كم من فضيحة علينا أن نتحمل في هذا البلد؟
فضائح بالجملة في الفن والسياسة والإعلام، ليصل اليوم “البلّ” إلى ذقن مهرجانَي (بعلبك) و(بيت الدين). مهرجانان يحملان اسمَي مدينتين عريقتين، لهما تاريخهما الحضاري والثقافي، ولكن من يقف وراء هذين المهرجانين، ليسوا سوى”شلّة” من العجزة والعجائز، من زمن ولى إلى غير عودة، ومن شخصيات ما زالت تعيش على أيام الأبيض والأسود.
هذه “الشلة” لا تفقه في الحاضر، ولم تواكب التطور لتصبح مؤهلة لتنافس أهم مهرجانات لبنان كمهرجان (إهدنيات) الذي يعتبر الأهم والأول، بفضل حكمة ريما فرنجية، وقوة فريق عملها الشاب اليانع الفاهم في التغيرات الزمنية والمواكب لتطورات عالم الصحافة، والمنظم من طراز رفيع جداً، والذي يعرف من يختار من نجوم ليقفوا على مسرحه، ومن يختار من الصحافة اللبنانية لتغطي له حفلاته.
المهم، و”بلا طول سيرة”، ما لا تعرفونه أنّ القيّمين على مهرجاني (بيت الدين) و(بعلبك)، لا يوجهون أي دعوة لأي مؤسسة إعلامية لها قيمتها ووزنها وانتشارها في لبنان والعالم العربي، وأستنتج ذلك لأني سألت عدداً كبيراً من الزملاء الصحافيين الذين لهم قيمة وينتمون لمؤسسات كبيرة، فكان الجواب بأنه لم تتم دعوتهم، وبأنهم لا يهتمون أساساً.
لا يوجهون الدعوة للصحافيين، إلا على المؤتمر الصحافي، الذي ينظمونه قبل أشهر من مواعيد الحفلات، وذلك لمساعدتهم في التسويق وجني المال، لكنهم لا يعرفون كيف يوجهون نفس الدعوات لهؤلاء الصحافيين، ليقوموا بتغطية الحفل، بالشكل المناسب، لذا تبقى أخبارهم متداولة بشكل غبي، ولا تتم تغطية سهراتهم بشكل يليق بمدينتين عريقتين، هذا عدا عن أنّ برنامج المهرجانين غريب عن اللبنانيين غالباً ولا ينجح إلا في ليلة أو ليلتين منه!
هذا العام، لم يسمع أحد بمهرجان (بيت الدين) إلا بفضل كاظم الساهر، كما أننا لم نسمع بمهرجانات بعلبك، إلا بفضل شيرين عبدالوهاب القادمة خلال أيام لتحيي فيه أجمل سهراته، وبفضل صوت كبير لصبية تستحق الدعم، هي الرائعة عبير نعمة، التي أحيت سهرة فيه قبل أيام لكن أحداً لم يسمع بالأمر، لأن الصحافة لم تتواجد فيه لتغطيه، فمر مرور الكرام، بشكل لا يليق بعبير الجميلة.
“ضيعان شيرين” بمهرجان يتبع سياسة غبية منذ عشرات السنوات، كمهرجان (بعلبك)، والذي لا يعرف أصحابه أن الإعلام، جزء لا يتجزأ من الخطة التسويقية لأي حفل، وان احتاج العجائز المسؤولون عن المهرجان إلى تدريبات في أصول الدعوات وأصول تكريم الإعلام والصحافة، فسنتوسط لهم لدى السيدة ريما فرنجية، علها تجد وقتاً لتعليمهم!
علاء مرعب