منذ 8 سنوات 
لم ينطفئ وهجها يوماً، حتى في ظل ابتعادها عن الساحة الفنية، ولم يستطع أحد ملئ الفراغ الذي كانت تتركه عندما تتغيب عن المشاركة في السباقات الرمضانية السنوية، فكانت النجمة المصرية منى زكي، دوماً الغائب الحاضر، وما أجمل أن تكون غائبة حاضرة بدلاً من أن تكون حاضرة غائبة في زمن بات الكبار ينحدرون فيه!
ربما أصعب ما قد يواجه أي فنان خلال مسيرته، هو أن يعود بعد فترة من الغياب، لينافس على القمة التي أعتاد احتلالها! وهو ما واجهته منى زكي هذا العام، حينما قررت العودة لتقديم المسلسلات الرمضانية ومنافسة الكم الهائل من النجوم، بعد توقفها عن تقديم أي عمل تلفزيوني منذ أخر مسلسلاتها (آسيا).
برهنت منى عن ذكائها عندما قررت المنافسة بمسلسل (أفراح القبة)، وكسبت رهاناً مع نفسها حينما غامرت بالمشاركة في عمل عميق لا مثيل له، غردت به خارج السرب.
تُقدم منى في (أفراح القبة) واحداً من أهم أعمالها، إن لم يكن الأهم بينهم لولا وجود أدوار أخرى عظيمة قامت بها أيضاً من قبل مثل أدوارها في (الضوء الشارد)، و(سهر الليالي) و(آسيا).
لعبت منى زكي دور (تحية) في (أفراح القبة) المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفاجأت الجمهور بشخصية تجسدها للمرة الأولى، وتبعد كل البعد عن جميع الشخصيات التي قامت بها، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تتعمق فيها منى داخل الدور بطريقة جعلتنا نشعر أنها اقتحمت خيال الأديب العالمي نجيب محفوظ حين كتابته للشخصية وعلمت منه كل تفصيلة تخصها!
منى أعادت اكتشاف نفسها في (أفراح القبة)، وجعلتنا نعيد اكتشاف حبنا واعتزازنا بوجود نجمة مضيئة مثلها في سماء الفن العربي.
براعة منى في تجسيد دور (تحية) أنستنا شخصيتها الحقيقية، وجعلتنا نُسامحها على تغيبها وقلة نشاطاتها الفنية مؤخراً، لأنها تقدم الآن مسلسلاً بآلاف المسلسلات، وعملاً للتاريخ، ستحكي عنه الأجيال القادمة.
دينا حسين – القاهرة
)
