعيش مع صاحبتي علنا.

* أنت تفعلين ذلك الآن، ومن يمنعك؟

– صحيح أن كل محيطي يعرف بوضعي، لكن ما الذي يمنعني من الكشف عن إسمي وصورتي في مجلتكم.. أخاف من نظرة الآخرين إلي وكأنني أحمل وباء، أنا لا أؤذي أحدا وأريد أن أعيش بسلام، لكن أخاف دوما أن يقبضوا علي.

* طالما أنت لا تخالفين القوانين ولا تخدشين الحياء العام، فلن يصيبك مكروه!

– ألقي القبض مؤخرا على صديقين مثليين لي في سيارة ولم يكونا يفعلان شيئا، وسيقا إلى المخفر بعد أن عريا، وتعرضا للضرب والإهانة.

* لا بد أنه ألقي القبض عليهما متلبسين في (المارينا) مثلا..

– لم يكونا يفعلان شيئا، لكن ربما شكلهما مثير للشبهات. وأتساءل: لماذا لا يقبضون على الكل في (المارينا): على شابين مع بعضهما، وفتاتين مع بعضهما وشاب وفتاة.. الكل يمارس الخطيئة هناك في (المارينا) كما في عمشيت وكل الشوارع النائية.

*  أنت لا تؤذين أحدا لكن بعض السحاقيات والشاذين يؤذون، ورغبتهم كبيرة بجعل الكل مثلهم. 

– وقعت مرة حادثة تحرش بفتاة في (الأسيد)، فلقي المتحرش عقابه الوخيم وأخرج من الملهى. لكن أنا تعرضت لتحرش جنسي من رجل في حمام ملهى ليلي مختلط، وكانت النتيجة أن تقدمت مني زوجته، واعتذرت قائلة: «زوجي سكران»! ما ذنبي  ليتم وضعي في هذا الموقف؟

* ربما ثيابك العارية دفعته ليتحرش بك؟

– (معترضة): لااااا.. صدقيني عندما نتواجد كـ lesbians في مكان معروف لنا، فنحن نحترم خصوصيات بعضنا، ولا نتحرش ببعضنا.

* حالتك لا تنطبق على الأخريات؟

– ربما، لكننا الـlesbians الصح ولسن المدعيات.

* المدعيات هن الغالبية..

– الـ lesbian غير المدعية مثل الشاذ غير المدعي.

* يعني؟

– الشاذ غير المدعي لا ينزعج من المرأة السوية ولا يطلق عليها أسماء كـ (عقربة وحرباية) وما إلى ذلك.. أما الشاذ المدعي فيغار منك لأنك أجمل وأحلى منه، ونصف الشاذين في لبنان مدعون.

* إذا لا تلوميننا في حملتنا ضد الشذوذ؟

– «اعملي يلي بدك ياه فيهن»..

* الشاذ غير المدعي يشبه ريكي مارتن..

– «يقبرني».. هو شاذ رغم أنه لا يقيم الآن علاقة مع أحد، يبحث عن شريك وانتماء واستقرار.. الشاذ ليس الذي «ينطنط» من علاقة إلى أخرى.

* هل تخون المرأة صاحبتها الشاذة؟

– الخيانة أمر يتعلق بالشخص، ولا علاقة له بكون الشريك الآخر رجل أو امرأة. 

* هل يمكن أن يكون الشذوذ وراثيا؟

– لا أظن ذلك، مع أن بعض أقربائي شاذون أيضا.

* كيف تقبلت عائلتك وضعك؟

– جلسنا وتناقشنا وأقنعتهم بوضعي.

* شخصيتك قوية ولا أريدك أن تطبقي تجربتك على الآخرين، لأنك مستقلة ماديا وعاطفيا عن عائلتك، ولا يعنيك كثيرا أن تطردك أمك من المنزل أو تنبذك مثلا؟

– على العكس، تصالحت مع نفسي عندما عرفت أمي ومحيطي بوضعي. فهم يحبونني لشخصي وليس لأنني أعاشر امرأة وليس رجلا.

* لم الصيت أن السحاقيات يتحرشن بكل امرأة يلتقين بها؟ 

– هذا خطأ.. أنا أحب المرأة دون أن يعني ذلك أن أتحرش بكل امرأة أصادفها. والأمر نفسه بالنسبة للرجل، فأي رجل سوي لا يقفز على كل امرأة يراها، وإلا حينها «فسينط» على الهرة على الطريق.

* ألا ترين أن مستقبلك أسود؟

– لماذا أسود؟

* لم تتزوجي ولم تنجبي وأنت في الـ٤٤؟!

– ولماذا علي أن أتزوج؟ لأنجب فقط أولادا، إذا فالغاية من هدفي الأول هدف ثان، وهذا لن أفعله. يمكنني أن أنجب اولادا.. غدا أسافر إلى الخارج وأتلقح اصطناعيا.

* وكيف ستسجلين طفلك في لبنان؟

– هذه مصيبتنا.. لكن يمكنني أن أعيش في الخارج  مع طفلي، لكن هذا ما لا أنوي فعله أبدا.

* كيف ستكملين حياتك؟

– أكملها برعاية الرحمن وليس برعاية الخطأة.

* ربما صاحبتك لن تبقى معك؟

– (تتغير ملامح وجهها):«إنشالله لأ».

*  لنفترض أنكما اختلفتما؟

– لا، لن نختلف.

* كيف تشعرين بالأمان، ومن سيكون سندا لك غير ابنك أو ابنتك، فكري بمنطق، بعيدا عن العبث واللذة المؤقتة؟

– عندا أبلغ السبعين، ستحبني رفيقتي الشاذة مثلي، نحن community وسنهتم ببعضنا، وما تقولينه تفكير قديم.

* مع الوقت ستتوقف صاحبتك عن إرضائك جسديا؟

– ومن قال لك أنني أعيش مع صاحبتي للجنس فقط؟ الأهم بالنسبة لي الإستقرار العاطفي الداخلي.

* المشاعر تتغير مع الوقت، فأي إستقرار هذا؟!

– غير  صحيح.

* لا أريدك أن تبكي على نفسك.. أنت صديقتنا ونحن هنا لا نحاكمك، فبعد سنوات قد تندمين على قراراتك، توقفي عما تفعلينه، وإبحثي عن رجل وصيري أما!

– لن أبكي على نفسي.. وكم نسبة الأولاد الذين يهتمون بأهاليهم؟ لو كنت أفكر بهذه الطريقة لفعلت مثل صديقتي التي تزوجت شابا شاذا، واتفقا على ارتباط يرضي أهلهما. فهل تريدينني منافقة؟ تزوجا من أجل الشكل الإجتماعي، وقد ينجبان، لكني ضد الفكرة.. لم علي أن أعيش بوجهين؟ أعرف امرأة تزوجت ولم تكن تعرف أنها lesbian، عاشت مع زوجها لسنوات قبل أن تكتشف  أنها تفرح مع صديقاتها أكثر من زوجها.

* كيف اكتشفت ذلك؟

– وجدت أنها وفي السرير مع زوجها تفكر بصديقتها. بعدها طلبت الطلاق، لأنها لم تقبل بأن تعيش حياة مزدوجة، وأنا أحترمها. 

* أووف.. أخاف عليك من الأيام المقبلة!

– لا تخافي..

* طيب.. أخبريني هل يتحرك إحساسك عندما ترين إمرأة أخرى؟

– (تضحك): إيه طبعا، «معقولة إنت»، مثلا أنجلينا جولي تحرك مشاعري.

* ومن غير أنجلينا جولي؟

– أي امرأة حلوة وجسدها جميل. ولماذا تحب المرأة امرأة مثلها برأيك، لأن جسدها جميل؟ جسم المرأة يحرك مشاعري وليس جسم الرجل. لذا أقبل الـ intercorseمن جسم المرأة وليس من الرجل. جسم الرجل يطفئني، أما جسم المرأة لا.

* عادة المرأة لا يغريها جسم الرجل كمفاتن؟

– سبحان الله، لم يخلق الرجل بجسد جذاب. الرجل ينظر إلى صدر المرأة ومؤخرتها وطولها وعرضها، بينما المرأة ترى الرجل ككل، وبعض النساء الحساسات يركزن إلى نظرته وابتسامته، بينما هو ينظر إلى الأمور التي تحرك غريزته.

* أكره كلمة غريزة..

– وأنا مثلك أشعر أنها للحيوانات.

* أعطني أمثلة عن نساء جاذبات للسحاقيات غير أنجلينا؟

– أخاف أن أسمي لك من يلفتنني من الشهيرات العرب، كي لا يعتبرهن الناس مثلي.

*  لنترك النساء العربيات جانبا، من غير أنجلينا؟

– على فكرة، أنجلينا قبلت فتاة مرة، وأظن أنها تفضل العلاقة الحميمة مع المرأة.

* غير صحيح.. ومع أن  أنجلينا اختبرت كل شيء في حياتها، إلا أنها اكتشفت أن الأمومة هي أعظم هبة تقدمها الحياة للمرأة، لذا تكرس نفسها حاليا للإنجاب والتبني في آن..

– آهه.. صحيح! ( تبدو أنها اقتنعت)

* مادونا مثلا.. هل تعجبك؟

– مادونا شخصية شهيرة وناجحة، وتعرف كيف تجذب إليها كل أنواع الناس لترضي الكل، هي حلوة لكنها ليست lesbian بل توظف حركاتها لترضي منظمات الشاذين في العالم، وهذا تفسير قبلتها الفموية لبريتني سبيرز.

* هل تغريك مادونا؟

– لا.

* من تغريك؟

– جينيفر لوبيز، أنظري إلى شكلها وجسمها، وبيونسيه أيضا «بتعقد».. بشكل عام، تغريني المرأة التي ترقص بشكل جيد.

* آههه.. ما الذي يميز السحاقية عن السوية؟

– الـlesbian نشيطة جنسيا أكثر من المرأة العادية.

* تعاني من شبق جنسي؟

– لا وجود لـlesbian باردة جنسيا، ونحن مرغوبات أكثر من المرأة السوية التي تتعامل مع الجنس وكأنه واجب، «٥ دقائق، سلقة بيض ومشي الحال». المرأة لوحدها كائن رومانسي، فكيف إن كانتا إمرأتين؟ من يفهم جسمك غيرك؟

*  لحظة، لحظة.. أصبح حوارنا ترغيبيا!

-(تتابع): لااااا.. على فكرة يغريني صوت ديمي مور، لكن عليها تعريض شفتيها.

* «آه والله..ليه»؟

–  تعنيني القبلة كثيرا، وأفضل أن يكون صدر صاحبتي كبيرا، أما المؤخرة فلا تعني لي كثيرا.

* إذا تنظرين إلى المرأة كما ينظر إليها الرجل!

– الرجل لا يهمه شكل المرأة خلال العلاقة، لا يهمه إلا إشباع رغباته الخاصة.

* هذا رأيك ولا يمكن التعميم.. 

– ( تهز برأسها)..

* بعد كل ما قلته..ماذا تريدين فعلا؟

– نحن في تطور وسيسمحوا بوجودنا بعد فترة بشكل شرعي في لبنان.

* لن يحدث ذلك؟

– بلى.

* وما الذي يجعلك واثقة إلى هذه الدرجة؟

– أتيت إلى لبنان العام ٢٠٠٠ وكانت مثيلاتي يمارسن حياتهن الخاصة سرا، والآن صار كل شيء علنا.

* ماذا تريدين ، الزواج من امرأة؟

– يا ريت.

* ولم الزواج، لتربطي شريكتك؟

– لا..

* إذا لم الزواج؟

– دليلا على الحب.

* ومن سيرتدي فستان الزفاف؟

– كلانا سنلبس فستان العروس..

* منظر غريب جدا!

– لا وجود لذكر وأنثى في علاقتي مع صاحبتي كما  الإعلامية الأميركية (إيلين ديدجنيريس) وزوجتها.. وأحلم دوما باللحظة التي نرتدي فيها كلانا فستاني زفاف.

* تحلمين؟

– بل مقتنعة..

* متى كانت المرة الأولى لك؟

– أحببت شابا لـ١١ سنة وكنا سنتزوج، لكني كنت ألاحظ أنني أفضل رفقة صديقاتي عليه. وأذكر عندما كنت في الـ١٣ وخلال مرحلة الدراسة، كانت تمسكني إحدى التلميذات في الملعب، وتقبلني في فمي.. كنت أفرح بقبلتها وأقول في نفسي أنها تحبني، ولا زلت أذكر إحساسي مع قبلتها. 

* ربما هي من أخذتك إلى تلك المشاعر؟

– سبقت قبلتها قبلة من إبن الجيران، لكنني لا أتذكر قبلته. وكنت مغرمة بمعلمة الرياضة، وكنت أحلم بها وأهرب إليها خلال حصص الفرصة لأتكلم معها وأقبلها على خدها. 

* متى كانت العلاقة الأولى؟

– كانت امرأة متزوجة وأنا في العشرين، وقد سبق وأقمت علاقة غير مكتملة مع حبيبي. كنت عندها في منزلها تغدينا ونمنا، فقبلتها في رقبتها ولم تمانع، ثم قبلتها مرة أخرى وتطورت الأمور بيننا، وكانت المرأة متزوجة وأما لـ ٣ أولاد، ولم تكن تعرف ما معنى الـorgasm، عرفته معي.

* تلك المرأة المتزوجة سحاقية؟

– لا.. لكنها شعرت بالـorgasm مع امرأة أخرى وليس مع زوجها.

* واستمرت علاقتكما لفترة..

– نعم، ثم بدأت أكتشف نفسي، وأقمت بعدها علاقات مع شبان، لكن لم يصلني الإحساس الكامل الذي ذقته من قبل.

* لا أفهم علاقة امرأتين ببعضهما..مستحيل!

– لا تأخذي الأمور من منحى شخصي. أعترف لك أنه يكثر في لبنان الشاذون الدخلاء الذين يبحثون عن الثروة السريعة.. أنا لا يمكن أن أبيع نفسي ولا يمكن أن أسمح لأي أحد بأن يلمسني.. أي شاذة تعتز بجسدها أكثر من المرأة السوية.

* وما الذي يجب فعله مع الشاذين الدخلاء؟

– مع عقابهم، لكن شرط «ما منروح نحنا بالإجرين»! 

* لا أريد للبنان أن يكون وجهة للشاذين من حول العالم.. 

– من خلال منبرك الإعلامي، أطلب منك أن توضحي للناس أن الـlesbians لسن عاهرات ولا يبعن أجسادهن.. إن وجدت شاذا يتعاطى المخدرات، فهذا لا يعني أن كل الشاذين يتعاطون المخدرات. الله خلقني على هذه الحال، لكني لا أتعدى على حقوقك وحقوق الآخرين.

* صيت السحاقيات أفضل من الشاذين، لماذا؟

– «الله يخليلنا العرب والجنس الثالث»، الذين بدأوا يأتون إلى بلادنا ليدفعوا للرجل والمرأة على السواء.. 

* سأختم بنقطة أطلب منك أن تفكري بها مليا.. ما يؤكد أن العلاقة الشاذة غير صحيحة، وأن لا ثمرة لها أنه لو تعاطينا معها بمنطق علمي فيزيائي: فـ(+) و(+)=لا نتيجة و(-) و(-)= نتيجة له، لكن (+) و()=  نتيجة..  فلنتخيل مجتمعا ليس فيه إلا شاذين، فحياته إلى مصير الديناصور/الإنقراض..

– لا نتيجة خطأ لأي علاقة مثلية.

* لكن لن يرمي لنا أحد النسل من المريخ.. جنس= أولاد= إستمرارية للجنس البشري.

– الشذوذ ليس له نتيجة صح ولا خطأ.. إن  عاشرت إمرأة، فلن ألد قردا. 

* لن تنجبي شيئا.. ستكوني عاقرا!

– سنشبع رغبات بعضنا، وسأعيش الأمان.

* وإلى متى؟ وإن أسستم كسحاقيات وشاذين مدينة لكم، فستندثر بسرعة، لأن لا استمرارية ولا نتيجة إيجابية لما تفعلونه! 

– ليس هدفنا أن نعيش وحدنا بعيدين عن الرجال. وإن أردت ولدا سأنجبه.

* كيف؟

– سأتلقح اصطناعيا.

* آهه التلقيح.. إذا ستستعينين بالرجل؟

– إيه.. أنت تريدين أن تنهي الحوار بهذا المحور ولا أريد ذلك

* أحاول أن أوقظ فيك رغبة من نوع – رفضي للرجل ليس لأنني أكرهه بل لأنني لا أتقبل العلاقة معه، ولا أريد مجتمعا خاليا من الرجال.* تعمدت أن أختم الحوار بهذا السؤال لتفكري بمحورية مختلفة للحياة كي لا ندور كثيرا فندوخ ونقع.. ولأني أحبك وأنت أختي في الإنسانية، ولأنك واعية ومؤمنة ومثقفة أقول: أنت&وغيرك من الشاذين مشروع قصير الأمد وفاشل.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار