• سمير فرحات: الدين يمكننا أن نضع حوله علامات استفهام.
  •  في السعودية التقيت بأشخاص يقيومون بالرايكي
  • الناس بدأوا «ما يلاقوا حالهن بالأديان التقليدية»
  • لا وجود لشيطان لديه قوّة وقدرة على التأثير.
  • هناك اتفاق شامل في الكنيسة أنّ قصة آدم وحواء أسطورة.
  • لا يمكن أن أؤمن بكائن لديه تأثير كبير على الإنسان، لأنّ هذا يُشكك بوجود الله. اليوغا لا يُمكن أن توصلنا لنتعامل مع الشيطان.
 سمير فرحات/ البابا الآن يبدأ الإصلاح
سمير فرحات: / البابا الآن يبدأ الإصلاح

* أستاذ سمير فرحات، روايتك أو كتابك (حين قامت ماريا) عرّفني على جانب آخر من شخصيتك. لكن قد تكون مختلفاً تماماً عن ما تكتبه، لأنّ الكتّاب لا يشبهون دائماً كتاباتهم. صحيح؟
– أنا أشبه كتاباتي قليلاً.
* يعني أنتMeditator (يوغي)؟
– مواضيع كثيرة تستهويني منذ زمن طويل. قبل 20 عاماً كنت أقدّم برنامجاً بعنوان (خفايا) على الـMtv وكنت أتناول فيه الظواهر الغامضة.
* إلا التقمّص طبعاً.
– بلى.
* وكيف عالجته؟
– وقبل سنتين أيضاً عالجت التقمّص عبر الـLbci.
* هناك استخفاف في معالجة موضوع التقمّص عبر الشاشات.
– لكنّي أقارب الموضوع من منطلق علميّ. كوّنت أفكاراً خاصّة، بعد أبحاثي وقراءاتي ليسعن التقمّص فقط، بل عن كل الظواهر الخفيّة.
* لمَ لديك هذه الاهتمامات، رغم أنّ هذه المواضيع وتحديداً علم الماورائيات، قلائل من يهتمون بها في العالم العربي؟
– هناك من يهتمون بهذه الأمور بطريقة خاطئة أو عن طريق الشعوذة.
* أقصد بالطريقة التي تطرحها أنت في روايتك (حين قامت ماريا)، أي الطريقة العلمية، والممتعة والجديدة من نوعها. قبلها قرأت رواية للرائعة المغربية فاطمة المرنيسي. كتابك يبدو في ظاهره رواية، لكنّه بحث علمي مغلّف بشكل الرواية.
– هذا الأسلوب مقصود، وكان تحدياً، وكنت أرغب بأن أعرف الصدى؟

 أعرف من يعتمدون على الكبتاغون أو المخدرات، لعيش تجارب روحية.
سمير فرحات: أعرف من يعتمدون على الكبتاغون أو المخدرات، لعيش تجارب روحية.

* ما الصدى؟
– لا تزال جديدة، صدرت بعد رأس السنة كما تعرفين وعربياً ليست متوفّرة بعد. مؤخراً شاركت في معرض جدّة الدولي، وقد استغربت مشاركتها في المعرض.
* برافو.. لكن كيف تم السماح بعرضها هناك وكتاب النبي لجبران خليل جبران تم منعه.
– نعم، لكني أعتقد أنّها لم تمرّ على الرقابة.
* في روايتك تقول أنّ زمن الدين بدأ ينتهي ونحن ندخل عصر النور.

– هذا الإستنتاج «فيكي تلمسيه». في السعودية التقيت بأشخاص يقيومون بالرايكي وهو كالـMeditation كثر يمارسونها في السعودية ويدرّسونها، وكأنّ الناس بدأوا «ما يلاقوا حالهن بالأديان التقليدية»، ربما لأنّ التواصل فُقد، في حين بدأت المؤسسات الدينية «تروح بغير محل».
* المؤسسات الدينية انحرفت عن دورها؟
– المؤسسات الدينية دورها روحانيّ، عليها أن تعطيكِ المعرفة، لكنّها اليوم تأخذ أدواراً سياسية أو قمعيّة، حتى اجتماعياً لم تعد تتابع رعاياها.
* هذا يعني أنّ هناك فساداً في المؤسسات الدينية.
– لذلك هناك من يشقّون طرق في مسارات روحانية أخرى. لدينا آلاف الكتب الغربية (أقاطعه)
* كتاب The Secret مأخوذ بمعظمه من السيد المسيح والإمام علي، وهذه معلومة أقولها لأول مرّة.
– نعم. هناك عدد كبير من الناس يمارسون اليوغا، رغم أنّ بعض تعاليمها الرسمية تتناقض مع التعاليم الدينية.

 يحق لأي كان أن يحكي عن معتقداته، لكن دون أن يطلق أحكاماً على الآخرين
سمير فرحات: يحق لأي كان أن يحكي عن معتقداته، لكن دون أن يطلق أحكاماً على الآخرين

* لمَ تتناقض؟ اليوغا تساعدنا على إيقاظ طاقاتنا الكامنة فينا ولا تتعارض مع أي مبادئ لها علاقة بتوحيد الله، وهذه الطاقات تجعلنا أقوى وأوعى واشد إيماناً بالخالق، وهذا ما كان السيد المسيح يطالب به. ألم يقل أنه بإيماننا وبمعرفتنا يُمكننا إزاحة الجبل من هنا إلى هناك؟
– صح.. الإنسان لا يتوجه صوب الداخل بل من الخارج.
* لأنّ المؤسسة الدينية (يقاطعني)
– لأنّ الإنسان ينغلق على نفسه ولا يقوم بأبحاث. لا أحب أن أهاجم التابعين لهذه المؤسسات، لأنّ كثراً فيها أتقياء، بينما آخرون لا يطبقون رسائلهم بشكل صحيح.
* لا يمكننا أن لا نلقي اللوم على مؤسسات قادت الشعوب لأكثر من ألفي سنة وأوصلتنا إلى هنا. هذا يعني أنّ رجال الدين هم من فعلوا ذلك بالإنسانية وشوهونا حين تحجرت عقولنا وقست قلوبنا.
– هناك أشخاص داخل المؤسسات الدينية يحاولون التجديد في الممارسة، حتى في لبنان، لكن على صعيد فرديّ. البابا الآن يبدأ الإصلاح (أقاطعه)
* «بيخلوه يعيش»؟
– «بيعيش» لكن لا أعتقد أنّ الموضوع سهل، والممارسات التي مشينا عليها لآلاف السنوات، لا يُمكننا أن نغيّرها في حقبة زمنية قصيرة.

 «طيب ليه ما بعت الله رسل وأنبياء لكل البشر»
«طيب ليه ما بعت الله رسل وأنبياء لكل البشر»

* ما رأيك بما قاله الخوري مروان خوري بأنّنا أي من نمارس اليوغا نعبد الشيطان.
– لا أحب إطلاق الأحكام ووضع الناس ضمن توصيفات معيّنة.
* كيف عرف أنّ اليوغا تُبعدنا عن إيماننا وهي فعل شيطاني، وهو الذي يدّعي أنّه فاهم ومتنوّر؟
– لنتفق أولاً على قصة الشيطان. في الدين المسيحي، هناك انقسام على فكرة وجود الشيطان ككائن. بحسب نظريّتي، لا وجود لشيطان لديه قوّة وقدرة على التأثير. لديّ تفسيرات للشر في الكون، لكن لا يمكن أن أؤمن بوجود كائن لديه تأثير كبير على حياة الإنسان، لأنّ هذا الأمر يُشكك بوجود الله. كيف يسمح هو (قصد الخوري مروان خوري) بوجود كائن كهذا؟ شخصياً وبدون أن أردّ على الأب التي تذكرينه (أقاطعه)
* لمَ لا تريد الردّ عليه؟
– اليوغا لا يُمكن أن توصلنا لنتعامل مع الشيطان.
* اليوغا تجعلنا نعمل على دواخلنا، وكيف نوقف نشاط العقل “المدوزن اجتماعياً” لنُقوّي أنشطة الدماغ.
– يحق لأي كان أن يحكي عن معتقداته، لكن دون أن يطلق أحكاماً على الآخرين. علينا أن نرى الفلسفة التي أنشأت اليوغا، وهي القادمة من الشرق الأقصى، حيث لا وجود لإله، كما هو لدينا، أي الإله الفردي، وهناك تختلف النظرة.
* لمَ ليس لديهم إله واحد في الشرق الأقصى؟
– يؤمنون بآلهة لكن ليس بإله.

