بينما أتابع مسلسل (سمرقند) وأستمتع حتى الحلقة الرابعة بهذا الإبداع التصويري العالي في مسلسل (تاريخي سياسي ديني) قليلاً ما نشاهد مثيلاً له في الدراما العربية أفاجأُ بجدلية عصية على الفهم في مشهدين وهما:
– حين يقف المسؤول الأول لدى أمير المؤمنين (المستننصر بالله) ويحاجج (حسن الصباح) السجين بأمر منه، طالباً إليه الهداية والعودة عن مذهبه الضال الذي يناضل من أجلِهِ وأسمعه يقول لحسن الصباح مجادلاً آمراً ما معناه: أن أمير المؤمنين ليس بإمام. ما يعني بداية حرب من أجل الإمامة والتي ستقع فعلاً وسيتزعمها الصباح.
في مشهد آخر نرى المسؤول الأول عند السلطان يتحدث عن الجواري والغلمان ويطلب من مساعده أن ينظم حضورهم في قاعة مولاه السلطان كل يوم الخ.
إذا كان الخلاف بين حسن الصباح ومساعد الخليفة الأول في الاسكندرية، حول تسمية الخليفة بأمير المؤمنين أو بالأمام! وأعتقد أن العمل كله سيقوم على هذا الجدال وإن بألف طريقة وأسلوب طالما أن حسن الصباح عيّنه (ابن عطاش) نائباً له وهو من أرسله إلى الإسكندرية للقيام بهذه المهمة.
فهل سيلحظ العمل أي (سمرقند) أن الأسلام حرّرَ العبيد ليعود السلطان ويستعبدهم تحت ناظري الخليفة أو الإمام وبعد مرور ما يقارب الـ 600 عام على الرسالة المحمدية!
وكأن السلطان خليفة الله على الأرض وإن كان ظاهرياً يجمع حوله علماء الدين وهذا المفتي وذاك من الذين يعينهم هو بنفسه ليفتوا له بقتل فلان وقطع رأس علان وإن لم يستجيبوا فيعزله السلطان عن منصبه ويعين غيره لينفذ أوامره!
السلطان أو الزعيم الاسلامي وحتى هذه اللحظة هو العالِم وهو المفتي وهو وكيل اللهِ على الأرض وهو من يستعبد الناس في هيئة رق مباشر أو مضلِلٍ.
هل سيعالج (سمرقند) هذه الظاهرة في تاريخ الإسلام وحتى اليوم، أم سيكتفي بعرض مساوئ حسن الصباح الذي ولد في مدينة (قم الإيرانية) أو مدينة (طوس) حسب المفكر اللبناني أنسي الحاج الذي سماه بالصباح الشيعي ابن (بن لادن) السني.
هل سيغرق (سمرقند) في تصوير حالة (حسن الصباح) ومذهبه كما يتبين لي، ويتجاهل ما يحدث حتى اللحظة من خطايا دينية وتحريف للكتاب العظيم (القرآن) وتشريع غير مباشر لاسترقاق البشر بطرق مجمّلة وصور ملونة مبهرة لنظل عالقين في مصائب التاريخ غير منتخين للعْن ودحر صناع عورات الحاضر.
نضال الاحمدية