المفاجأة الأولى كان وصول الممثلة السورية رغدة من مصر إلى بيروت لتحل ضيفة على برنامج (نورت) عبر شاشة الـ MBC، وذلك بعد مفاوضات كثيرة معها، إلا أنها لم توافق قبل أن تعدها إدارة البرامج بأن لا يتطرق أحد إلى الموضوعات السياسية، وكان شرط رغدة نتيجة اعتبارها أن مثل هذا البرنامج المسلي الذي تلتقي فيه مجموعة من العناصر أي الضيوف لا يحتمل حديثاً في السياسية.

ولدى موعد التصوير حدثت مواقف تشبه الغرائب، منها انتظار رغدة لساعتين في مطار بيروت الدولي قبل أن يصل من يستقبلها من البرنامج، كما أن الفريق المسؤول عن زينتها أي الشعر والمكياج، أخطأ معها فتأخرت بسببهم لأكثر من ساعتين عن موعد انضمامها للبرنامج هذا بالإضافة للأخطاء المعيبة جداً في الماكياج والشعر نخبر عنه لاحقاً لأنه مضحك ومنه أن الفريق المسؤول حرق (خصلة) من شعر رغدة، فضحكت مخففة من الجرم وقالت: "ماشي الحال تركوا شعري متل ما هو رح قلن يصوروا من بعيد".

وسارعت الممثلة الكبيرة إلى الاستديو كي لا تعطل فريق العمل، وعندما وصلت انتظرت حوالي النصف ساعة، وكانوا بدأو التصوير بما توفر من نجوم الصف الـ 15، فانضمت إلى المجموعة لخلق أجواء من الفرح الذي يناسب البرنامج أي بالعربي الفصيح كانت تعطي البرنامج حجمه أو كانت تحاول أن تكون رغدة الممثلة لا رغدة المناضلة.

لكن ورغم الاتفاق الشرفي المسبق مع إدارة البرنامج بأن لا يطرحوا عليها أسئلة سياسية، فوجئت رغدة بأسئلة من العيار السياسي الثقيل وكانت توقف التصوير بأدب عالٍ وتطلب الالتزام بالاتفاق.

لكن المذيعة أروى ومع كل عودة لـ Top Action كانت تتلقى التعليمات في أذنها وتكرر السؤال نفسه، وتعود رغدة لتحاول الهروب بشكل ذكي من الأسئلة السياسية فأنشدت مثلاً (وطني الأكبر) لمصر محاولة أن ترد على ألاعيبهم بلعبة ذكية متقنة.

وما حدث في الأستديو مثلاً أنه وحين طلبوا من أحد الضيوف أن يغني، بدأ يرنم أغنية رامي عياش (بحب الناس الرايقة)،، وكانت تصفق له رغدة سعيدة به، لكن وبشكل مفاجيء نظر المغني إليها وقال لها: "دي عشانك إنتِ"، فما كان من رغدة إلا أن وقفت من مكانها وهي تضحك محاولة الخروج من الكادر وانضمت الى الجمهور فجلست معه تصفق وتساعد على إنجاح الحلقة بطريقة مغايرة للتقليد الممل الذي نراه في برنامج (نورت).

وهكذا استمرت الأجواء لأكثر من أربع ساعات من التسجيل كانت خلالها تتعاقب الأسئلة السياسية فتهرب رغدة مرة وتجيب مرة أخرى بطريقتها وتعود المذيعة لتلاحقها بسؤال سياسي جديد، فأجابت رغدة بعد أن فقدت الأمل بالتزامهم معها قائلة ما معناه: "ربان سفينة لما يبقى الاعصار شديد وجديد عليه من مين؟ من عدو واضح وهو العدو الصهيوني ويقلقه الربان ويتعبه كيف ما بوقف بضهرو وبكون معو" (وهنا قصدت الرئيس السوري بشار الأسد) ثم قالت: أو "بدك ياني إبقى مع شارون"

ورداً على سؤال سياسي  جديد أجابت رغدة في مكان آخر، قائلة: "مو بس هيك لما الكرة الأرضية كلها زلزلزت كرمال شخص واحد واستطاع أن يحافط على اتزانه وهدوءه وأن يواجه الزلزال (أي بشار الأسد) واستطاع أن يقف في وجه هذه العاصفة هادئاً".

وفي ظل كل هذه الأجواء وعلى مدار 4 ساعات ورغدة تحيي السهرة مع مجموعة من نجوم متوسطين، وفي سياق الـ 4 ساعات عادت أروى لتسأل مصرة على الاستفزاز ما لا يتلتقى مسياسة المحطة وما يحقق خروجاً سافراً عن الاتفاق وكانت تضطر رغدة لأن تتجاوب مع المذيعة كي لا تخذلها ومعها فريق الإعداد الذي كسر القواعد الاخلاقية المهنية، فحيّت رغدة سيد المقاومة حسن نصرالله كي ترعبهم وتخرسهم في آن.

لكن الغريب أن تسأل المذيعة وفي قلب المحطة السعودية رغدة السؤال التالي: (لماذا قاطعكِ الخليج منذ العام 2006 حتى الآن أي تسع سنوات؟)

فأجابت رغدة التي اضطرت أن تتماشى مع الخطة التي رُسمت للايقاع بها وقالت: "اذا ما بتمنتجي يالي بدي قولو بحكي"، وأجابتها المذيعة: "لا ابداً أنا ما بمنتج"

بعدها أشرت رغدة (للكاميرا مان) وقالت له: "خدني Close Up" وقصدت اقترب مني أكثر كي تسمع وتشاهد، فاقترب الرجل مع كاميرته التي تمشي على الدواليب كما نعرف واسم الكاميرا SAM ROBOT، فقالت رغدة: "في العام 2006 كانت اللحظة المصيرية في حياتنا تحت جناح سيد المقاومة". ثم راحت رغدة تصفق ويصفق معها الجمهور كتحية لسماحة السيد، دون إشارة من مسؤول المسرح، كما نعلم كيف يحدث تصوير البرنامج بحيث لا يتصرف الجمهور إلا بإشارة من مدير المسرح.

وتابعت رغدة: "إن دعمي للمقاومة ووجودي على أرض لبنان وتأييدي لحسن نصرالله هو الذي دفع السعودية إلى أخذ موقف سياسي وشخصي مني ولأن تقاطعني وتقاطع أعمالي) ثم أضافت بما يعني أنها لا تعرف بأن مسلسلها (الشك) يُعرض على شاشة الـ MBC وقالت: لكن ليس كل الخليج قاطعني لأن مسلسل (الشك) عرض على كل المحطات في كل الامارات.) ثم أشارت رغدة للمذيع المصري إلى جانبها وتابعت تقول: (مسلسل (الشك) حقق المراتب الأولى في مصر، قولوا معايا مصر أم الدنيا)

قالت رغدة كل ذلك ليقينها بأن كل ذلك سيتم قطعه، ورغم ذلك لم تتوقف المذيعة عن الاسئلة السياسية وكأنها أرادت أن تفتعل مصيبة لكن رغدة تداركت الأمر وحاولت أن تلاعبهم خصوصاً وأنها تريد علاقة طيبة مع قناة قوية الـ MBC خصوصاً وأنها تحب أهل السعودية وتحب المحطة نفسها وتعتبرها من أقوى المحطات، وإلا لماذا وافقت على أن تطل في برنامج (نورت)؟

لكن المذيعة ومن معها من إدارة البرنامج وأحدهم واسمه باسم من (جريدة الأخبار) التابعة لحزب الله، الذي اتهمته رغدة رسمياً، هم السبب وراء تلك الأسئلة السياسية التي لا تتلاقى وجو البرنامج أو طبيعته.

وبعدها عادت أروى لتطرح على الضيفة سؤالاً غير محترم فقالت: تختارين الزواج بالسر أو تغيير موقفك من الوقوف إلى جانب النظام السوري؟

عندها طلبت رغدة أن تُطفأ الأضواء وأن يتوقف التصوير، وقالت لهم بأدب ولطف بالحرف: "رح أعطيكم 10 دقائق كي تقرروا ما اذا كنتم ستكملون على هذا المنوال أو أنكم ستلتزمون بقليل من الاتفاق بيننا وهو اتفاق شرف" ثم وقفت وقال وهي تضحك: "رح دخن سيجارة برا قرروا شو بدكن وأنا بأمركن"

وخرجت فقرر الفريق ختم الحلقة بطريقته.

وبينما هي تدخن سيجارتها في الخارج خرجت اليها أروى التي حاولت أن تقول لها شيئاً، فسبقتها رغدة وقالت: "بتعرفي يا أروى انت عم تحاولي تكوني متل يالي قبلك، (وقصدت رغدة الاعلامية المصرية وفاء الكيلاني) وتابعت: رغم أنكِ جميلة يا أروى وأنا بحب صوتك وإنتِ إنسانة محترمة ولكنكِ لستِ بذكاء وفاء الكيلاني" مشيرة إلى أن وفاء كيلاني كانت تدير البرنامج بطريقة أفضل قبل أن تتخلى عنه وتسلمه لأروى.

وتابعت رغدة: "بس معليش ما تزعلي بعرف السبب مش منك من يالي كانوا قاعدين بأذنيك وكانوا عم يلقنوك الأسئلة وأنا لا أعتب عليك"

ولم تتفاجأ رغدة وما أن انتهت من كلامها مع أروى أن الجميع خرج من الاستوديو ليعلنوا أن الحلقة انتهت خصوصاً وأن التصوير أي المادة الذي يملكها المخرج هي 6 ساعات من التصوير وسيعرض منها 50 دقيقة فقط.

ملاحظة: 

علمنا من مصادرنا أنه وقبل يوم واحد من التصوير أي في مرحلة التحضير النهائي للأسئلة التي ستطرح على رغدة، اتصل المعدون بالمشرف على أعمالها وكل تحركاتها في لبنان ومدير أعمالها، وقالوا له إنهم لا يمكنهم الإلتزام بالإتفاق خصوصاً بعد الإطلاع على أرشيف رغدة، فأجابهم مدير أعمالها: لا بأس يمكنكم أن تسألوها ما شئتم ولكن عليكم أن تتحملوا الإجابات، وأن تمنحوها مساحة من الوقت الكافي لتكمل فكرتها عند الاجابة عن سؤال سياسي وأحذركم أن تطرحوا عليها أسئلة استفزازية أو ساخرة.

الكثير من المعلومات سنقدمها لكم راغبين أن تصدقوا ما نكتبه، لأنكم تدركون أننا لا نكذب، وكل ما قيل غير ما أوردناه في هذه المقالة، هي محاولات من التضليل والتقليل من قيمة الـ MBC ومن قيمة رغدة.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار