شيرين: “كنتوا فين لما أتجوزت وخلفت؟” وكنت مغرومة عندما غنيت كلي ملكك!

شيرين

هي نجمة طمعت في العفوية التي أوجدها الله، وخطفتها كلها لها، صريحة وخفيفة الظل وابنة بلد تشعر أثناء حديثك معها أنك تعرفها جيداً منذ وقت طويل، حنونة وفي داخلها أكثر من صفة جميلة، لا تنكر أفضال غيرها عليها، بل تتمنى للجميع النجاح والخير ولا تكنّ ذرة حقد لزملائها.. هي شيرين عبد الوهاب التي كان لي هذا الحوار معها:

* بداية أود أن أبارك لكِ على النجاح الكبير الذي حققته في العام 2014، كانت سنة سعيدة جداً؟

– الحمد لله، كانت سنة جميلة جداً بالفعل، ومن أجمل السنوات التي مرت عليّ.

 * شيء ما تغيّر في شخصيتك، وجدناك مرتاحة و«مبسوطة» أكثر؟

– صح. في السابق، كنت كالمركب العالق في وسط البحر ولا يجد له مرسى، وكنت دائماً أردّد أنّي بحاجة لإدارة أعمال متكاملة تساندني، وعندما توفر لي ذلك بوجود مستشاري الفني ياسر خليل، اختلفت كل حياتي وليس فقط عملي.

* تطوّرت إطلالاتك حتى، ونضجت شخصيتك.

– أنا امرأة تبلغ من العُمر 34 عاماً،  لذا من الطبيعي أن تتغيّر شخصيتي، خصوصاً وأني أم لابنتين هما مريم وهنا «أشوفهم عرايس يا رب». مريم كبرت الآن وأصبحتُ أخاف عليها من أشياء كثيرة، لذلك أتغير بسبب الظروف المحيطة بي.

*قرأت لك في أكثر من حوار تُشيدين بمدير أعمال نانسي عجرم.

– لا يحق لأحد أن ينكر جهود جيجي لامارا مع نانسي، ودائماً كانت أشيد به وأتحدث عنه، إلى أن تعاملت مع ياسر الذي قدم لي كل الدعم، وأشعر أن ما يجعله بهذا التميز هو أنه مصريّ أردني. هذا الخليط جعله أكثر تفهمها وإدراكاً لكل الأنواع الموسيقية، ودائماً أقول له: أرى فيك نصر محروس جديد. لديه القدرة على تبني وصناعة نجوم، إضافة إلى أنه فنان ولديه «خفة الدم» كالتي يتمتع بها نصر.

* تُشجعينه إن تبنى نجوماً واستلم إدارة أعمالهم أم تريدينه لكِ وحدك؟

– أحب الخير للجميع، وأتمنى من قلبي أن يُصبح اسمه من أهم الأسماء في الوسط الفني، وطلبت منه أن يهتم بأعمال محمد عساف، وهذا الأمر أقوله للمرة الأولى. أحب عساف كثيراً وأؤمن بصوته وبموهبته، وأتمنى من ياسر أن يتعاون معه في ألبوم مصري كامل، أثق تماماً أنه إذا حدث ذلك سيكون الألبوم على مستوى رائع وسيُشكل نقلة هامة في حياة عساف. ياسر ليس ساحراً ولكنه يجيد اختيار الشعراء والملحنين والموزعين الذين يحترمون أعمالهم، وفي ألبومي السابق فعل هذا، وتعاونت من خلاله وخلال شركة الانتاج (نجوم ريكوردز) التي لم تقصر نهائياً معي، مع أسماء أضافت لي كثيراً.

شيرين وياسر خليل

*هل صحيح أن ياسر يسمع الأغنيات قبل أن تسمعيها أنتِ؟

– طبعاً لأن هناك جيش من الشعراء والملحنين والموزعين (تضحك) فرغم وجود أسماء شهيرة جداً في هذه المجالات، إلا أن هناك دائماً مواهب جديدة تريد أن تقدم لي أعمالاً جديدة، وبعضهم يُضيف لي، مثلما حدث في أغنية (أنا كتير) التي صدر الألبوم باسمها، هي من كلمات أحمد الحبشي الذي تعاونت معه للمرة الأولى والحان مدين.

* أصريتِ عند استلامك جائزتك في مهرجان (الدير جست) الأخير، على نفي شائعة زواجك من ياسر، هل تزعجك هذه الشائعة؟

– يقول المثل “مافيش دخان من غير نار”، ويمكن لأني مُطلقة، ويحق للرجل في الإسلام أن يتزوج أكثر من امرأة، صدّق كثر الشائعة. حتى أنّي لو كنت أشاهد علاقتنا من بعيد، لكنت سأقول نفس الكلام مثل كل الناس. علاقتي بياسر لا تقتصر فقط على العمل، وإنما تمتد أيضاً للمستوى الشخصي، أحياناً أغضب من شقيقي وأقرر أن لا أتحدث معه، فأتفاجأ بياسر يحضره لي لنتصالح، وأمس كان يجلس معي ومع طليقي الموزع الموسيقي محمد مصطفى. العلاقة بيننا قوية جداً وأكبر من أن تهددها شائعة، خصوصاً أني أحب زوجته كثيراً وأخشى زعلها، وأعتبر أبناءه كأبنائي.

ابنة شيرين مع ابن ياسر خليل

* قمتِ بنشر صورة عبر حسابك على (Twitter) لابنتك الصغرى هنا برفقة ابنه حمزة، أثارت بلبلة وجعلت البعض يؤكد الشائعة. هل ندمت على نشرها؟

– بعد نشري لهذه الصورة والجدل الذي أثير حولها، قررت الابتعاد عن Twitter، لشعوري بأنه لا يليق بي ولا بشخصيتي.

* (أقاطعها) ولكنك عفوية والجمهور يحب ذلك، ولا يجب أن تهتمي لردود الأفعال المسيئة والسلبية.

– تخيّلي أنه بعض الصحافيين اتصلوا بياسر قائلين: «إنت فعلاً مخلِّف من شيرين»؟ هل صورة واحدة جعلتهم يفكرون بذلك؟ «إنتوا كنتوا فين طيب لما أنا اتجوزت وحملت وولدت».

* تُزعجك هذه الأخبار.

– أعاني من كسل بعضهم، فهناك من لا يستطيع الوصول لي فيقوم بمضايقتي بكتابة أخبار خاطئة، وهذا أعتبره محاربة، ولكنّنا إ«واخدين على كدة، خلاص إتحصنّا».

شيرين (2)

* ماذا حدث بعد حفلك في مهرجان (هلا فبراير)، هل اعترضت إدارة المهرجان على تصرفاتك؟

– وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بعد حفلي بيوم هو ما أثر عليّ وأحزنني وليس ما كتب في الصحافة عن الحفل. فاتن كانت بالنسبة لي ولمصر عموماً رمزاً هاماً، هي نجمة انطفأت في سماء مصر، لذلك لم أهتم حينها لما كُتب عني، ولكن أريد أن أشكر إدارة المهرجان وأشكر موقعكم وجميع المواقع التي كتبت مُدافعة عني وأظهرت الحق.

* أصبحتِ أقوى ولا تحزنكِ  الشائعات المسيئة لكِ؟

– بل أصبحت «أعقل»، وأعلم أن هناك بعض من يُحاولون كتابة مثل هذه الأخبار لإثبات وجودهم، رغم أنهم إن كتبوا «الكلمة الحلوة» سيكونون سبباً في سعادة كثيرين. البعض يرى في الورد شوكه فقط، وفي السماء عواصفها، على عكس النفوس الطيبة التي تتمتع بسماحة وترى الجميل في كل ما حولها. أدعو دائماً الله أن يبعد عني هؤلاء الذين يبحثون عن السيء فقط، وأشعر أن لدي حصانة بسبب دعاء والدتي لي ورضى جمهوري عني.

شيرين

*  ما زلت تسعدين بكل كلمة جميلة تُكتب عنكِ؟

– طبعاً، و«ببقى زي العيال الصغيرة وبتنطط كمان من الفرحة»، لأني أشعر بأن ما قدمته بضمير ومجهود، نال استحسان الناس.

* أنتِ بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي، يجمهورك يشتاق لك.

– سأقول لكِ بكل صدق. لا أستطيع التركيز في الدخول يومياً على حسابي وكتابة رسائل يومية لجمهوري، «والله العظيم أنا تليفوني ممكن أديه لبنتي تلعب بيه وأقعد أربعة أيام ولا أعرف هو فين». من يُريد الوصول لي بشكل عاجل، يتصل بمساعدتي في المنزل أو شقيقي أو محمد مصطفى الذي يسكن في شقته تحت شقتي. «أنا مش من الناس اللي بتمسك تليفوناتها»، وأنزعج كثيراً عندما تهبط الطائرة، فأجد الجميع مشغولين بالرد على هواتفهم التي لا تكفّ عن الرنين. لا أحب التكنولوجيا لأني مزاجية وحالمة ولا ألتزم بنمط معين أسير عليه كل صباح. أحياناً لا أستطيع أن أمارس الرياضة في الصباح فأقوم بالطبخ بدلاً منها مثلاً، وأحياناً أفضّل النوم لفترة أطول.

* معنى ذلك أن يومك غير منظم ويسير بشكل عشوائي؟

– التنظيم موجود بشكل أكبر في عملي. حالياً أحفظ دوري في مسلسلي الأول، والمخرج سعيد جداً بالخطوات التي أسير عليها. بعيداً عن العمل، أحاول تنظيم أموري، فلا تمر عليّ ساعتان من دون أن أقرر ماذا سأفعل خلالهما. أحياناً أجلس مع البنات، وأحياناً أخرى أتابع ما لدي من أعمال، كأي امرأة.

شيرين وحسن الشافعي

* بمناسبة أنك تطرقت إلى موضوع الطائرة وانشغال الكثيرين بالرد على الهواتف بعد هبوطها، منذ فترة نشر الموزع الموسيقي حسن الشافعي صورة له معك في الطائرة وعلق قائلاً أنكِ كنتِ السبب في اختفاء عقدة خوفه من الطائرات، ماذا فعلت لتبعدي عنه هذا الخوف؟

– حسن يخاف من الطائرات، وأنا مررت بنفس الفوبيا بعد ولادتي، والأمر ليس سهلاً أبداً. يشعر من يعاني منها بأنه سيفقد الوعي دون أن يشعر به أحد. في تلك الرحلة، طلب منّا كابتن الطائرة، أن نشاهد معه لحظة الهبوط، وكان حسن خائفاً لدرجة أنه يشعر بأنه سيموت في لحظتها، لكنّه حين دخل وراقب كل شيء من داخل مقصورة القيادة،  شعر أنه داخل لعبة، فنسي خوفه (تصمت ثم تضحك وتتابع) قال لي بعد بفترة أن فوبيا الطائرات عادت له مجدداً.

* بداخلك طفلة شقية وامرأة ناضجة ومسؤولة وواعية في الوقت نفسه.

– في داخلي خليط بين الطفولة والأنوثة، وبين الأحداث التي عشتها في الصغر والتي أعيشها الآن. في بداياتي كنت حادة وكنت المطربة ذات الشعر القصير التي لا تهتم بشكلها عند ذهابها لإحياء حفل. عندما اتهمني البعض بأنني أفتقد للأنوثة، قررت أن أتغيّر، فأصبحت أتابع الموضة وأهتم بإطلالاتي بعد أن كنت من أوائل المطربات اللواتي ارتدين الـ(جينز) في حفلاتهنّ الغنائية، وكان ذلك في مهرجان (هلا فبراير) العام 2001. زياراتي إلى لبنان جعلتني أكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال. المرأة اللبنانية تشبه في طريقة اختيارها لإطلالاتها المرأة الأوروبية، من حيث اعتمادها على البساطة والرقي. تعجبنني كثيراً الفتيات اللواتي ترتدين (الشورت) بدون ماكياج وتظهرن في غاية الجمال. عندما أزور لبنان أشعر بحب للحياة. على فكرة، هناك فنانات لبنانيات تعلمت منهنّ كثيراً.

شيرين ونوال الزغبي

* مثل من؟

– نوال الزغبي التي تجيد كثيراً اختيار إطلالاتها.

* لمَ لمْ نرك في أي إعلان؟

– لم أجد نفسي في أي من العروض التي تلقيتها.

– بعض الفنانين يوافقون على الإعلانات، «عشان بتربح فلوس».

– «ده مش عيب»، ولا يقلل من قيمة الفنان أبداً. جنيفير لوبيز مثلاً، لا تمتلك أجمل صوت، ولكنها تعلم جيداً كيف تُسوق لنفسها ولاسمها.

* ستطلّين في مسلسل خلال رمضان المقبل، ألا تخشين المنافسة الرمضانية مع كبار نجوم التمثيل؟

– عُرض عليّ دوري في المسلسل ونال إعجابي كثيراً خصوصاً أن شركة انتاجه محترمة جداً، والدور يتطلب أن تقوم به مطربة تُتقن التمثيل. بغض النظر إن كان سيعرض في رمضان أم لا، ما يهمني أكثر هو أن الدور نال اعجابي و«عيني زغللت» عندما قرأت النص. السيناريست تامر حبيب أبدع فيه.

شيرين عبد الوهاب

* تقولين أن الدور يتطلب أن تقوم به مطربة تجيد التمثيل وليس العكس، معنى ذلك أنك لن تظهري كممثلة محترفة؟

– المسلسل ليس عملاً استعراضياً بل دراميّ موسيقيّ، لا يشبه أي عمل تم تقديمه قبل الآن، ولا يُنافس أحد، كما لا يستطيع أحد منافسته.

* تم اختيار الممثلين الذين سيُشاركونكِ في المسلسل؟

– المخرج والشركة المنتجة اختارا الممثلين بمشاركة جميع الأطراف، كي يشعر الجميع بالرضا  خلال التصوير، وأنا سعيدة جداً بجميع من سأتعاون معهم في هذا العمل. ستشارك في العمل كل من الفنانة الكبيرة سوسن بدر والفنان الكبير محمود الجندي والنجم السوري باسل خياط. هذه هي الأسماء التي أستطيع الكشف عنها حالياً.

* سنراه في رمضان؟

– كنت حريصة من البداية أن أخبر شركة الإنتاج أني لا أستطيع التصوير خلال شهر رمضان، لذا كان الاتفاق أن يتم التصوير قبل رمضان، ولكنّي لست أنا من أحدد الموسم الذي سيتم خلاله طرح العمل، لذلك لا أعلم إن كان سيُعرض في رمضان أم لا.

* شادية وعبد الحليم قدما أفلاماً سينمائية عدّة وغنيا فيها وحققا نجاحاً وشهرة واسعة من خلال هذه الأفلام، لم غبت عن السينما؟

– ما فعلاه شادية وعبد الحليم هو التاريخ الحقيقي الذي يبقى للفنان، وهذا ما أحلم بأن أتركه لأولادي وأحفادي، بدل أن يتم حصر صوتي فقط  بالـ CD. السينما تعني لي كثيراً ولكني خائفة منها في نفس الوقت. أتمنى من الله أن يقويني كي أحقق إنجازات فيها.

* رغبتك في المشاركة درامياً وسينمائياً ناتجة عن إيمانك بأن الأفلام والمسلسلات تعيش زمناً أطول من الأغنيات؟

– طبعاً، حتى الآن نشاهد أفلاماً طُرحت في الثمانينات ومسلسلات من التسعينات. سأغيب يوماً، لذا لن تعيش سوى أعمالي الدرامية والسينمائية، وهذا ما أحاول تحقيقه اليوم.

* لم اخترتِ العودة للتمثيل في مسلسل وليس في فيلم، خصوصاً أن أول تجربة تمثيلية لكِ كانت من خلال فيلم (ميدو مشاكل)؟

– لا أعلم، كنت أردد «مستحيل» أن أقدم مسلسلاً في أول عودة لي للتمثيل، لكن القدر شاء ذلك ولا أحد يستطيع معارضته. كل من حولي أبعدوا عني الخوف من هذه التجربة، وشجّعوني على خوضها، ولولاهم لكنت رفضتها طبعاً. مرت عليّ شهور عدّة، شعرت خلالها بعدم الاتزان بسبب خوفي من هذه التجربة الجديدة.

شيرين عبد الوهاب

* ستشاركين في الموسم الجديد من The Voice؟

– هذا يترتب على الموعد الذي سيبدأون فيه التصوير. حتى هذه اللحظة أنا ضمن أعضاء لجنة تحكيم The Voice.

* هو من أفضل برامج اختيار المواهب حالياً ويحظى بجماهيرية كبيرة.

– نتعامل مع بعضنا في اللجنة كأخوة وأصدقاء.

عاصي وشيرين

* لا نرى أي حقد بينكم، أقلّه على الشاشة.

– هذه حقيقة، ربما  لأن لا أحد بيننا يشبه الآخر أو ينافسه. سر نجاح (The Voice) في أعضاء لجنة تحكيمه، إضافة إلى أن البرنامج حقق لنا حضوراً عربياً كبيراً جداً، فكل العرب وحتى المغتربين منهم يُشاهدونه ويتابعونه.The Voice خطوة مهمة في حياتنا نحن الأربعة.

* ماذا تابعتِ غير (The Voice)؟

– تابعت بعض حلقات برنامج (Arab Idol) وأعجبتني كثيراً الحلقة النهائية التي حل فيها حسين الجسمي ضيفاً، «كنت بتنطط على الكنبة لما شفته». إضافة إلى حلقات أخرى لا أتذكرها الآن، وحالياً أتابع (American Idol) على الـ(OSN).

شيرين وراغب علامة

* سيعرض برنامج (The X Factor) قريباً، ولجنته تتألف من راغب علامة، إليسا ودنيا سمير غانم؟

– ضحكت كثيراً عند معرفتي بالأمر، لأنّي اجتمعت براغب قبل فترة على العشاء، وقلت له: «مستحيل يعملوا إكس فاكتور وإنت تكون مش موجود»، فرد قائلاً: أنا مشغول ولا أريد أن أخوض تجربة التحكيم مرة أخرى. كنت أكيدة أن الاختيار سيقع على راغب في الموسم الجديد من البرنامج لأنه مثال مشرف ونجح في هذه البرامج كثيراً. يجب أن تشارك نوال الزغبي أيضاً في برنامج مواهب، ليس فقط لأنها صديقتي، بل لأن لديها خبرة حقيقة وهي «ست شاطرة أوي» تستطيع أن تفيد المواهب.

شيرين وراغب علامة في حفل عيد الحب (13)

* نوال قالت أنها لا تريد المشاركة في برامج المواهب.

– لكنّي قلت لها، في حال مغادرتي The Voice «هقعدك مكاني على الكرسي قبل ما أمشي».

* يتردد أنك ستقدمين أغنية باللهجة اللبنانية تحت عنوان (شو شقيت) في ألبومك المقبل، هل ستتجرأين وتقومين بالخطوة؟

– عرض عليّ زياد برجي الأغنية، وأعجابي كثيراً، لكن الموزع الذي كان يعمل على توزيعها قال أن هناك مشكلة سببها اختلاف الطبقات العالية والمنخفضة فيها. إن تم حل هذه المشكلة سأقوم بإصدارها كأغنية Single، لأني أشعر أن هذه الأغنية مرسومة لي وتليق بي كثيراً.

شيرين عبد الوهاب

* (كلي ملكك) أصبحت أغنية الـ(First Dance) في أغلب حفلات الزفاف، هل كل الإحساس الذي شعرنا به في الأغنية جاء من عدم، أم كنت تعيشين قصة حب حينها، اعترفي.

– عندما قمت بتسجيل هذه الأغنية تحديداً كنت «مغرومة» وأعيش قصة حب، وكنت في قمة حالات الصدق، لذلك نجحت كثيراً.

* وحالياً؟

– لا.

* «طيب»، تهتمين دائماً  لمسألة اختيار كلمات أغنياتك.

– طبعاً، أهم عنصر في الأغنية هو الكلمة.

* انتقدوكِ بسبب كلمات أغنية (داء السيطرة) في ألبومك الأخير، التي اعتبروها عادية.

– بل تناقش قضية تهمّ الناس. أحببتها لأنها رسالة من فتاة تغني لشاب. هي أغنية نسائية جداً.

شيرين

* (أنا كتير) من أجمل أغنيات ألبومك الأخير. كلماتها عميقة وسبق وقدّمت أغنيات ذكية مثلها وهي (المراية) و(أنا مش هفضل كدة على طول)، هل تتعمدين ذلك؟

– لا وأتمنى من الشعراء أن يقدموا لي هذه النوعية من الأغنيات دوماً. سأقول لك شيئاً للمرة الأولى، وهو أن أغنية (غريبة الناس) للفنان اللبناني وائل جسار كانت لي، وكنت سأغنيها لولا انشغالي بحملي، لإعجابي بموضوعها المختلف،لكنّ وائل قدّمها، وأضاف لها كثيراً بصوته.

* لماذا تتحاملين على الرجل كثيراً في أغنياتك؟

– لأني لا أحب المرأة الضعيفة، ومن تعتقد بأن حياتها قد انتهت لمجرد ابتعادها عن شخص تحبه فهي مخطئة جداً. صفة الوفاء موجودة بنسب مختلفة لدى كل شخص منّا، وأنا أفضل أن يتمتع من حولي بنسبة وفاء لا تقل عن 70%.

* هذا يعني أنّك تعرّضت للغدر كثيراً، يهمّك الوفاء لهذه الدرجة.

– طبعاً. كان لدي خادمة من الفيليبين، استيقظتُ يوماً فلم أجدها، لكنّها تركت  لي رسالة جعلتني أبكي لمدة أسبوع على فراقها. كانت تهتم بي كثيراً، وتأتي أثناء نومي لتطمئن عليّ، وتلح عليّ لآكل إن لم أفعل.

* تحبين الناس كثيراً.

– جداً، وللأسف ظلمني كثيرون.

شيرين عبد الوهاب

* خانك كثر، كما تقول أغنيتك (خاينين)؟

– طبعاً، «وفي كتيرناس  كنت فاكرة إنّهم بيستاهلوا وطلعوا مايستاهلوش». أحب المحبين للحياة، مثل الأسطورة الراحلة صباح. كانت كل كلمة تقولها فيها حكمة. لا أنسى جملتها الشهيرة التي تقول فيها أنها كلما تقدّمت في السن أحبت الحياة أكثر وبحثت عن الفرح وابتعدت عن الحزن أكثر.

* كنتِ تغنين أغنيات حزينة في حفلاتك. لكنّك الفترة الأخيرة تغنّين أغنيات فرحة أكثر (تقاطعني)

– أصبح لدي خبرة كافية تجعلني عندما أصعد على المسرح أعرف ما يريد الجمهور أن يسمعه، فلا أغني حسب مزاجي. في آخر حفل لي في (هلا فبراير) طلب مني المايسترو أن أوضح للجمهور أنّ بعض الأغنيات التي يطلبونها مني، لم أجرِ لها (بروفا)، فلم أستطع فعل ذلك، بل غنّيت ما طلبوه مني. أنا أغني كي أسعد الناس، لا من أجل أن أتّبع نظاماً معيناً.

* لم أنت مُقلة في حفلاتك في مصر؟

–  أنا حزينة جداً  بسبب هذا الأمر. كان لدينا في السابق مهرجان (ليالي التلفزيون) و(ليالي أضواء المدينة)، وكان كل نجوم العرب يُشاركوننا في مهرجانات مصر. لكن الآن لم تعد هذه الحفلات الضخمة موجودة، ربما بسبب ما عانته مصر خلال الفترة الماضية من اضطراب في السياسية.

* في الـ 2014، تسلمتِ أكثر من جائزة على المستوى العربي، لكنّك غائبة عن المهرجانات العالمية لمَ؟

– ليس كل من تسلم جائزة عالمية، أصبح أنجح فنان على الساحة، والعكس صحيح أيضاً. فضل شاكر كان من أهم الأصوات الموجودة ولم يتسلم الكثير من الجوائز، الأمر نفسه مع حسين الجسمي والممثل الراحل خالد صالح وحتى عبد الحليم حافظ. الوصول للعالمية أهم بالنسبة لي من الجوائز العالمية، وأفضل أن يعرفني الجمهور في جميع أنحاء العالم على أن أفوز بجائزة في مهرجان عالميّ. عندما تعاونت في ألبومي الأخير مع مهندس صوت عالمي يتعاون مع Lady Gaga وبيونسيه وغيرهما، أشاد بصوتي قائلاً لياسر خليل: هذه مطربة جيدة جداً، كان ذلك بالنسبة لي أهم من كل الجوائز، لأني استطعت بصوتي وبلغتي العربية أن اقنع رجلاً أجنبياً يفهم في الموسيقى.

* هل صحيح أنّك ونوال الزغبي تحضران لديو؟

– أنا ونوال «ممكن نعمل أي حاجة». عندما نجتمع «بنعمل حاجات مجنونة ومفاجئة». هناك أغنية كنا ننوي طرحها لكنّي لا أعلم مصيرها.

شيرين وعساف

* والديو مع محمد عساف؟

– أتمنى أن يجمعني ديو بعساف في أغنية مصرية، لأني أعتبره من أهم المطربين الشباب في الوطن العربي.

* سميرة سعيد ذكرت إسمك عندما تحدثت عن فكرة ديو نسائي تحب أن تقوم به الفترة المقبلة، هل من مشروع بينكما؟

– سميرة حلم بالنسبة لي، أنا من عشاقها وتحدثنا عن الديو كثيراً، لكنها حالياً مع شركة إنتاج مختلفة عن الشركة التي أتعاون معها، وهذا ما يُعرقل الأمور.

* كيف تستطيعين خلق توازن بين مسؤوليات بيتك وأسرتك وعملك الفني؟

– لدينا 24 ساعة في اليوم، وأعتقد أن ذلك كاف لأن يكون كل منا يستطيع ترتيب يومه وتحديد أولوياته.

شيرين وابنتيها مريم وهنا (2)

* قلتِ في بداية الحوار: «مريم وهنا كبروا»، هل اختلفت طريقة تعاملك معهما؟

– أصبحتا الآن صديقتين لي. ترتديان أحذيتي وتضعان من ماكياجي خلال عطلتهما الدراسية (تضحك) صرت أخفي أغراضي عنهما وأنقلها إلى منزل آخر (تضحك كثيراً)

* هل هما واعيتان إلى أنّك فنانة ومشهورة؟

– نعم، لكن ليس بشكل كبير. المدرسة التي تلتحقان بها بريطانية وصارمة في تعاملها مع الطلاب.

* هل تشاهدان الأعمال العربية وتسمعان أغنياتك؟

– تعيشان في عالم آخر لا أحب أن أقتحمه. تفضلان مشاهدة (ديزني الإنجليزية) وكذلك ممارسة رياضة التنس والسباحة والباليه، لكنّهما أحياناً خلال مشاويرهما مع والدهما في السيارة، تسمعان أغنياتي.

شيرين ومحمد مصطفى

* تحتاجين لزوج في حياتك ليُساعدك في تربيتهما؟

– علاقتي لم تنقطع بمحمد أبداً، وهذا ما يجعلني لا أشعر بأنني بحاجة لزوج جديد. محمد يُساعدني وأنا كذلك، حتى أنّ البنات لا تشعرن بفرق، لكنّهما يرددان أحياناً: «ياريت بابا وماما في نفس البيت»، وهذه مشكلتهما الوحيدة، ونحن نحاول أن نعالج الأمر.

* لماذا لا تعودين لمحمد مصطفى من أجل ابنتيك؟

– لا أحب كلمة «عشان خاطر فلان». لو رأيت أنني بحاجة لأمر ما، لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تمنعني عنه، إلا إذا أراد الله غير ذلك. يجب أن أعيش مع إنسان يستطيع استيعابي ويُشعرني معه بالراحة. أنا الآن سعيدة أكثر مما كنت خلال فترة زواجي، لكن عندما يحين وقت النوم أشعر بالوحدة. اللحظة التي يحبها الجميع أنا لا أحبها.

* تشعرين بالخوف وحدك ليلاً؟

– نعم، ودائماً أشاهد المسلسلات والأفلام القديمة أو البرامج قبل النوم لأشعر بأنّي هناك أصوات بجانبي.

شيرين وابنتيها مريم وهنا

* لم لا تنام معك ابنتاك؟

– لا أفضل أن تنام مريم وهنا إلى جانبي، لأني أريد أن تتعلما النوم كل منهما وحدها على سريرها. في البرد ننام نحن الثلاثة على سرير واحد (تضحك).

* ماذا الذي يخيفك عموماً؟

* أخاف من المستقبل، ولدي فضول دائم لمعرفة ماذا سيحدث غداً.

* هل فكرتِ بتقديم برنامج عن مسيرتك؟

* قد أقوم بهذه الخطوة يوماً ما، لكنّي لا أفكر بذلك الآن.

* ما رأيك بما يحدث في مصر والوطن العربي حالياً؟

– سعيدة لأننا لدينا رئيس وقائد مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحزينة جداً على وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية، وحزينة على سوريا حزناً لا استطيع أن أصفه، خصوصاً وأن كل أفلامنا السينمائية القديمة فيها لقطات من سوريا ولبنان، وكان المشهد جميلاً، أما الآن فلا أعرف ما الحال في سوريا.

* أنت راضية عن الأوضاع في مصر الآن؟

– أدعو الله أن يحفظ السيسي لنا وللوطن العربي. أتمنى أن يستعيد رجال الأعمال الثقة بمصر فيعودون للاستثمار فيها. نريد أن ننهض بالتعليم والطب وأن نتطور على جميع المجالات لأننا نستحق أن نكون من أهم دول العالم.

كوفر ألبوم شيرين أنا كتير (15)

* أود أن أطرح أسئلة محبينك الذين تواصلوا معنا وأرسلوا لنا أسئلتهم: ما سر «طعامتك وخفة دمك» (نضحك)؟

– اكتسبت خفة الظل من والدتي، التي كانت كوميدية جداً، ومن جدتي أيضاً والبيئة المحيطة بي.

* سؤال من معجب آخر: هل تقرأين كل ما نُرسله لكِ عبر الإنترنت؟

– طبعاً وأشعر بسعادة بالغة، و«بضحك جداً ولو شافوا وشي وأنا بتفاعل مع كلامهم هيضحكوا عليا».

* سؤال آخر: لم لم تصوري كليبات أكثر من ألبومك (أنا كتير)؟

– لأنّه بعد صدور الألبوم، والنجاح الكبير الذي حققته أغنية (كلي ملكك) كان يجب أن أصورها، وكذلك أيضاً أغنية (ومين أختار) لأنها أغنية سريعة ونالت اعجاب الكثيرين.

* سؤال آخر: ما هي الأغنية الأقرب لقلبكفي ألبوم (أنا كتير)؟

– أكثر من أغنية، لكن (كلي ملكك) هي الأقرب لي.

* سؤال أخير من معجب: أين أنت من الأغنية الخليجية؟

– عندما أجد ما  يناسبني من الأغنيات الخليجية سأغنيها فهذا يُشرفني وكذلك أيضاً اللهجة اللبنانية.

دينا حسين – القاهرة

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار