منذ 8 سنوات منذ أن شاهدت النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم في مسلسل (لو) مع النجمين يوسف الخال، وعابد فهد، وأنا أحاول قدر الإمكان متابعة كل أعمالها، لأنها أبهرتني بقدرات تمثيلية تجعلها تبدو وكأنها لا تمثل بل تعيش أحداث العمل بشكل حقيقي، ولفتتني كمية الكاريزما التي تتميز بها عن غيرها من الممثلات، فهي ممثلة عربية تمتلك كل ما يؤهلها للنجاح والعالمية إن أرادت.
تابعتها في (تشيللو) و (عشق النساء)، و(سمرا)، وأتابعها الآن في (نص يوم) بحماس شديد خصوصاً وأن نادين والنجم السوري تيم حسن شكلا ثنائياً رائعاً، ولا ينكر أحد براعة تيم في التمثيل وامتلاكه قاعدة جماهيرية عريضة تُضيف لأي عمل يُشارك فيه، فهو أحد أهم ممثلي العرب على الساحة الآن.
بدايات (نص يوم) كانت موفقة ومُشوقة لمعرفة بقية أحداث المسلسل، إلى أن اختفت بطلة العمل نادين نجيم لمدة ست حلقات، فشعرت كما بالتأكيد شعر أغلب المشاهدين بالملل، الناتج عن التطويل في بحث تيم عنها وكشف خيوط القصة وفي مشاهد هي حشو بحشو.
إن غفرنا لمخرج المسلسل سامر البرقاوي اختفاء نادين عن الحلقات، فلن نستطيع أن نغفر له ولرواد العمل جميعاً تقديم قصة لا تتماشى مع عادات المجتمع الشرقي، خصوصاً وأنها المرة الثانية التي يُقدم فيها الثلاثي (نادين وتيم وسامر)، عملاً مسروقاً عن قصص أجنبية تحت مسمى (اقتباس)، ودون مراعاة لمعالجة النص وتفاصيل الأحداث بطريقة تناسب المناخ العربي.
في (تشيللو) الذي لعبت بطولته نادين وتيم إلى جانب الفنان يوسف الخال، وقام بإخراجه سامر البرقاوي، باع يوسف الخال زوجته (نادين)، للثري تيم حسن ليمضي معها 24 ساعة مقابل حصول يوسف على مبلغ نصف مليون دولار، وهو ما لا يُصدقه عقل ولا يتقبله مجتمعنا الشرقي تماماً، وأذكر حينها أن أسرة المسلسل نالت ما نالته من انتقادات بسبب هذا المشهد، لكني لم أتخيل أن يكرر فريق العمل نفس الغلطة في العام التالي مباشرة!
في (نص يوم)، يتزوج تيم من نادين ويعيش معها حياة هادئة، إلى أن تقرر الهروب بعد سرقتها لكل ما يملك، وتذهب لتمارس حياة العهر التي أعتادت عليها قبل زواجها منه وخداعها له وانتحالها شخصيات مزيفة، أي أن الزوج المسكين يستيقظ فجأة على مآساة ولا يدري من الأساس هوية زوجته الحقيقة، ليتفاجأ بأنها سرقته وهربت ويكتشف فيما بعد أنها تنتحل شخصيات، وتمارس النصب على عدد من الرجال ضحايا جمالها مثله.
رحلة بحث تيم عن نادين وابتعاده عن مسؤولياته وعمله لمدة عام كامل، واصراره على الوصول لها، كان ينتظر الجمهور أن تنتهي بانتقامه منها فور وقوعها تحت يده، لكن المفاجأة أن الزوج المخدوع سامح زوجته، وغفر لها كل ما فعلته بل أمضى معها ليلة حمراء، فعلى ما يبدو أن كل ما كان يؤرقه طوال فترة بحثه عنها هو اشتياقه الجسدي لها، لا دافع الانتقام منها وتسليمها للشرطة دون أن يتمكن المخرج من توضيح العلاقة الروحية بينهما أو ما تملكه ميساء من قوى روحية مثلاً تجعل من الرجال أسرى لها.
وقع المخرج في فخ اللا منطقية، حينما أظهر البطل تيم يحاول ضرب نادين وقتلها، ثم يتراجع خلال لحظات، ويذهب بها لغرفة النوم، ويستيقظ في اليوم التالي ليعاتبها قليلاً، فتعتذر فيرد بكل بساطة: “ولا يهمك”، وكأن كل ما حدث في عام وكل فعلتها تتلخص في أنها داست على قدمه دون قصد مثلاً!
الأكثر استفزازاً أن يحضر عشيق نادين في اليوم نفسه، فيقوم تيم فتح الباب له بنفسه، ويتحدث معه بهدوء طالباً منه الابتعاد عن زوجته الشريفة العفيفة!
ما هو غير منطقي أيضاً أن يظهر المحقق وهو يؤكد لتيم أنه يقع تحت المراقبة الشديدة، وفي الوقت ذاته لم تعلم الشرطة أنه التقى بنادين ولم يرهما أحد وهما متوجهان للـHotel معاً.
أكتب هذا وكلي أمل أن تخيب ظنوني، ويظهر تيم في الحلقات المقبلة وهو يتلاعب بنادين، ويُحاول تسليمها للشرطة، أو يُجاريها فقط ليعرف أسرارها ثم يبتعد عنها أو على الأقل يظهر لها أن مشاعره تجاهها تغيرت، لأنه من غير المنطقي أن يزداد حب رجل شرقي لخائنة وفتاة ليل، خدعته وسرقته، وودخلت حياته ودمرتها، وإلا كان الأجدر تسمية العمل(نص رجل)!
أكتب بعد أن عادت نادين لتطل على الشاشة في نص المسلسل..
دينا حسين – القاهرة
)
