منى أبو حمزة وابنتها ياسمينفاجأت الإعلامية منى أبو حمزة الجسم الإعلامي بإعلانها ظهر الثلاثاء عن عقدها لمؤتمر صحافيّ تقيمه في (نقابة الصحافة) في بيروت لترفع الصوت الأربعاء، بعد نقل زوجها الشيخ بهيج أبو حمزة من مستشفى السجن حيث يلقى العناية الصحية اللازمة إلى سجن رومية، وهو الموقوف منذ سنة قيد التحقيق بدعاوى اختلاس وسرقة ونهب رفعها ضدّه البيك وليد جنبلاط.

وليد جنبلاط مع وريثه تيمور وزوجته نورا
منى لم تقل جديداً في مؤتمرها الذي احتشدت فيه وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، أي أنّها لم تُقدّم معلومات جديدة، بل روت حكايتها أمام الملأ بتفاصيلها تاركة الأمر لـِ الله والرأي العام، رافعة الصوت في جلسة صريحة قاسية، محاطة عن يمينها بابنتها ياسمين وعن شمالها بابنها إياد، آملة بأن يصل وجعها ولو مرّة، ولعل الجهات المختصّة تنظر بوضعها ووضع ولديها وزوجها.

منى-أبو-حمزة-وزوجها
جرسيات:
– وصلت منى والحزن يعتلي ملامحها، تحمل ورقة وقلماً، دخلت الصالة المخصصة للمؤتمر، وقفت للنشيد الوطني محاطة بإياد وياسمين، ثم بدأت كلامها بشكر كل من تجرأ وحضر المؤتمر من الزملاء.
– إياد في حديث جابنيّ، ردّ على قريبه الذي قال له: «انشالله يوصل الصوت»، بأن قال: «صار بدها، ومن زمان كان لازم ينعمل هيدا المؤتمر».
– إياد بهيج أبو حمزة لم يترك والدته منى لحظة، رافقها كرجلها الحامي لها، أحاطها دائماً (كما تظهر الصور) كأخ ورفيق درب وصديق ووالد ورجل أمن!

اياد يرافق والدته-منى
– خلال حديث منى وخصوصاً عندما علت نبرة صوتها ودمعت عيناها، لاحظت تجهم وجه إياد، الذي لم يرفع عينيه عن والدته أبداً، طيلة فترة إلقائها كلمتها.
– الكل في الصالة تأثّر وتعاطف مع منى، التي جالت تشكرهم فرداً فرداً، وكانت تبتسم غصباً عنها، من باب المجاملات، ويحضنها فلان ويطبطب عليها فلان.
– استغربت غياباً لإعلاميي الـ Mtv أو غيرها لمساندة منى. وكذلك غياب كل النجوم الذين يخافون أن يحتسبوا مع طرف ضد آخر.

منى أبو حمزة غياب أي سياسيّ أو نقابيّ أو ناشط..

كلهم تركوا منى وحدها تصارع حيتان السلطة، ومعها ولدان!
– منى في كلمتها قالت: عودتكم أن أطل لأحكي عن الأمور الإيجابية، لكنّي اضطررت أن أطل في هذا المؤتمر الصحافي اليوم، «ولو ما الشديد القوي» لما كنت أقمت مؤتمراً.
كلكم تعلمون أنّنا منذ سنة، منذ 7 نيسان الماضي، نمرّ بأزمة نالت تغطية إعلامية واسعة. 12 شهراً من التوقيف الاحتياطي، سبقها 8 أشهر من التشهير الإعلامي المبرمج من صحف إلى مجلات إلى تقارير فيها وابل من الغزل الذي طالنا (تصمت وتتابع) من سرقة، سوء أمانة، إختلاس، نصب، احتيال، «وإذا ناسية شي، يا ريت حدا منكن يذكّرني بالصفات الحلوة اللي طالتنا».

منى أبو حمزة.JPG1
وقالت: بهيج أبو حمزة تصله التهم من المقالات الصحافية المدروسة والمبرمجة، «يعني منكون قاعدين بالبيت، بقلو بهيج قلوب التلفزيون عالمحطة الفلانية، عم يحكوا عنّك» أو هنا بلاغ عنك في الصحيفة الفلانية.
33 سنة وبهيج أبو حمزة يتفانى في العمل وكان خلال هذه السنوات يصل الليل بالنهار (لم تذكر أنها سنوات كان يعمل فيها مع المدعي عليه وليد بيك)، ما استحقت 33 ثانية من الاستفسار أو حتى السؤال.. «غريب، ليش»؟
هل هذه الحملة بوجه بهيج، بكل وزنها وقوتها، ينقصها الشجاعة لتواجه وتستفسر؟ طبعاً لا، لا تنقصها الشجاعة، بل الحجّة!

اياد يحضن والدته منى
اتهُمنا بالسرقة، «وين كيف ليش، مش مهم»، نفكّر بذلك لاحقاً، المهم أنّنا سرقنا واختلسنا وأسأنا للأمانة!
الحكم صدر بإنهاء الشخص، «وفي ناس بتبقى بتهتمّ بالتفاصيل التانية»، وهناك أدوات تتولى إطالة مدة التوقيف، و«تركيب دينة الجرّة».
ويقال لنا: لتأخذ العدالة مجراها، لنترك الأمر للقضاء، «ما سمعنا غير اتركوا الأمر للقضاء.. طيب كتير منيح»، هذا ما نريده وهذا ما طالب به بهيج، وقال: ارفعوا عليّ دعاوى، «وإذا طلع علّيي شي، مستعد إتحمل المسؤولية».
وهذا ما ردّدناه نحن. «وين بيبيّن»؟ عندما تحضر أهم شركات محاسبة في العالم، «وإجت شركات»، أين يجدون اختلاساً أو سوء إدارة أو سوء استعمال سلطة، نحن مستعدون لتحمّل المسؤولية.

اياد أبو -حمزة ووالدته منى
لكن قبل الدخول في هذه الدعاوى، يُجبر بهيج أبو حمزة من خلال أحد الأشخاص مشكوراً، على توقيع تنازل عن كل حصصه في كل الشركات، التي أسّسها والتي كان يرأس مجلس إدارتها، ويُجبر على توقيع استقالة، «وبيروح عليه تعويض» 33 سنة في إدارة مجلس 27 شركة!
بالإضافة لكل هذا، تم الحجز على الممتلكات، بما فيها المنزل الذي أعيش فيه أنا وأولادي، «قريب من هون».
12 شهراً من التوقيف الإحتياطي، تهم ملفّقة سابقاً، وأخرى ملفقة لاحقاً.. سنة وثلث قضائياً، توقف فيها بهيج احتياطاً، في حالة غير مسبوقة في تاريخ القضاء اللبناني، «ليه.. ما منعرف.. ويا ريت عندنا جواب».
تهزأ.. لا إثبات.. الإثبات ليست مهمة.. المهم التوقيف!

إياد وياسمين أبو حمزة-
12 شهراً ومصعد بيتنا مراقب، ومدخل البناية مراقب، وباركينغ السيارة مراقب، وأنا مراقبة أيضاً «من البيت، لبيت أهلي، للمستشفى، للـ Super Market للـ Mtv». أحكي كلمة على التلفون، فيعاتبونني عليها بعد أسبوع، «كيف قلتي هيك»؟ من أين عرفوا بها وأنا قلتها على التلفون؟ «مش مشكل».
التوقيف مستمر والمطلوب دفع أموال، وهذا ما عُرض منذ اليوم الأول، وهذا ما عُرض عليّ شخصياً، والسلطة المفترض أن تحمينا تقول لنا: «يا خيي يدفع ويخلّص من هالقصة»، ودائماً بدون إثبات!
لم سكتنا ولم نحكِ؟

الإعلامية منى أبو حمزة
كثر لامونا وقالوا «اللي بدو يقول أنا لن أغير ولائي وسأبقى عليه بدو يتحمّل». كثر لاموننا، ونحن تحملنا لأنّنا أولاد بيوت، ولا نرمي حجراً في البئر الذي شربنا منه، «وبعدنا لليوم ما عم نرمي حجر»، لأنّنا راهنا على أنّ القصة «يمكن ساعة تخلّي»، لكنّها «طلعت ساعة تخلّي عنا» وحكم بالإعدام علينا، و«انحكمنا بالإعدام» دون أن نمثل أمام أي محكمة، ومجدداً بدون أي أسباب.
قبل أسبوع تقدّمنا بطلب نقل الدعاوى من مرجع قضائي إلى آخر، وكل مواطن يحق له أن يطلب نقل الدعوى من قاضي التحقيق الفلاني إلى قاضي تحقيق آخر، خصوصاً إن كان لديه مشوار طويل «مع هالقاضي التحقيق».

اياد أبو -حمزة ووالدته منى
تمت الإستجابة لطلبنا، وفي نفس اليوم الذي صدر فيه قرار النقل، أي أمس تحديداً، اتصلت بي ابنتي ياسمين وكانت في زيارة لوالدها في المستشفى، وقالت لي: «هلأ عطيوه ورقة، إنّو بدن ينقلوه على رومية، ضبيتلو غراضو وودويتو شو بدّك تعملي»؟
فقلت لها: «شو بدي أعمل، مؤتمر صحافي، لأنّو ما في بإيدنا إلا عقيدتنا اللي محافظين عليها من زمان»، وليس لدينا سوى الكلمة التي نقولها.
«شو بدي أعمل»، سأجتمع بكم اليوم، ليس لأثير مشكلاً، بل لأتشكى من مشكلة.

ابن منى أبو حمزة
«آخر مرة طلع فيها بهيج على رومية»، وصل ضغطه للـ 20، وأعيد إلى الطوارئ في المستشفى و«لحقناه على آخر لحظة». ولا أحد يعرف إن كنا سنتمكن من اللحاق به هذه المرّة.
جئنا إلى هنا مُكرهين، لأن هناك حياة شخص مظلوم، «وخوفنا إنّو ما نلحقو». ما المطلوب؟ إنهاء بهيج أبو حمزة جسدياً، بعدما تعذّر إنهاؤه معنوياً؟
لم يستطيعوا إنهاءه معنوياً، لأنّهم لم يثبتوا عليه شيئاً.. «شو المطلوب اليوم»؟

منى أبو حمزة والشيخ بهيج أبو حمزة
أريد أن أناشد من هذا المنبر، وزير العدل، ومجلس القضاء الأعلى والقضاة الكبار وهيئات المجتمع المدني والمنظمات التي تعني بحقوق الإنسان، أناشدها لمساعدتنا على إنهاء هذه المحنة.
عهد علينا، «كل ما فينا نفس»، أن نتابع قضيتنا  لتأخذ العدالة مجراها، مناصرة ودعماً للقضاء العادل، ليس فقط لأجلنا، لغيرنا أكثر «يمكن بلا ما إنتبه عم بحكي عنهن وحالتهن متل حالتي».
الأمر بين أيديكم أنت.. «وهيدا اللي عندي قولو»!

علاء مرعب
تصوير: سيزار عمرو

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار