رامي الشمالي الشاب اللبناني الذي رحل غدراً ومتهماً بالمجرم القاتل، الذي قتل روحه ومعه مواطنيْن مصرييْن، أثناء قيادته لسيارة زميله المصري محمود شكري (كما ادعى والد محمود).

أربع سنوات مرّت على غياب رامي الذي لم يقد يوماً سيارة في لبنان، عُرف بأخلاقه قبل صوته وجماله فرفع اسم لبنان عالياً، وبعد خروجه من Star Academy وعد والدته بأن يبقى إلى جانبها إلى الأبد وبأنّه لن يتخلى عنها وسيحميها، لكن رامي لم يفِ بوعده وترك والدته كوليت تموت يومياً مرات عدّة حرقة على غياب الشمعة الني كانت تضيء آمالها وطريقها.

بعد أربع سنوات تناسى القضاء ومعه الإعلام اللبناني قضية رامي الشاب، ما سمح لمحمود المصري بأن يصف جمهور رامي بالكلاب التي تعوي، ومن هنا قررنا إعادة فتح الموضوع، وحث الإعلام اللبناني على مساعدة والدة رامي لتثبت أنّ ابنها بريء ولم يقُد سيارة.

• ماذا تفضلين أن نناديك كوليت أو إم رامي؟

– قبل وفاة رامي كنت أعشق اسمي، ولكن بعد وفاة نور عيوني كرهته وعشقت اسم أم رامي.

• الأسود يعبّر عن الشؤم. 4 سنوات مرّت وما زلت ترتدين الأسود وصورة رامي لا تفارقك، لمَ تتمسكين بالأسود؟

– (تبكي) أنا معكِ، الحزن بالقلب ولو ارتديت الأسود طول حياتي فرامي لن يعود مجدداً. الأسود يا ابنتي، يبدأ حداداً على الموتى ثم يصبح عادة. حتى لو ارتديت الأحمر سأراه أسود.

• هل ترين كل شيء أسود بعد رامي؟

– لا أبداً أنا عندي أمل بربي، وعندي أيضاً ناجي وشادي، وهما أيضاً الأمل في حياتي، ولا أعلم إن كان هناك من سيفهمني، فأنا فقدت إنساناً للأبد، «يعني في حدا نقص».

• موت رامي أثّر بشدة عليك؟

– لا أستطيع الذهاب لأي مأتم أو مكان فيه حزن، فأنا عشت تجربة مُرّة للغاية ومؤلمة كادت أن تنهي حياتي لولا أنّ يماني بالرب كبير.

• هل يعاتبونك على التقصير؟

– هناك من يفهمني ويقدّر رفضي لحضور جنازات، وهناك من لا يفهمني ويفهم شعوري بفقدان فلذة كبدي ولهم أقول: إعذروني لكنّي ما زلت أعيش كارثة.

• البعض يقول أنّ المصيبة تصغر وتخف مع مرور الزمن، هل هذا صحيح؟

– سألت نفسي هذا السؤال كثيراً. المصيبة التي تلقيّتها كانت صعبة وعشت في حالة لاوعي لعدّة أشهر. بحسب تجربتي أقول أنّ المصيبة الكبيرة لا تصغر أبداً، بل تزداد وجعاً مع مرور الزمن.

• هل لأن رامي رحل مظلوماً ومتهماً؟

– (تبكي) نعم ربما. لا تنسي أنني فقدت ولداً من أولادي، فأنا كنت أرى العالم كلّه من خلال رامي. كل أمهات العالم تتمنى أن تموت قبل أولادها، ولكن هذه هي مشيئة الله التي لا نستطيع أن نقف في وجهها.

• هل تؤمنين بالقضاء والقدر؟

– بالنسبة لي لا يوجد قضاء وقدر، أنا لا أؤمن به، أنا إنسانة مؤمنة بالله، وما يحدث لنا من مآسي وسعادة تحصل بعلم الرب وإرادته، ومؤمنة بأن عمر رامي «هالقد»، لأن الرب أراد أن ينتهي عمره صغيراً. ما يعزّيني هي كتابات سانت تاريز التي تقول أنّ الإنسان حين يكتمل إيمانه يختاره الله. إذن الله اختار رامي لأنه اكتمل بإيمانه، لكنّه لم يختر أن يذهب رامي مظلوماً، ولم يختر ما يشهده العالم من ظلم وأحقاد. الرب ليس ظالماً وقاتلاً بل رحوماً وعادلاً، ويا ويل من لا يعلم أنّ عدالة السماء أكبر من عدالة الأرض.

• البعض يقول، لمَ لا تقومين بحماية محمود شكري صديق رامي من السجن، فهو لم يقصد قتل رامي وما جرى كان حادثاً؟

– هل تؤمن بأنّ الصداقة هي مجرّد كلمة؟ الصداقة تعني أن تكون صريحاً وصادقاً لا كاذباً ومدعياً، ولو كان محمود فعلاً صديقاً لرامي لكان جاء هو وعائلته إلى بيتي وقال: «يا أم رامي، رامي خيّي ومش بإرادتي صار هالشي»، وكان عليه أن يصارحني بما حدث بالضبط، في ذلك اليوم ويسرد الحادث كما حصل، لا أن يتهم رامي بالقيادة المتهورة بسبب شربه للكحول، ولو جاء محمود واعترف لسامحته، ولأنقذته من السجن وحتى الإعدام، «لأن لا حبسه ولا كنوز العالم سترد ظفر من رامي». مع احترامي لكل الأديان فيسوع لم يعلمنا أن نحكم ونظلم، بل علمنا التسامح. يسوع لن يرضى بالظلم والغدر وبالإتهامات الباطلة.

• إن اعترف محمود الآن وبعد 4 سنوات بالحقيقة، هل ستسامحينه وترتاحين؟

– أكيد. لا أريد غير الحقيقة، فالعالم خلطت ما بين الحق وإرادة الرب، فمشيئة الرب كانت أن تأخذ رامي إلى مكان أجمل من وساخة الأرض، رامي الآن في الجنة، ولن يستطيع شكري ولا الأكبر منه أن يظلم ابني مجدداً، لأنه في مكان لا يُظلم فيه أحد.

• ألم يتصل بك محمود أو عائلته بعد الحادث؟

– اتصل بي بعد خمسة أشهر من الحادث، تكلّم معي والده ومن ثم هو، وأشكر الروح القدس على الصبر الذي منحتني إياه في تلك اللحظة. قال محمود لي: «ازيك يا تانت» فرديت عليه: «كلمة وحدة بدي إسألك يا شكري مين كان السائق؟» فبدأ بالكذب وقال: «والله دا رامي السائق واسألي الضابط»، فقلت له بعصبية: «إجري فيك وبالضابط وبأبوك يالي عم يلقنك شو تحكي»، فحلف بالمصحف الشريف متهماً رامي زوراً ولم يكترث.

• ماذا قال لك؟

– «على قد ما هوّي وسخ» قال لي: تعرفي يا تانت رامي قلّي إنو ما عندوش ثقة بأصدقائه في لبنان، عشان كدا ما كانش بيسوق عندكم»، جواب شكري استفزني فقلتله: إن كان رامي لا يثق بأصدقاء الطفولة، ألا يثق خاله وبوالده الروحي الأب سليم، هل سيثق بك أنت، وهو لا يعرفك إلا منذ أشهر قليلة؟ يا شكري، لا ترفع الهاتف وتتصل بي، إلا إن صحا ضميرك وأردت الاعتراف بالحقيقة.

• ولكن محمود بقي في العناية لمدّة شهرين؟

– محمود نشر صوراً له وهو في الكابريه وحوله فتيات والمشروب في يده، بعد حوالي أسبوعَين على مرور الحادث، أي أنّه لم يصب بأي مكروه، ولم يتواجد في العناية المركزة، هذه أقصوصة من القصص التي رواها أقارب شكري. وأكررّ مجدداً أنا لم أتبلغ رسمياً بالحادث من مصر حتى هذه اللحظة. 

• أوف لم تتبلغي رسمياً؟

– أبداً، والد محمود المصون، هو من أخبرنيي وليست الجهات الرسمية. في أي دولة في العالم وعند وقوع حادث مميت، يتبلّغ أهل المُصاب أو القتيل فوراً، لكنني لم أتبلغ بالحادث إلا بعد 13 ساعة، ليتمكن والد محمود من إنقاذ ابنه، وفبركة القصة ضد رامي، «ويرشي مين بدو يرشيه»، من شهود عيان وغيرهم.

• هل تعتقدين بأن والد محمود رشى القضاء المصري؟

– أكيد.

• إذن لمَ لا تلجأين إلى القضاء الآن بعد سقوط النظام الحاكم، ربما لم يعد لوالد محمود أي نفوذ.

– أنا لم أسكت بعد، ولكن لا يمكننا أن نضحك على بعضنا، فهناك مافيات تسيطر وتغطي على بعضها.

• وألم ينتهي زمن المافيات مع سقوط النظام المصري؟

– المسلمون أكثر من المسيحيين أحبوا رامي ابني،  لكنّنا كلنا نعرف أنّ في مصر، هناك تحيّز للدين الإسلامي أكثر من المسيحي، وما يحدث للأقباط في مصر أكبر دليل. لا يمكنني أن أوكل محامياً لبنانياً في مصر إلا إن كان دولياً، ولا ثقة لي بأي أحد هناك، فالشعب المصري نفسه لم يأخذ حقه بعد.

• هناك من يقول أن أم رامي لم تنسَ الحادثة بعد، لأنها تريد مبلغاً من المال من والد محمود الميسور، هل هذا صحيح؟

– من يقول أنني أريد المال، أقول لهم كما قلت سابقاً بأن كل أموال محمود شكري ووالده لن تعوض ظفراً من رجل رامي. أم رامي لا تريد سوى الحق، لأني ربيت ابني على الشرف والأخلاق والإيمان التي فقدها كثيرون. إن كان رأسمال محمود ووالده المال والكاباريهات فأنا أفتخر بابني وبطريقة تربيته وبأخلاقه وبالكنيسة والدير.

• ما هي رسالتك لمحمود شكري الآن؟

– أقول له خاف ربك، وللحظة واحدة يجب أن يصحى ضميرك وتعترف بالحقيقة، عندها سيغفر الله لك، لأنه رحوم، وليُغفر الرب أفعالك معنا. لا أريد منك شيئاً، لأن الأموال التي تمتلكها كلها فانية.

• هل تحقدين على محمود بعد أن سرق بهجتكِ؟

– لن أكذب عليكِ. يسوع علمني أن لا أحقد على الآخرين، فأنا ذكرت محمود في صلاتي ثلاث أو أربع مرات ودعيت له (تغصّ وتبكي) رغم ما ألحقه بنا من أذى. رامي لم يحقد على أحد في حياته وأنا أسير على دربه وأتّبع تعاليم يسوع.

• ما ردّك على وصف محمود لمحبي رامي بالكلاب التي تعوي؟

– أقول له عن لسان Fans رامي: شكراً لك على هذا الوصف الدقيق، لأنّ الكلب وفي. الكلب أوفى من الصداقة التي كنت تدّعيها لرامي.

• هل توافقين Fans رامي بأن شكري لم يقتل رامي مرة بل قتله مرّات؟

– أكيد أنا مع هذا الكلام، فسكوت شكري عن قول الحقيقة كل ثانية ودقيقة، يقتل رامي آلاف المرات، إضافة إلى ادعاءاته الكاذبة والتزوير.

• ما هي رسالتك لمحبي رامي الذين لم ينسوه يوماً بل طالبوا بالحقيقة وما يزالون؟

– أشكرهم من كل قلبي على دعمهم المستمر لي ولعائلة رامي، وأنا أقرأ كل المقالات التي تُنشر على موقعكم الإلكتروني، وفي كل مقال أبكي على الوفاء الكبير لرامي.

• هل سبق أن روى لكِ رامي الحلم الذي كان يراوده؟

– رامي قبل 10 سنوات من وفاته يحلم الحلم نفسه ولكنه لم يخبرني به سوى مرّة واحدة، والمرة الثانية سمعته فيها يروي الحلم، كانت داخل الأكاديمية فخفت لأنّه أخفى عني أن ذلك الحلم ما يزال يراوده، وبكيت عندما رأيت دموعه وطريقة بكائه وخوفه وهو يروي الحلم.

• هل خفت من ذلك الحلم؟

– (تبكي) نعم خفت وامتلكني الرعب. وكنت أنتظر اللحظة التي يخرج فيها رامي من Star Academy لنجلس سوياً ولنتحدث عن ذلك الحلم الذي راوده منذ صغره، ولكن للأسف رامي مات ولم يتسنّى لي 5 دقائق لأتكلم معه. رامي خرج من الأكاديمية لمدة شهر وجمعة «بس»، ومنزلنا لم يكن يخلو من المحبين. كنت أقول بيني وبين نفسي، «لاحقة أقعد مع رامي ونحكي.. خليه بهيدي الفرحة». محمود جلس في بيتنا  لمدة 20 يوماً وعاملته كابني، لكنّه سرق رامي مني.

• هل تندمين على الـ 5 دقائق تلك التي لم تتمكني فيها من محادثة رامي على انفراد؟

– (تبكي) أكيد، أنا انحرمت من رامي لمدة 4 أشهر خلال تواجده في الأكاديمية، وبعدها خرج لمدة شهر وجمعة، ولم أتكلم معه على انفراد أيضاً. هذا الأمر يقتلني كل يوم. لم أكن أعلم أنّ الزمن غدار، غدر بي وأخذ ابني مني.. يا ليتني جلست معه لـ 5 دقائق، وحدنا أنا وهو.

• الحلم الذي راود رامي كان رؤية.

– في ديننا المسيحي وعند الموارنة، نعتبر بأن ما رآه رامي لم يكن حلماً إنما رؤية، لأن الحلم لا يراود صاحبه لسنوات طويلة. الرب أنعم على رامي بأن يتحدث عن طريقة موته، وجعله يعلم قبل رحيله بأنهم سيغدروا به ويتهموه بأكاذيب، والأهم أنّ رامي روى الحقيقة وقال: «مش أنا السائق».

• ألم يكن ذلك الفيديو والحلم دليلاً كاملاً لتبرئة رامي؟

– محبو رامي وكل من تابعه في الأكاديمية لم يصدقوا تلك الأكاذيب التي طالت ابني بعد موته، وهناك من أراد أن يصدّق الكذبة ويمشي فيها وهم أصحاب العلاقة. بالنسبة لمحمود، هذا حادث سير، قضاء وقدر لا أكثر، تربى أن يقتل ويدهس العالم.

• هل برأيك ضميرهم مرتاح؟

– البعض يقول أنهم مجردون من الضمير، والبعض الآخر يقول أن ضميرهم نائم، ولكنني أقول جميعنا لدينا ضمائر تعيش فينا، لكن هناك من ينام ضميرهثم يصحى ومن ينام ضميره للأبد.

• هل تعتقدين أنّ ضمير شكري يعذبه؟

– أكيد أنا متأكدة بأن ضمير شكري يعذبه بين الحين والآخر، وأقول له أن الشعور بالذنب أقوى من الموت، لأن من مات موجود الآن بين أحضان الرب.

• كيف ستأخذين حقك الآن، إن لم يعترف شكري بالحقيقة؟

– أنا حقي محفوظ، لأني سلّمته ليسوع، وحق رامي بين يديْه، وهو لن يتركه أبداً، حتى ولو طال الوقت، فتوقيت الرب غير توقيتنا نحن البشر.

• إن يرد لرب أن تتحقّق عدالته الآن، ستنتظرين كثيراً.

–  سأنتظر عدالة الله ولو طالت دهراً، فالرب يُمهل ولا يهمل، وهو معي.

• أنت عاتبة على الاعلام اللبناني لمَ؟

– عاتبة على الإعلام اللبناني «فلو تركوني من الأول كان ما بيهمني». دم ابني غالٍ عليّ وعلى قلبي كثيراً. رامي ليس سلعة في يد الإعلام ليحققوا على ظهر جثته Scoop. بعد سنتين على غياب رامي مات الإعلام اللبناني ونام.

• أنت إنسانة مؤمنة جداً، ألم تفقدي إيمانك مرّة؟

– (تبكي) لن أكذب عليك. شارعت يسوع. وأنا متأكدة أن يسوع لم يزعل مني، ولكنني لم أنكره يوماً وسألته «ليش أخدتو هيدا إبن الكنسية، لو كان أزعر لكنت تركتلي اياه، أكيد كنت تركتو»، لم وضعتني في هذا الموقف يا يسوع، فأنا أحبك كثيراً ولكنني أحب أولادي أيضاً. لكن مع مرور الأيام زاد إيماني بالرب.

• ماذا تطلبين من يسوع غير براءة رامي؟

– الأهم براءة رامي، وأن لا أموت إلا وأنا مؤمنة بيسوع.

• رامي موجود معك، هل تحلمين به أو تتكلمين معه؟

– رامي الآن في دنيا أبدية ثانية، رامي ذهب بجسده ولكن روحه لا تزال موجودة معنا، نشعر بوجود رامي بيننا.

• هل كذب رامي يوماً عليك ولم يفِ بوعد كان وعدك به؟

–  (تبكي) رامي لا يكذب. لم يفِ بوعد واحد فقط بعد خروجه من Star Academy حين قال إنّه لن يتركني وحدي، لكنّه تركني وذهب بعيداً.

• من يسأل عن رامي من أصدقائه الذين كانوا معه في Star Academy؟

– اثنان فقط وهما ريان ورحمة رياض. يتصلان بي بين حين وآخر، ويزورانني ويشاركانني قداس رامي الشهري.

• رحمة بكت في Star Academy هذه السنة وتذكرت رامي.

– صحيح، وريان لا يتوانى عن ذكر رامي أيضاً.

• هل تواصلت معك رلى سعد أو إدراة الأكاديمية بعد وفاة رامي؟

– أبداً لم يتواصل أحد منهم معي. الله يسامحك يا رلى سعد وأقول لك أيضاً جميعنا سنتحاسب وأنتِ كنت أول من ظلم ابني.

•لمَ؟ اذا فعلت رلى؟

– رلى سعد وإدارة الـ LBCI كان عليهم أن يتابعوا قضية الطالب الذي كان يوماً من أفراد عائلتهم. لا يكفيني أن تأتي رلى في الدفن، وفي الذكرى السنوية، وتدّعي البكاء أمام الكاميرات. رولا  كسّرت الدني لما عرفت بنتيجة رامي بالتصويت وتغلبها على رحمة بمعدل 89%، رغم أنّها كانت أقفلت التصويت لرامي من نهار الخميس، وفي البرايم ما قبل الأخير، أي عندما كان رامي نومينيه أرسلت لي مراسلاً وكاميرا إلى بيتي، فعرفت حينها أنّ رلى تريد إخراج رامي من المنافسة. على فكرة مكاتب حزب الله في بيروت فتحت التصويت مجاناً لرامي، وبعد فشل رلى بتوقيف الكم الهائل من التصويت قامت بتبديل نتيجة رامي بنتيجة رحمة، فهي لا تريد أن يأخذ اللقب رامي، لأنّها «بدها» ناصيف زيتون لمصالح سورية سياسية. ونادين سميرة «يالي بتشتغل تحت ايد رلى» لم تعلم بأي من مخططات رلى. وهي أعطت كل المشتركين المشاركين في إحدى الحفلات 4000$ إلا رامي أعطته 3000$.

• ألم تعمل رلى أو الـ LBCI على متابعة قضية الحادث؟

– أبداً، فلو كانت رلى اعتبرت رامي ابنها كما كانت تدعي لكانت هي والـ LBCI تابعوا القضية، إبني راح ولم يسألوا عنه.

• هل وقّع رامي عقداً مع الأكاديمية؟

– كان سيوقع رامي العقد مع رلى ولكنه طلب أن يراه محاميه فرفضت رلى. عندها لم يقبل بتوقيع العقد. أتذكر مرّة، عندما كان رامي ما يزال في الأكاديمية، ليلة رأس السنة، طلب أحد المقربين  أن أرفع الصوت لنسمع توقعات ميشال حايك، فقلت أنّنا مسيحيون مولا نؤمن بهذه الخرافات.  من ضمن التوقعات قال ميشال أنّ نجماً لبنانياً سيموت بحادث سير في مصر، وكان يتكلم عن ابني، ولم أعلم في تلك اللحظة، ورحت أسأل من يكون ذلك النجم، «الله يصبر أهلو». رغم هذا التوقع، أقول كذب المنجمون ولو صدقوا، فأنا مؤمنة بسيدنا يسوع.

• كثر شبّهوا زكي شريف برامي الشمالي، ما تعليقك؟

– مع حبي واحترامي لزكي  الذي أحب، لكنّه لا يشبه رامي أبداً. حتى ناجي وشادي لا يشبهان شقيقهما.

• الدموع لا تجف

– الدموع لا تجف أبداً، أنا أبكي لأنني أشتاق لرامي، البكاء يريحني. بينما كنت ساجدة في إحدى الكنائس أصلي ليسوع ومريم وأبكي بحرقة وأطلب منه شئياً ومن والدته مريم العذراء شيئاً آخر، أرسلت لي مريم ورقة من وردة وضعتها في الإنجيل فتحوّلت في اليوم الثاني إلى تمثال عذراء.

• اذاً حصل معك معجزة أخبرينا عنها.

– طلبت منه إن كان يسمع طلبي ويشعر بوجعي أن يرسل لي إشارة من بيته. بعد لحظات التفتُ ورأيتُ طفلاً لا يتعدى الـ 10سنوات، يقدّم لي وردة حمراء، فنظرت إلى الصليب وسألت يسوع: أمن المعقول أنك ترد عليّ؟ بعدها خفضت نظري لأتناول محرمة لأمسح دموعي فرأيت على حقيبتي وردة بيضاء، اعتقدت في البداية أنّها ليست لي فوضعتها على المقعد وسمعت صوت امرأة تقول لي أنّ تلك الوردة هي لرامي، عندها نظرت إلى يسوع وبدأت بالبكاء، وقلت له شكراً يسوع.

• أتعتبرين تلك معجزة واشارة من يسوع؟ وماذا عن مريم؟

– أرسل لي وردة حمراء لي، ولرامي وردة بيضاء علامة السلام والحب، فرامي عندما سألوه في الأكاديمية في عيد الأمهات ماذا ستهدي أمك، قال وردة حمراء.  أخذت ورقة من الوردة ووضعتها في الإنجيل. بعد يومين زارتني سينتيا كرم فرويت لها ما حصل معي في الكنسية، وأحضرت لها الإنجيل لترى الورقة البيضاء فتفاجأنا بأنها تحولت إلى تمثال لمريم العذراء.

• ما كان شعوركما في تلك اللحظة؟

–  اكتفينا بالبكاء والضحك معاً. أسجل عتباً كبيراً على الرئيس، لأنه وعدني بمتابعة قضية ابني، لكنه لم يفِ بوعده. والسفير المصري شبّه ابن الكنسية رامي بالمجرم القاتل في كترمايا (جريمة كترمايا). وأقول بأنّ ملف النيابة وصل من مصر إلى يد الرئيس مباشرة، ولا أعرف لمَ. 

• هل ساعدك الوزير زياد بارود؟

– تواصل معي زياد بارود وأخذ مني الملفات التي كانت بحوزتي، وأقول لشكري هنا، بأن الملفات وصلتنا سراً من مصر، والتي تقول بأنه تم التحقيق  معه بعد ثلاثة أيام من الحادث، أي أنّه كان واعياً منذ اللحظة الأولى، وليس كما ادعوا بأنّه بقي لشهرين في العناية الفائقة وفي غيبوبة.

• لم تردّي على سؤالي، هل ساعدك بارود؟

– «مشكور على يالي عملو».

• ألم تساعدك أي من الجهات المسيحية السياسية؟

– لا، لم يسأل عني أحد.

• انت تابعة لجهة حزبية؟

– كنت تابعة.

• الإنتخابات على الأبواب، سيقرعون جرسك لمساعدتك بما أنهم يحتاجون إلى أصوات.

–  من يساعدني ويكشف الحقيقة للعالم سأنتخبه، ومن يتجاهلني سأتجاهله ولن أنتخبه. حتى اليوم لا أعلم كيف مات رامي، أبسبب حادث سيارة أم أنّهم «طقّوا رقبة إبني». بعضهم يقول أن رامي مات فوراً عند وقوع الحادثة، وآخرون يقولون أنه فارق الحياة في إحدى المستشفيات العامة الرخصية.

• أي أنّ رامي لم يُعامل كما محمود الذي نقل إلى مستشفى خاص؟

– صحيح، فلو اعتنوا بابني لربما عاش وبقي على قيد الحياة.

• هل قصرتِ بحق ناجي وشادي بعد وفاة رامي؟

– نعم قصرت بحقهما ولكنهما يتفهمانني جيداً.

• هل تخافين عليهما؟

– طبعاً لكنهما بين يديّ يسوع ومريم.

• ماذا عن حبيبة رامي الذي رفض التحدّث عنها إلا قبل خروجه من الأكاديمية بأيام؟

– حبيبة رامي طردتها من منزلي عدة مرات، وقلت لها أن تنسى رامي، وتبحث عن حياة جديدة لأن رامي مات. «ما بدي اياها تدفن حياتها بعد رامي».

• هل ما زالت تتواصل معك؟

– سافرت إلى دبي. تُكلّمني يومياً تقريباً، وتخبرني بأنها ربما ستتزوج يوماً، لكنها لن تحب مجدداً فهي أحبّت مرة.

• هل تعتذرين من ناجي وشادي؟

– أكيد أعتذر منهما، فأنا أحبهما جداً، ولفترات نسيت أنهماإلى جانبي، فحزني على رامي أرهقني. قلت لهما، لا تفكرا أنني أحب رامي أكثر منكما، ولكنني أتذكره يومياً لأنه ذهب بعيداً وتركنا.

• قلت ِلي أن شادي الصغير يشبه رامي ويمتلك صوتاً جميلاً، فهل ستسمحين له بدخول برامج هواة؟

– أنصحه ولا أوافق لأنّ الوسط الفني «وسخ كتير»، الشهرة أخذت رامي مني، ولو لم يدخل الأكاديمية، لكان موجوداً بيننا. ناجي لم يكن صوته جميلاً، لكن بعد وفاة رامي، أنعم الله عليه بصوت جميل وأصبح يرتّل في الكنيسة.

• ما هي رسالتك للأمهات اللواتي فقدن ابناً أو ابنة؟

– (تبكي) أطلب أولاً من رامي أن يسامحني إن قصرت بحقه يوماً، فأنا أحبه كثيراً، هو علمني الإيمان، وزرع في داخلي الأمل. أشكره على أخلاقه العالية التي أعطاها الله له، فصوت ابني عرّف الناس على يسوع اليوم، وبعد وفاته علّمني كيف أحب يسوع أكثر.

ولكل أم فقدت ولداً أقول لها ليكون إيمانك بالله كبير، ومهما صرختِ وعاتبتِ الله، لن يغضب منك لأنه الأب الحنون لنا كلنا. يسوع حمل خطايانا على الصليب، ألن يحمل لحظة غضب منّا؟ 

سارة العسراوي

(الحوار قديم، ولكننا ننشره مجدداً بناءاً لطلب جمهور رامي)

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار