رغم وضعه المتأزم على الصعيد الإعلامي، وقضيته مع الفنانة المصرية زينة التي أثرت بشكل أو بآخر على حجم جماهيريته، إلا أن الفنان المصري أحمد عز مصرّ على متابعة نشاطه الفنيّ، وآخر أعماله، كان فيلماً بعنوان (ولاد رزق).

أحمد عز (6)

تصدر عز بطولة الفيلم، وشاركه كل من  عمرو يوسف، أحمد الفيشاوي، أحمد داوود، كريم قاسم، محمد ممدوح، إضافة إلى مشاركة القدير سيد رجب، والفنانتين نسرين أمين وندى موسى.

أحمد عز (3)

ما استغربته مع صدور العمل، أنّ البطولة المطلقة لرجل، وأنّ كل المشاركين في البطولة الرئيسية هم من الرجال، وهذه المرة الأولى اليتي يكون فيها فيلم مصريّ أبطاله من الرجال بدون عنصر نسائيّ مُستقطب، وهو ما يعد مغامرة من قِبل الجهة الإنتاجية، كما المؤلف صلاح الجهيني والمخرج طارق العريان الذي عاد إلى السينما، بعد آخر أفلامه (أسوار القمر) الذي أخرجه وقامت ببطولته النجمة منى زكي.

اختلفت الآراء حول الفيلم، وتضاربت الأذواق، فاعتبر البعض أنّ أحمد فشل في تجربته السينمائية الجديدة، وأنّ وفيلمه يتضمّن الكثير من الألفاظ الخارجة عن سياق الآداب العامة،  بينما سمعتف آراءاً تشيد به، واعتبروه أنجح تجارب عز.

أحمد عز (8)

تضارب الآراء، جعلني أتحمّس لمشاهدة (ولاد رزق)، ففوجئت بفيلم مشوّق جداً، لم يجعلني أشعر بلحظة ملل واحدة.

تفاصيل الفيلم يرويها أحمد الفيشاوي لضابط الشرطة الذي يقوم بدوره محمد ممدوح، فتدور الأحداث على طريقة الـFlash Back، ثم تعود الأحداث لتسير بطريقة طبيعية بداية من منتصف العمل تقريباً، دون أن يشعر المشاهد بأي خلل أو تشتت أو ضياع في تركيبة الأحداث، أي أنّ تسلسلها والـFlash Backs جاءت مُتقنة جداً وصحيحة.

جرسيات:

– سيناريو الفيلم فيه شتائم كثيرة وألفاظ خارجة، وأعتقد أنّها جاءت جشواً لا فائدة منها، وكان بإمكان القيّمين على العمل الاستغناء عنها. كما أنّه لم يخلُ من المشاهد الجنسية الجريئة، التي لم تقتطعها الرقابة، رغم أنّها عادة تفعل، لكنّ فيلم أحمد «زمط» من الرقابة. مشاهد الفيلم جريئة جداً، لكنّها «مقبولة» طالما أنّه فيلم، أي أنّ من يريد مشاهدته يقصد صالات السينما متوقعاً ماذا سيشاهد، خصوصاً أنّ إعلانه جاء جريئاً ولم يخفِ جرعة الجنس فيه.

رغم ذلك، أزعجتني بعض المشاهد كما العبارات، وشعرت أنّ القيّمين على العمل زرادوا منافسة الأفلام الجماهيرية التي تعتمد بشكل على تدني مستوى الحوار وعلى مشاهد الرخص لتُحقق إقبالاً جماهيرياً عالياً، وإنّي أفهم رغبة المنتج في استعادة ما صرفه، لكنّي أبداً لا أفهم أن يحشو العمل بما لا يليق به، وبما ليس له حاجة إليه.

أحمد عز (7)

المبرر الوحيد لاستخدام الألفاظ النابية الكثيرة هو أن شخصيات الفيلم هم أعضاء عصابة سرقة وبلطجة، ومن طبقة شعبية معدومة، لكن المبالغة تقلب المعادلة، وتؤذي العمل أكثر مما تجسّد واقعاً.

– الصراع في الفيلم يدور بين فئتين تنضم إليهما فئة ثالثة بشكل مفاجئ مع نهاية الأحداث، حيث يدور الصراع في الجزء الأول من الفيلم بين عصابة (ولاد رزق) وعصابة (صقر) مهرب المخدرات المحترف الذي يقوم بدوره الفنان سيد رجب، ومع نهاية الأحداث يتسع الصراع فيشمل ضابط الشرطة الفاسد، إلا أنّ السياق الدرامي وطريقة الطرح جعلت الجمهور يتحيز لعصابة ولاد رزق المكونة من أحمد عز وأشقائه، كما بدا عز أو رضا في الفيلم،  كبطل شعبي خارق، يفوز في كل المعارك التي يخوضها، عدا معركة واحدة تجعله يعتزل عمليات النهب والسرقة، ليعيش حياة سويّة، لكنّه يعود ويواجه مسألة تورط أشقائه في مصائب عدّة، فيعود ليخلّصهم من بلاويهم.

أحمد عز (5)

– جسّد عز دور الشاب الشعبي «الحمش» أو «الحبيب»، الذي يغار على حبيبته بشكل شرقيّ بحت.

– رغم أن قصة الفيلم تدور حول عصابات، إلا أن طارق العريان نجح في عدم الإفراط في تقديم مشاهد العنف وهو ما يحسب له.

– أجمل ما في الفيلم، أنه لا يتضمن أحداثاً خيالية يصعب على العقل تصديقها، كما هو شائع في الأفلام العربية، خصوصاً الـAction منها, وما جاء أكثر إقناعاً هو عدم ظهور الأبطال كشخصيات خارقة، بل تعرّضوا لهزائم وفشلوا في أكثر من مرحلة.

أحمد عز (2)

– نهاية الفيلم جاءت في صالح (عصابة ولاد رزق)، أي أن القوى الشريرة التي انحاز لها الجمهور استطاعت أن تنتصر على الأكثر شراً منها، والتي نفر منها المشاهدون وهي عصابة (صقر)، ما يؤكد أنها نهاية معتاد عليها شبيهه بنهاية انتصار الخير على الشر إلى حد ما، وإن كان في الفيلم رسالة جريئة، بأن تم ترقية ضابط الشرطة الأزعر بدلاً من معاقبته على ما ارتكبه من جرائم، وهو ما يتماش مع طبيعة الأحداث التي شهدتها مصر في مراحل الفساد.

– أبطال الفيلم أبدعوا أداءاً بداية بعمرو يوسف الذي لم أكن أتخيله يتقن لعب دور البلطجي، لأنّ مظهره وسيم وراقٍ جداً، كذلك داوود وكريم قاسم اللذين أديا دوريهما بالشكل المطلوب، وإن كنت أعتب على محمد ممدوح رغم براعته، افختياراته الدائمة لدور ضابط الشرطة وحصر المخرجين له في هذا الدور، يظلمه خصوصاً أنّه يمتلك قدرات تمثيلية رائعة.

أحمد عز (1)

– أحمد الفيشاوي أهم أبطال الفيلم بعد عز، وطريقة أدائه لدوره أعطت الفيلم لفحة كوميدية كان يحتاجه، ولفتني أداء ابن أصالة، خالد الذهبي، وتفاجأت بإتقانه لـِ اللهجة المصرية.

– استمتعت بكل لحظة تمثيل لأحمد عز الذي كان ولا يزال نجم صف أول في مصر، رغم كل البلبلة حول حياته الشخصية. وإنّ ختياره لـ(ولاد رزق) جاء ذكياً. عز كسب الرهان بـ(ولاد رزق) خصوصاً بعد نجاح الفيلم في مصر كما الإمارات وعدد من الدول العربية.

أحمد عز (4)

– الفيلم إنتاج أصالة نصري، واستغربت أن تُنتج أصالة فيلماً لزوجها، وأن تدخل عالم الإنتاج أساساً، لكنّها ربما تُحقق رغبة زوجها في الإخراج السينمائي، فجاءت تجربة جيدة، ومع ظهور تتر النهاية يرتفع صوت أصالة بأغنية (تساهيل) التي غنتها مع فريق بساطة لتدعم الفيلم الذي انتجته، والتي جاءت كلماتها وألحانها وموسيقاها مبهجة تتماشى مع النهاية التي شهدها الفيلم.

دينا حسين – القاهرة

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار