أشاهد مسلسل (كلمة سر) للرائعيْن لطيفة وهشام سليم. تبدو لطيفة متمكنة من أدائها وكأنها خضعت لدورات في دراسة الأداء التلفزيوني والتدرب على كيفية التعامل مع كاميرا التلفزيون في الدراما ما جعلها تبدو بحجم الأداء الذي أبهرتنا به على مسرح منصور الرحباني في واحدة من أهم أعماله بعد رحيل شقيقه عاصي.
لطيفة كانت خاضت بطولة المسرح الرحباني في مسرحية (حكم الرعيان) وحققت انتصارات عدة في الاداء التمثيلي في المسرح الصعب جداً وانتصرت أيضاً في نجاح الأغنيات التي لحنها لها منصور الرحباني، كما كانت لعبت بطولة الفيلم الشهير ليوسف شاهين (سكون هنصور) وحققت نجاحاً باهراً، لكنها المرة الأولى التي تدخل فيها الدراما التلفزيونية وهو اختصاص مختلف عن أي دراما أخرى وكان يمكن أن تقع في حالة خطر وتسيء لاسمها لولا أنها لم تمتلك كامل العدة.
لطيفة كسبت رضانا وأقنعتنا لأنها لا تمثل ولا تعطي الشخصية أكثر مما تحتاج حتى أكاد اقتنع بأنها تمثل حكايتها الشخصية خصوصاً وأني أعرفها ولا أرى اختلافاً بين ما هي عليه في الحقيقة وبين ما تؤديه ما يعني أن الشخصية التي تؤديها تشبهها حقاً.
بذلك تكون لطيفة التونسية قد وضعت نفسها في منطقة الاختبار المحرج إذ يجب أن لا تغادر الشاشة الصغيرة بعد الآن وعليها أن تقدم لنا شخصية لا تقترب منها في المواصفات كمثل شخصية المرأة اللعوب مثلاً أو المرأة الهوجاء أو تلك الفقيرة أو الانتهازية..
ما لفتني أيضاً في مسلسل (كلمة سر) أهمية النص وكذلك الإخراج الذكي وعدم الاطالة في المشاهد أي القطع السريع أو الإيقاع السريع الذي يقارب الأعمال الأجنبية حيث لا حشو ولا استرسال ما يعطي المخرج (سعد هنداوي) مع الكاتب (أحمد عبد الفتاح) علامة ممتازة، تجعلهما يتفوقان على معظم المتبارزين هذا العام في الدراما الرمضانية.
هشام سليم يقترب في أدائه من العالميين ما يعني أنه آتٍ من مدرسة أجنبية. مبهر في تكيفه مع الشخصية لكن وفي كل مشاهدهِ لا يضع الماكياج وهو الشخصية التي تعشقه البنات وفي دوره هذا يجب أن يُطلَ نضراً وليس شاحباً.
هذا لا يعني أن هشام شاحبٌ في الحقيقة، كلنا نعرف أن الكاميرا تخطف ثلاثة أرباع لون الوجه وتبرز سيئاته أكثر من حسناته لتأتي الإضاءه وتحسن من التفاصيل لكن ليس إلا إذا كان الماكياج معيناً وإلا شحُب الوجه أكثر.
كلنا يعرف هذه الحقيقة التقنية الفنية من خلال ما نعرفه عن رؤوساء الجمهوريات الذين لا يطلون عبر الشاشات قبل أن يوضع لهم الماكياج أي (الفونداشن) على كامل الوجه والرقبة مع (البودرة) وذلك حرصاً على نقاء الصورة ولأغراض سياسية أحياناً لها علاقة بمدى تأثير الصورة على الرأي العام إلى جانب لغة الجسد.
هشام سليم المبدع والجميل في آن اي الرجل الوسيم جداً يهمل نفسه وهذا ما يجب تجنبه في أي عمل قادم.
لست اقول له أن يجريَ عملية تحسين بشرة كما يفعل كل زملائه بالسر.. فقط أطالبه بماكياج يقدمه لنا كما وكأننا نراه شخصياً وأن لا يظلم محاسنه التي وهبها الله له.
نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh