ملحم بركات مع رجا ورودولف

عندما نتحدّث عن ملحم بركات، فنحن نحكي هنا عن موسيقار، عن آخر العمالقة في لبنان، لذا عندما نتعامل معه فبحذر، مهابة اسمه وتاريخه وأغنياته التي لم ولن يُقدّم مثلها «إبن مرا» في الوسط الفني.

الموسيقار الكبير، وقع هذا الأسبوع ضحية فيديو نشره له أحدهم من كواليس بروفات يُجريها أبو مجد قبل إحدى حفلاته.
ونقول إنّه وقع ضحية، لأنّنا نعرف كيف تكون كواليس بروفا حفلات أبو مجد، وسط عناصر فرقته الموسيقية، حيث يمازح الجميع ويرقص ويتصرّف على سجيّته دون حسبان لشيء، ويرمي النكات «اللي من الزنار ونزول» ويشتم ويضحك ويمزح دون ضوابط.. وهذا ما أظهره الفيديو المتداول بشكل هستيريّ عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يبدو الموسيقار وهو يرتدي «دشداشة» ويُردّد على أنغام التراتيل المسيحية كلمات يصف بها الموجودين حوله، قائلاً: «أنتم من البقر، والحيوانات والمعزة والحمير» مشيراً إلى إيلي أيوب الذي يصوّر، ثم يتابع أبو مجد بشتائمه على وقع الموسيقى البيزنطية التي نسمعها في الكنائس ويقول: «وأنت أكبر حمار» ويضع يده على عضوه.

سابين وملحم بركات
هذا الفيديو الذي يتداوله البعض كجرم ارتكبه أبو مجد لأنّه يردّد شتائم على موسيقى دينية، ويهجمون عليه حاملين رايات التعفّف، رغم أنّنا كلنا وأقصد بكلنا الجمع دون استثناء، وفي جلساتنا الخاصّة نسخر من مقدّسات ونضحك على شعائر دينية ونضحك ونمزح ونهاجم بعضنا في أمور دقيقة جداً، وكله من باب المزاح لا الجدّ، و؛له يُقال في الخاص لا في العام..
وهذا ما حصل مع أبو مجد الذي كان يمازح فرقته، فاختار أن يردّد هذه الشتائم على موسيقى القداس، غير منتبه للكاميرا التي يحملها إيلي أيوب بيده، أو ربما كان واثقاً بإيلي الذي يرافقه في كل حفلاته، غير متوقع أنّ الأخير سيقوم بنشر الفيديو أو إرساله لأحدهم، ليقوم بنشره!
أما القسم الآخر، من الذين يتداولون الفيديو، فيعيّرون الموسيقار بالشتائم التي يُطلقها والعبارات والحركات التي يقوم بها، وأيضاً هؤلاء يرتدون ثوب العفّة، على أساس أنّنا في سهراتنا بين الأصدقاء لا نتلفّظ بنفس الألفاظ ولا نقول أكثر مما يقول أبو مجد..
لكنّنا نعشق تضخيم الأمور والركوب على كل الموجات لنملأ فراغاً نعيشه بشكل مستمر، وهذا ما يجعلنا نلهث خلف فيديو ينتشر هنا، وتصريح يخرج هناك، فنحوّل «الحبّة» إلى «قبّة».

ملحم بركات
من تداولوا الفيديو وأساؤوا لموسيقار بحجم وطن، شتماً وسباً وإهانة، فهم أهانوا آخر عمالقة الفن اللبناني، ضاربين عرض الحائط سنوات إبداعه وإنتاجه وارتقائه بالفن اللبناني، ولم ينتبهوا إلى أنّ الفيديو من جلسة خاصّة (كواليس حفل) أي أنّه غير معدّ للنشر ولا مخصّص ليراه الناس، وبالتالي فإنّ الموسيقار حرّ في ما يفعل في كواليس حياته، بعيداً عن الشاشات، طالما أنّه يعرف كيف يعتلي المسارح ويُقدّم نفسه بأبهى صورة، محافظاً على صورته واسمه.
لا تنظّروا إلى أبو مجد الذي خدعه أحدهم وأوقعه ضحية ثقته العمياء بالآخرين وصدقه وحقيقته. وعلى الموسيقار أن يحاسب إيلي أيوب الذي سرّب الفيديو بشكل أو بآخر، قاصداً أو غير قاصد، لأنّه الوحيد الذي يملك الفيديو والدليل أنّه يصوّره بنفسه من هاتفه المحمول.. فكيف خرج للعلن؟
إما أنّه قام بنشره بنفسه عن حسن أو سوء نيّة أو أرسله لأحدهم تولى المهمة وتسبّب بإهانة الموسيقار!

علاء مرعب

ملحم بركات

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار