منذ تم الإعلان عن مسلسل (سمرقند) ونحن شِلّة من الأصدقاء انتظرناه ومع أول حلقة بدأنا متابعته رغم أننا غير مجبرين خصوصاً وأننا لسنا من (جماعة) الذين يصلبون أنفسهم أمام الشاشة طالما أن الـ YouTube بأمرنا.
في الحلقة الأولى قُلنا أن المخرج يُمهّد وفي الثانية قلنا “ماشي” لا يزال يحضر الشخصيات. في الثالثة انتظرنا الرابعة كي يبدأ الإضاءة على الخيام وحسن الصباح وفي الخامسة والسادسة والسابعة وإلى العاشرة ما شاهدنا إلا الجواري وزوجتيْ السلطان والساحر والنخاسين وأسواق وناس وديكور.. وكل ما مرّ حتى الآن رغم أنه يشكل ثلث العمل هو بضعة مشاهد لحسن الصباح (عابد فهد) وأقل منها لعمر الخيام (يوسف الخال).
إذا كانت تلك المرحلة العظيمة من تاريخ المسلمين قائمة حسب مخرج العمل على الجواري والرقاصات والنخاسين وهم من صنعوا التاريخ فهذا يعني أن سمرقند التي قرأناها عند المبدع الكبير أمين معلوف هي غير سمرقند ومن المسلسلات التي تحرق التاريخ وتكرّس حضور الجاريات على شاشات العائلات.
كنت أنتظر إطلالة قاضي سمرقند وهو من الشخصيات البارزة في تاريخ المدينة لكن مشهد الجارية التي تتدرب على الرقص يطول ليتمدد إلى ثلاث دقائق وهو وقت لم أره في مشهد بين جيوش ومعارك في مسلسل The white Queenمثلاً!
هذا عدا عن الحشو في إعطاء نصف الحلقة العاشرة لتهريج النخّاس وعبده وهما يفكرا بمنح اسم لعبدتهما ابنة السلطان (يا إلهي كم يهمنا هذا المشهد الطويل العريض في قضية تاريخية من عمرنا!)
وكل ما رأيناه أن الخيام أكل ونعس ونام والصباح مرّ في لقطة أقل من زمن دعاية الـ Marlboro.
إنه احتقار لنجميْن كبيريْن يقوم العمل على اسميْهما وهما عابد فهد ويوسف الخال وقد تمت إهانتهما كفنانيْن كبيريْن يبرز اسمهما في أول الجينيريك وفي الحلقات يبدوان “خيال صحرا”.
ما يحدث في المسلسل الذي كان يجب أن يسمى أي شيء إلا (سمرقند) هو قلة احترام من أسياد العمل لأنفسهم إذ أننا لسنا نتّكل عليهم لنعرف التاريخ الذي ضاع بين سيقان الرقاصات والمهرجي نوإن كان يمتعنا أن نشاهد دراما حول سمرقند، فأجزم أننا سنستمتع بذلك لكن عبر الدراما الأجنبية خصوصاً وأن تفاوضات تدور مع أمين معلوف لتحويل روايته لفيلم أو مسلسل.
نحن نتوقف عن مشاهدة المهزلة وينتهي أمرهم بكبسة Mouse.
ويبقى النجمان الكبيران كما عرفناهما سيديْن على الشاشة الصغيرة وكل رمضان وهما بألف خير على أن ينتبها في توقيع العقود.
Nidal Al Ahmadieh نضال الاحمدية