منذ 8 سنوات - رثيت علي البدري وأثير الجدل لكن أرفض الألفاظ المُسِفّة.
- تضامنت مع ناصر القصبي ويتجاهلون أن الرب غفور رحيم.
- يتعاملون مع الدين على أنّه عقاب والسوشيل ميديا “قلبت الدنيا” رغم أهميتها.
- تعلمنا من الصبوحة الأخلاقيات والأنوثة وكانت تنصحني بعدم زيادة وزني.
- أغلب الجوائز التي نلتها كانت عن أعمال مع نور الشريف.
عادت الدراما الرمضانية لتضيء بـ”ليالي الحلمية” العمل الذي عشقناه منذ سنوات طويلة ورسخت شخصياته ببالنا على مر السنين، لاسيما شخصية “زهرة” التي برعت النجمة الهام شاهين بتجسيدها بكل مفرداتها وانفعالاتها ومواقفها، ورغم الغياب القسري بسبب موت كاتب المسلسل ومن ثم مخرجه عادت “الحلمية” من جديد وعادت الهام اليها بعد جهد جهيد بسبب إرتباطها بـ”علي البدري”(ممدوح عبد العليم) الذي مات قبل تصوير العمل بفترة بسيطة من هنا بدأت حواري معها.
*نورت “ليالي الحلمية” بالجزء السادس؟
– “تسلميلي ده نوركم”، هذا العام تلقيت ثلاثة عروض درامية منها “ليالي الحلمية” الذي اعتذرت عنه بعد وفاة النجم ممدوح عبد العليم، لأني لا أتخيل أحداً مهماً كانت قيمته أن يجسد دور علي البدري، فكان أن اتصل بي النجم الصديق هشام سليم ليقنعني بالعودة عن الإعتذار لكني أصريت على موقفي، اذ لا يُمكن أن أتخيل زهرة من دون علي، بعدها كلموني من الجهة الانتاجية وقالوا لي أني في حال أصريت على الاعتذار فأن النجم هشام سليم سينسحب أيضاً من المسلسل، وفكرنا ووصلنا لحل وهو أن نشارك بالعمل على أن نُظهر أن علي البدري مات ضمن سياق الأحداث، وستظل صورته بالعمل وأعيدت كتابة الحلقات وفيها بكل حلقة رثاءً له خصوصاً انه عامود رئيسي بالمسلسل.
*الجمهور ارتبط بزهرة بك اكثر من الفنانة آثار الحكيم؟
– آثار قدّمت أول جزئين من العمل، وأنا قدّمت باقي الأجزاء ربما لهذا السبب وهي لم تنسحب عمداً من العمل بل لأنها كانت متزوجة وحاملاً حينذاك، لذا الدور ليس مفاضلة بيني وبينها بل لأنها كانت مضطرة، وانا عندما قرأت زهرة أحببتها وانصهرت بها.
*هل سيثير فيلمك”يوم للستات” الجدل كم حصل بفيلم”هز وسط البلد”؟
– لا أشارك بعمل ما لم يكن يثير الجدل، علماً أن فيلمي “هز وسط البلد” هاجموه لمجرد الهجوم، متجاهلين أن أحداثه تدور في الشارع، والذين يعيشون في الشارع من الطبيعي أن تكون لغة تعاطيهم متدنية نوعاً ما، ومع ذلك لم يكن بلغة الحوار اية الفاظ خارجة عن حدود الادب، للأسف يوجد ردة ببعض العقول، وحتى بفيلمي (ريغاتا) لا يوجد فيه شيئاً مسيئاً والألفاظ المستخدمة به هي أبسط الألفاظ التي تستخدم بالشارع ومن أشخاص يعانون من الإنحراف، لكن لا يوجد أي شيء معيباً للعمل ورغم ذلك اثير الجدل وقالوا ان العمل يخدش الحياء.
*زمان كان يوجد عدداً من الأفلام التي تتناول الواقع بجرأة ولم تتعرض للهجوم مثل”ثرثرة فوق النيل”و”المذنبون” و”حمام الملاطيلي”؟
-فعلاً، لسبب أن الناس في السابق كانت تدرك تماماً أن ما يشاهدونه فناً وسينما ونقلاً للواقع، اليوم الوضع صار مختلفاً بسبب بعض التيارات الدينية التي اثرت على عقول الناس، وصرنا بحاجة لفكر جديد لنبني جيلا سوياً، للاسف اليوم الناس لم تعد تفكر، بل صارت تخاف ومرعوبة من الدين والعقاب، يعني هم يتعاملون مع الدين خوفاً منه وليس حباً به، أنا أرضي ربي لأنّي أحبه بينما يوجد أشخاصاً يخشون العقاب ويتجاهلون أن الرب غفور رحيم، للأسف صارت الهجومات تنهال بشكل عشوائي ومن خلال الـ Social Media التي بات البعض يسيء استخدامها، علماً أنها اخترعت لخدمة الإنسانية ولنكون على اضطلاع وعلم وثقافة فيما يحصل بالعالم، وتوفر لنا الوقت والجهد في كل شيء، واعتقد أن من اخترع الإنترنت كان هدفه خدمة البشرية ولم يكن يعلم أن البعض سيستغل الأمر لدمار البشرية وانتشار قلة الأخلاق والضمير من وراء الجهاز ويهاجمون البشرية والوطن، ولذلك أكره مواقع التواصل الإجتماعي مع اني أدرك مدى أهميتها وقيمتها، وأدرك أنه يوجد متابعون يدافعون لكنّها ليست ميزة لأن الهجوم انتشر وحسب، وحتى ببعض البرامج يوجد اساءة للفنانين ويكون الهدف منها الترويج لفرقعة اعلامية، أنا صريحة وأحب الصراحة لكني ضد الوقاحة.
*ناصر القصبي هوجم وهُدر دمه العام الماضي بسبب مسلسله “سيلفي” الذي تطرق فيه للفتنة وجرائم داعش وغيرها؟
-أنا معجبة جدا بالعمل وفكرته، وسمعت عنه وسأشاهده حتماً على اليوتيوب وأنا متضامنة مع الأستاذ ناصر واستنكر ما تعرض له من هجوم وهدر دم وبالتالي أشكره على تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال التي ترتقي بفكر المشاهد وتنشر التوعية بأسلوب كوميدي قيّم.
*كانت لك تجربة كوميدية ساخرة من التشدد بمسلسل”نظرية الجوافة” قبل ناصر القصبي وهوجمت بسبب مباشرتك للانتقاد اللاذع؟
– صحيح، ومثل تلك الأعمال نحن بأمس الحاجة اليها فمن خلالها ننقتد ونضع الأصبع على الجرح ونرفه عن المشاهد بشكل كوميدي ليستمتع ومن هنا يكون استوعابه للفكرة أسرع بعيداً عن السوداوية.
*النجم نور الشريف كان يصفك بـ”حرامية الكتب”؟
-(تدمع عيناها وترد بغصة) ” حبيب قلبي الله يرحمو”، كان أستاذي وأخي وصديقي، وهو النجم الوحيد الذي عملت معه في السينما والمسرح والتلفزيون، كما عملت معه في الإنتاج أيضاً، وهو الفنان الوحيد الذي يريد من يعمل معه أن يكون أفضل منه، اذ كان يبذل مجهوداً مع الكل حتى تعلوا قيمة الأداء أكثر، كما أن معظم الأعمال التي مثلتها معه حصلت فيها على جوائز، لأنه كان يُدرس لي هذه الفنون أيضاً ويعطيني من خبرته وسعة معرفته، ولا يجعل شيئاً يغفل عني، وأجزم انه لا يوجد فنان يفعل هذا سوى نور الشريف.
*وجودك في عزاء المطربة صباح في لبنان ترك أثراً طيبا في قلوبنا؟
– أعشق الصبوحة كانت تدخل البهجة إلى قلوبنا هي لبنانية مصرية، أمتعتنا بفنها وغنائها ونحن كنا نعشقها، لا سيما اني كنت أعرفها على المستوى الشخصي كانت طيبة وأخلاقها عالية ولا تأتي على سيرة أحد، وتهتم بجمالها وشكلها وتحب الحياة ومن هنا كانت حالة انسانية خاصة وحالة فنية رائعة، واليوم الكل يغني أغانيها لأنها أغنيات قيّمة، اذكر أننا عندما كنا نلتقي بسهرة لم تكن تأكل إلا قلة قليلة من الطعام وكانت تغمز لي بأن لا آكل كثيراً، وتنصحني بأن أحافظ على جسمي ورشاقتي كانت رائعة تعلمنا منها الفن والأنوثة والأخلاقيات، كما كانت تشارك ببطولات جماعية في السينما بعيداً عن الحقد والضغينة لزملائها.
* الدكتور المنتج عادل حسني صرح لي بالقول “الهام كانت وستبقى بقلبي طول العمر”؟
– وهو له معزة كبيرة في قلبي، نحن فشلنا كزوجين لكننا نجحنا كأصدقاء، هو شهم و”جدع” على المستوى الإنساني شخصية رائعة، لم نختلف لكن لم ننجح بزواجنا ربما لفارق السن إذ كان عملي يأخذ كل وقتي وهو شخصية ناضجة ويريدني أن أتفرغ له قليلاً، فلم نتوصل للإتفاق وافترقنا عن حب وصداقة لا زالت راسخة حتى اليوم.
* أنتِ مع الأعمال المشتركة المؤلفة من 60 حلقة؟
-اذا كان مكتوباً بشكل جيد ويتناول الأحداث الإجتماعية والبيوت وخباياها أؤيدها طبعاً.
*مع الدراما التركية؟
– كرهت الدراما التركية عندما كرهت تركيا ومواقفها السياسية، وحتماً أنا أفصل بين الفن والسياسية، لكنّي لم أستطع السيطرة على مشاعري، أخذت موقفاً سلبياً من تركيا وفنّها وكذلك الأمر بالنسبة لقطر. أما لبنان فأهديه قلبي ويكفي أن الهام وعادل ولدا أختي ايناس هما لبنانيان وطوال الوقت نتكلم لبناني مع بعض. وعلى فكرة إلهام الصغيرة منذ صغرها تدربت على التمثيل والصولفاج والعزف وتغني بشكل سليم وتقدم مسرحيات في المدرسة وشاركت في مسلسل (آسيا) مع منى زكي وبرعت بمشاهد المستر-سين. وولدي أيمن الأول محمد يعمل بالإخراج ومحمود صار مصوراً ويصور حالياً في مسلسل يحيى الفخراني الجديد،(تضحك وتقول) “يعني العائلة كلها فنية ولا ينقصنا سوى الكاتب ربما عادل إبن ايناس في المستقبل يصبح كاتباً قولوا يارب”.
ابتسام غنيم- مكتب بيروت
)
