منذ 8 سنوات 
حلقة بعد حلقة يثبت لنا مسلسل (أفراح القبة) كيف أنه من أهم الأعمال الدرامية الرمضانية من حيثيات عدة، فرغم أنه تطرق للألفاظ الخارجة والعبارات الجارحة والمشاهد الجريئة، إلا أن كلها كانت موظفة توظيفاً محترفاً للغاية لا يدعو للنفور أو الانتقاد لما في الرواية من حقائق عن نفوسنا البشرية، حتى حلقة اليوم التي كانت صادمة ولا تخطر على بال المشاهد، ففي لقطة نجد الأم سوسن بدر تستعيد ذكرايات شبابها الذي ولى، وإلى جانبها ابنتها العاشقة للتمثيل منى زكي.
فجأة ينتقل المخرج محمد ياسين عبر “الفلاش باك” إلى الأم عندما كانت شابة وجميلة كيف تدلل طفلتها وتشتري لها ما لذ وطاب وهما عائدتان إلى البيت، وهنا تتفاجأ بالأم من أن برميل الماء الموضوع على البابور، فتسأل ابنتها؟ “يا ترى أبوكي عايز يستحمى تاني؟”، وتدخل مباشرة إلى غرفة النوم فتجد زوجها مع رجلاً وتكون صدمة وحقيقة في آن لا تستطيع الأم أن تتجاهلما وعلى لسانها سؤال واحد “في سريري يا عبده؟”، لكن عبده أي الزوج يظل ينكر أن ما من علاقة بينه والرجل الذي يرتدي ثيابه ويفر هارباً، بينما تمسك سوسن في خناق زوجها الذي يدفعها لتقع أرضاً مرتطمة ببرميل الماء المغلي الذي يحرق أجزاءً من جسدها منها الذراع والصدر والقدم.
بعد الخروج من “الفلاش باك” نرى دموع منى ونظرة انكسار المرأة في عيني سوسن التي طعنت في أنوثتها وخسرت جمالها وشبابها وكل ذلك بسبب شذوذ زوجها، كما نستنتج بعد الحلقات الـ 15 سبب كراهية البنات وأمهن للوالد وتحريم دخوله إلى منزلهن. المشهد رغم فظاعته لكنه كان حرفياً اداءً وتعبيراً وتمثيلاً وسوسون بدر وسيد رجب قدما دوريهما ببراعة متناهية، ومن هنا وتحديداً بعد هذا المشهد سنتوقع الكثير من احداث “افراح القبة” في الحلقات المقبلة، لسبب انها دراما انسانية حقيقية واجتماعية، تعتمد على تكنيك جيد في الإخراج والتمثيل،وتدخل في بواطن كل الأمور مباشرة بشكل صادم لكنه راق..
(أفراح القبة) انعشت مجدداً إسم أديب نوبل نجيب محفوظ رحمه الله، وليت كل الأعمال تعود للروايات أو الكُتاب الحقيقيون الذين يكتبون الواقع أو الخيال أو الفانتازيا أو الكوميديا، شرط أن يكونوا كُتاباً بكل ما معنى للكلمة.. (أفراح القبة) يستحق الأوسكار.
ابتسام غنيم – مكتب بيروت
)