 الكنيسة اليوم تحاول أن توفّق بين نظرية النشوء والإيمان.
الكنيسة اليوم تحاول أن توفّق بين نظرية النشوء والإيمان

* لم ليس لديهم إله، ولمَ ليس لديهم أنبياء كما لدينا؟ نحن 7 مليار ونصف في العالم، والمسلمون كما المسيحيون واليهود يقاربون الـ3 مليار ونصف، «طيب ليه ما بعت الله رسل وأنبياء لكل البشر»؟
– برأيي أنّ الله لو لم يكن يرغب بأن يتّبع البعض الهندوسية «ما كان خلق هندوس وبوذية وغيرهما»! بما أنّ الله هو الذي يخطّط ويتحكّم بالأرض. وعلينا أن نقبل حقيقة أنّنا إن ولدنا مسيحيون فنبقى مسيحيين، وكذلك الحال للأديان الأخرى، إلا ما ندر، لذا علينا أن نحترم انتماء الآخرين لأديان مختلفة، ومحاولات بحثهم عن طرقهم، لذا علينا أن نحترم الهندوسيين والبوذيين وغيرهم ممن يتبعون أديان مختلفة.
* تقصد أنّ الله هو من خلقهم هكذا، كما خلقنا نحن في ديانات سماوية. لكنك لم تجبني لمَ لم يذهب الله إلى أولئك الذين يتبعون الأديان المختلفة؟
– لا نعرف كيف خاطب الله أولئك الشعوب، ربما عبر بوذا وغاندي وفلاسفة غيرهم.
* الرأي العالم يعتبر هؤلاء كفّاراً.
– هذا ما أوصلنا في العالم العربي إلى كل الجهل الذي نعيشه. في روايتي تقصّدت أن أهزّ المعتقدات من خلال مقاربات علميّة. حتى الدين يمكننا أن نضع حوله علامات استفهام. إن أخذنا مثلاً نظرية داروين، (النشوء والارتقاء)، التي يقول أنّ الإنسان كان بالأصل قرداً، ماذا لو أثبت العلم أنّ نظريته صحيحة، «بضل أنا على إيماني إنّو الله خلق الإنسان تراب»؟
* «شو بيعملوا فيك رجال الدين بعد قراءة تصريحاتك هذه»؟
– الكنيسة اليوم تحاول أن توفّق بين نظرية النشوء والإيمان.

علينا أن نحترم الهندوسيين والبوذيين وغيرهم ممن يتبعون أديان مختلفة
علينا أن نحترم الهندوسيين والبوذيين وغيرهم ممن يتبعون أديان مختلفة

* كيف؟
– بأن تقول بأنّ الخلق حينها ربما كان بهذه الطريقة، لكنّه يتطوّر اليوم.
* أين فعلت الكنيسة ذلك؟ هذه أسمعها لأول مرّة.
– النظرية مطروحة، لكن لم يتمّ تبنّيها بعد.
* من يقرأك الآن قد يتهمك بالكفر.
– لدينا نزعة للتكفير.
* حتى الآباء قد يتهمونك بالكفر أيضاً.
– أتا أتبع العلم، خصوصاً عندما يُثبّت العلم أموراً قد تناقض إيماني. المسيحية قائمة على دراسات أساساً، منها قصة الأناجيل مثلاً (أقاطعه)
* أين هي الأناجيل المتبقية غير الأربعة المتبعة.
– موجودة، ويمكنك العثور عليها على Google. الكنيسة اتبعت هذه الأناجيل، لأنّها اختارت الأقرب زمنياً (أقاطعه)

الكنيسة اتبعت هذه الأناجيل، لأنّها اختارت الأقرب زمنياً
الكنيسة اتبعت هذه الأناجيل، لأنّها اختارت الأقرب زمنياً

* أم التي سمح بها الرومان عندما أقاموا التسوية الشهيرة مع اليهود.
– التسوية التي حصلت في القرن الرابع، عندما تحوّل الرومان إلى مسيحية، كان الصراع على الإيمان المسيحي وأسسِها، أي من هو الله ومن هو الروح القدس، وتوصّلوا حينها في عهد الإمبراطور أوغاسطينوس. (أقاطعه)
* لم اختاروا الأناجيل الأربعة وما علاقة بولس؟
– تم الاتفاق على الأناجيل الأربعة، لأنّها الأقرب زمنياً، وآخر إنجيل أي إنجيل يوحنا يعود للعام 97. هناك أناجيل مكتوبة في القرون الوسطى (أقاطعه)
* تؤمن بإنجيل المجدلية؟
– لم أقرأه كاملاً.
* كيف علاقتك بدافنشي؟
– (يضحك) دافنشي كود؟
* نعم. أنت متحفظ رغم صدقك.
– ليس تحفظاً، بل لأنّي لا أستطيع الجزم في أي أمور، ودائماً لديّ أسئلة مفتوحة، «لأنّو الكلمة النهائية ما انقالت بعد».
* لكنّ رواية دافنشي كود فيها الكثير من الأسئلة.
– استعمل فيها الأسلوب الروائي أكثر مما استند فيها على الوثائق. على فكرة، ليس كل ما أذكره في الرواية أتبناه. أنا روائيّ، أطرح لمفاهيم كثيرة. جرّبت الـMeditation وقرأت مئات الكتب عن هذه المواضيع، ومن خلال خبرتي وقراءاتي ولقاءاتي بعدد كبير من الناس، أجزم أنّ طرقاً كثيرة تضيّع الإنسان. اليوم أعرف من يعتمدون على الكبتاغون أو المخدرات، لعيش تجارب روحية.
* هؤلاء ربما يأخذون جرعات معيّنة، لا يُصبحون «مجاديب».
– وأنا لا أقول ذلك، بل ذكرت في روايتي مثلاً أنّ أحد الذين جرّبوا هذه الطريقة، عاش تجربة قاسية وسيئة، عكس ما نُقل له. وأقصد بكل ذلك أن ليست كل الطرق توصلنا إلى المكان الذين نريده.

سمير فرحات (4)
* بعض الـTemples (معابد) الخاصة بالـMeditation في الهند صارت تجارية كغيرها من المؤسسات الدينية ونحن نعرف ذلك ونفضحهم.. وهذا لا يعني أنّ كل من يمارس اليوغا يعبد الشيطان أو يخالف الأديان.
– صح، لذا أنا ضد الجزم. وكثر لا يعرفون حسنات وسيئات اليوغا.
* وبعضهم لا يعرف اليوغا وتفسيرها الصحيح، رغم أنّ إحصاءات تقول أنّ أكثر من مليار ونصف يمارسون اليوغا حول العالم.
– برأيي مثلاً، الصلاة يمكن أن تكون بديلة لأمور كثيرة، وقد توصلنا لحالات قصوى إذا عرفنا كيف نصلي.
* وماريا في روايتك تخلّصت من مرض السرطان بصلاتها.
– صح. ما أقوله أنّي كيف أصلي مثلاً، إن كانت أفكاري مشوّشة؟ لمَ لا أقوم بـِ Meditation لـِ 10 دقائق لأصفّي روحي قبل أن أصلّي؟ أنقي نفسي ثم أصلّي. «نحنا ما منعرف نقعد مع ذاتنا».
* نخاف.
– صح، «منخاف، ما منعرف شو ممكن نلاقي»، نهرب بأي وسيلة ممكنة. بالجنس، بالمخدرات، بالحكي على الناس.
* هل يُمكننا أن نفسّر الـMeditation للناس؟ هي حالة من الصمت والتأمل وهي كيف نتنفّس أيضاً وماذا بعد.
– هي بسيطة جداً وصعبة في آن. الأهم أنّها تعلّم الإنسان كيف يجلس مع نفسه. كل منا يمكنه أن يجد دربه في المكان الذي يريحه. المهم فكركِ أين يصل.
* تقنياً يجب أن نجلس بطريقة معيّنة ومريحة، وأن نجلس على الأرض بشكل مستقيم.
– ونعتمد أكثر من طريقة للتنفّس، وهناك أكثر من واحدة والهدف منها، أن نمنح أجسامنا الأوكسيجين الكافي، لأنّنا في التنفس العادي لا نُعطِي أجسامنا الكمية المطلوبة، ومن يبدأون الـMeditation يشعرون بالنعاس وبالدوار لأنّ أجسامهم غير معتادة على كمية الأوكسيجين المطلوبة. الهدف منه أن نُصبح في حالة الإصغاء، ومع الوقت «لشو منصغي» فتتوقف عند ما الذي نعمل على الإصغاء له، دون أن ندمن على حالة الإسترخاء.
* في روايتك تقول: يا إلهي ساعدني، صرخ بصوت مسموع، وهذه أول مرة يصرخ بها لـِ الله بهذه الشدّة.
– لأنّ البطل استجاب لوالدته حين كان طفلاً يجلس في المستشفى، وكان يصلّي ليحمي الله له والده، فصلّى فعلاً لكنّ والده توفي، فشعر أنّ الله خذله ولم يستجب له، ما خلق لديه أزمة روحية، وصار غير مبالٍ روحياً.

سمير فرحات (3)
* وعندما شفيت خادمته بطريقة عجائبية عن طريق مار شربل صُدم وبدأ رحلة البحث.
– الخادمة ماريا هي ليست شخص بالضرورة، بل هي شرط أو حالة أو عامل أطلق لديه رحلة البحث، لأنها شُفيت بالعِلم، فعرف أنّ خلاصه بالعلم.
* تقول في كتابك أنّ الباب مُغلق وعلينا فتحه. كما يقول المسيح: إقرعوا يُفتح لكم. لكنّ كثراً لا يجتهدون ولا يبحثون، ولا يعرفون أنّ المعرفة هي الطريق إلى الله.
– صح، وعندما نتحدّث عن الإيمان والعلم لا يمكننا أن نلغي العقل. هناك تيار يمنعنا من تشغيل العقل في الإيمان.
* ما مشكلة رجال الدين الذين يمنعوننا من التفكير، ومن قال أنّ الطرق الأخرى لا توصلنا إلى الله أكثر؟

– لا نحصل على المعرفة إلا بالألم الذي نعيشه معها أيضاً، لأنّها تهز كل ما فينا وتجعلنا نولد من جديد مع كثير من الوجع الجميل والخيبات أحياناً.
* صح، المعرفة تخيّبنا غالباً؟
– المعرفة لا تعطنا كل شيء، ولا يمكننا أن نصل لإجابات شافية، بل ترسم علامات استفهام تعذّبنا، ويصبح لدينا أسئلة مفتوحة في رؤوسنا بدون إجابات، ما يخلق لدينا أزمات روحية.
* لا مشكلة مع الأزمات الروحية طالما تأخذنا في نهاية المطاف إلى طريق النور، المهم أن لا تخلق لدينا أزمات نفسية وعقلية.
– صحيح.

لا أؤمن أنّ الروح تنتقل من جسد لجسد
لا أؤمن أنّ الروح تنتقل من جسد لجسد

* في روايتك تمرّ على التقمّص. هل تؤمن به؟
– لا. لديّ نظرية خاصّة بالتقمص، لا أؤمن أنّ الروح تنتقل من جسد لجسد.
* ماذا تفعل إذاً؟
– قابلت حالات كثيرة وبعضها مدهش.
* هناك محافل علمية في أميركا ثبّتت التقمّص.
– من أبرز الشخصيات في المحافل هذه (أيان ستيفنسون) الذي لم يُثبت التقمّص بل التقى بحالات كثيرة. أؤمن بأنّ التقمّص لو كان حالة حقيقية، كان يجب أن يكون ملموساً أكثر لدى الجميع. وكان يجب أن يكون لديه هدف، «طيب أنا إذا ما بحس في متابعة بين حياتي الماضية وحياة الحاضرة» فهذا يعني أنّي لا أستطيع أن أستفيد من ماضيّ أو من حياتي السابقة، فما معنى التقمّص إذاً؟ لدينا 7 مليارات في العالم، «أديه نسبة اللي بيتذكروا حياتهم الماضية»؟
* الرغبة الإنسانية لديها ميل عظيم لنسيان الماضي، «نحنا ما منتذكر مبارح وين كنا بدك الإنسان يتذكر حياتو الماضية»؟ هذا بالاضافة إلى شرح طويل ليس وقته الآن.. هذا العلم بدأ حديثاً بالظهور، في الستينات.
– التفسيرات بدأت في الستينات، لكنّ التقمّص موجود لدى الهندوسية منذ 3 آلاف سنة.
* لمَ لا تؤمن بالتقمّص؟
– برأيي، كل أفكارنا وتصرفاتنا لديها بصمة في الكون، والفكرة هي كهرباء في الدماغ. لنبدأ بالتخاطر، مثلاً أن تستفيق أم ليلاً مرعوبة، في الوقت الذي يقع ابنها في كارثة، هذا نتيجة التناقل بين الأدمغة بطريقة فورية وآنية كما يبدو. لمَ نجلس مع شخصيات ونشعر بالانزعاج؟ «لأنّو في ذبذبات عم تطلع منها وتؤثر عليّي»، وأحياناً ننسى همومنا ونتغيّر عندما نجالس آخرين،وذلك سببه أيضاً الطاقات الإيجابية لديهم. حتى في أمور البيوت المسكونة، طبعاً لا أؤمن بالأشباح، لكنّي أعتقد أنّ الظرف القاسية والمأساوية التي تحصل في الأمكنة، قد تترك بصمات فيزيائية يُمكن أن تؤثّر وتظهر. أعتقد أنّ من يشعرون بالتقمّص، فلأنّ لديهم Data (المعلومات) استطاعوا أن يلتقطوها. «يعني بيكون التقط الـData بس مش ضروري يكون عايشها».
* وهذه هي النظرية الروسية التي عملت جاهدة لتضرب النظرية الأميركية.
– هذا رأيي في الموضوع.

هناك تيار يمنعنا من تشغيل العقل في الإيمان.
هناك تيار يمنعنا من تشغيل العقل في الإيمان.

* يجب أن تُتَرجم روايتك (حين قامت ماريا)
– أتمنى ذلك، وردود الفعل على كتابي الأخير لفت انتباهي وأسعدني.
* وأنا لا أقرأ الروايات العربية ولا أهتم لها، لكنّ روايتك “ردت لي الروح” أعجبتني لأنّها يتشبه رواية أميركا اللاتينية.
– أسلوبي الروائي متأثر بالغرب طبعاً، وأشبه كثيراً خوسيه ردريغيس ديسانتوس الذي يمزج بين العلم والرواية. أعتقد أنّ هذا الأسلوب في العالم العربي غير موجود بعد.
* مرّت عليك حالات كحالة ماريا، شفاها مار شربل؟ وهل تصدّقها؟
– نعم أصدّقها. يبقى تسفيرها (أقاطعه)
* تفسيرها أنت كتبته، عندما ذكرت قوّة الإنسان  وتأثير القوى الكامنة فيه.
– لكن ليس لدينا ثقة بذواتنا. وأنا أيضاً لا أثق أنّ لديّ القدرة على مواجهة المرض. جهاز المناعة لدينا خارق وقادر على مواجهة المرض، لذا عندما نكون في حالة نفسيّة سيئة، تنخفض مناعتنا، فنصبح أقرب للسرطان. الأطباء يقولون أنّ 85٪ ممن يقصدونهم، أمراضهم روحية لا عضوية.
* لذا بعد الحرب، ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان في لبنان.
– صح. الهدف من روايتي، هو أن نخضّ المستنقع الذي نعيش فيه ونتوارثه. هي نزعة مضادة للانغلاق الذي أوصلنا للتطرّف في العالم العربي، لأن ليس لدينا قبول للأفكار الأخرى.
* علينا أن نتخلّص من حالة الرعب، لأن الله لا يريدنا أن نخاف.
– صح. وأنا أفتح الباب لنعطي الدور للعلم وللتفكير المنطقي.
* تقول أنّنا صرنا في عصر الدلو، بعدما مررنا بعصر الحوت لـِ 2160 سنة.
– هذا علم وأقول أنّ الأبراج مجرّد خرافة. فأنا لديّ تأثير عليكِ، وأنت لديكِ تأثير عليّ. الأبراج التي تعالج تأثيرات الكواكب علينا، لا أسس علمية لها.
* تقول في كتابك أنّنا أصبحنا في عصر الدلو، أي «رح تخلص الديانات».
– أنا ذكرتها بشكل استفزازيّ «شوي».
* لا تخف.
– أبداً. أقول أنّنا نمر بمرحلة انسلاخ بين الإنسان ودينه. ولدينا نسبة إلحاد كبيرة جداً في العالم (أقاطعه)
* لا أتحدث عن الإلحاد، بل عن المؤمنين غير المتدينين.

–  في أوروبا حيث الإيمان صار بمعدّل صفر. قرأت دراسة تطال شريحة من ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ25 سنة، أجريت مؤخراً، تخيّلي أنّ صفر بالمئة يؤمنون أنّ الكون له خالق.
* أنت تؤمن أنّ الكون له خالق؟
– أحاول أن أؤمن.
* أوف، «كمشتك».
– لا لا، ليس عدم إيمان، بل لديّ صراع في داخلي اتجاه هذا الأمر.
* يتحدثون عن الآخرة مثلاً. في الصين اكتشفوا أنّ عمر الكون (يقاطعني)
– صح، 14 مليار سنة ونصف. في الكتاب أعالج أيضاً نظرية التصميم الذكي أو الـIntelligence Design، والتي حولها اختلاف. هناك دراسات تقول أنّ اللحظة التي حصلت فيها الـBig Bang أي الانفجار الأكبر، كان لديها معطيات جاذبية، لو تغيّر فيها شعرة صغيرة، لما كان الخلق صار، ولما كان الوجود حصل. أي في اللحظة التي تم فيها خلق الكون، «كان في معطيات موجودة» لو لم تكن هذه المعطيات متوفّرة أو لو تغيّرت لما كان حصل الخلق.
* «يعني ما كان في الله».
– بالعكس، من وضع هذه المعطيات؟
* الله؟
– أنت تستنتجين.
* أستنتج ماذا؟
– أنّ الله هو من وضع هذه المعطيات و«خلط هالخلطة».
* أي قام بهذه الهندسة الكاملة.
– صح، وهذا يعود لأفلاطون، الذي يقول أنّ المصنوع يجب أن يكون لديه صانع. والذي تحدّث عن أنّ الخالق موجود، خصوصاً «إنّو في هلقد هندسة دقيقة وتصميم». تخيّلي أنّ هذا الكون الذي مساحته 14 مليار سنة ضوئية، بدأ بنقطة حجمها  أصغر من رأس الإبرة بمليارات المرات! الخلق كله بدأ برأس إبرة!
* يعني لم يقل لها كوني فكانت ولم يتم بناؤها في سبعة أيام.
– «فيها تكون هيك». وقصة الأيام السبعة رمزية.
* طيب وما قصة آدم وحواء؟
هناك اتفاق شامل في الكنيسة أنّ قصة آدم وحواء أسطورة.
* لكنّ القرآن يثبتها.
– أعتقد أنّهم يقصدون منها الرمزي.

  نضال الاحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار