عادة حينما تفكر إدارة أي قناة في بدء برنامج تليفزيوني جديد عبر شاشتها، تضع في اعتبارها عدة أهداف ترغب في تحقيقها، مثل إشباع الجمهور بمعلومات معينة من مختلف المجالات، أو تحقيق الترفيه، وغالباً ما تضع كل قناة في اعتبارها عند تقديم برنامج ترفيهي عدة أهداف كي لا يصبح البرنامج مبتذلاً، ويخفق في تحقيق الغرض المطلوب.

لكن ما فعلته قناة الـ (MBC) المعروف عنها انتصاراتها في سنوات قليلة، ومدى احترامها لمشاهديها، كان غريباً وغير مفهوم على الإطلاق، فلا مغزي من تقديم الفنانة الكبيرة فيفي عبده لبرنامج (توك شو ترفيهي) وبشكل شبه يومي فهي ليست لاري كينغ!

(أحلى مسا) برنامج جديد تعرضه قناة الـ (MBC مصر) يجمع بين ثلاثة لا أدري من أتى بفكرة جمعهم سوياً، إذ لا علاقة بينهما ولا توافق بين فيفي عبده والمطرب هشام عباس (الذي أربأ به أن يكون وافق على البرنامج بغرض مادي وتناسى تاريخه الفني)  كما أن الإثنين لا يحملا مؤهلات المقدمين القادرين على فن الـ Entertainment.

ثم ماذا يربط سلمى الدالي معهما على الأقل في التوليفة التي نراها، فهي لا مساحة لها بينهما.

من يشاهد البرنامج يشعر بعشوائية أو خلطة غير مفهومة بل هي فوضى تشبه الشارع العربي أو وسائل التواصل الاجتماعي.

الفوضى سيدة البلاتو، فتجد فيفي وقد استحوذت على الحديث طوال الوقت، وقاطعت هشام وأحرجت سلمى ومعهما الضيوف أيضاً كما حدث في حلقة المغنية (ساندي) التي بدت وكأنها تستجدي فرصة كي تقول كلمة.

أما مسابقة البرنامج فكادت تنافس مسابقات القنوات الركيكة السخيفة التي تستغبي عقل المشاهد فتعرض صورة عادل إمام كاملة وتسأل من أمامك على الشاشة؟

ويستمر الإستخفاف بعقول المشاهدين حتى لحظة تسليم جائزة البرنامج لأحد المشاهدين الفائزين الذي يحولونه إلى ممثل كذاب فيدعي أنه تفاجأ بفوزه، بينما هو ظاهراً أمامك بأفضل هيئة له، ولكنه يمثل أنه تفاجئ بالفوز لسبب لا أعلمه.

أما كبش الفداء، فهو منقسم إلى إثنان، أولهما هو كل فنان يوافق أن يحل ضيفاً على البرنامج وإذا كان ذلك حتى بمداخلة هاتفية، نعم، لأنه بذلك جنى على نفسه ووضعها في محل يتلقى الأسئلة من ثلاثة في نفس التوقيت دون أدني ترتيب، إذا كان هنالك أسئلة من الأصل، لأنه في الغالب الثلاثة يقاطعون بعضهم ويتحدثون بشكل غير منظم ويضيع الوقت في النهاية.

وثانيهما هو أنت عزيزي المشاهد، لأنك بمشاهدتك للبرنامج ستندم على الوقت الذي قررت فيه أن ترفهه عن نفسك وستصاب بحالة إشمئزاز من برنامج لا تعلم ما فكرته أو هدفه أو محله من الإعراب.

فهل تستغنى الـ(MBC) التي لطالما عودتنا على البرامج العريقة ذات التكلفة الإنتاجية الضخمة عن تاريخها المحترم بعرض برنامج هكذا؟

دينا حسين – القاهرة

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار