• آخر حوار للمخرج هشام أسامة أنور عكاشة: والدي كان مع عبد الناصر واختلف مع السادات بسبب كامب دايفيد.

  • لو أطال الله بعمري سأحقق الوحدة العربية بدراما من توقيعي.

  • الجماعة اتفقت مع الاخين أوباما وأردوغان على تقسيم مصر.

  • منة شلبي ممثلة قوية وسأغير جلدها مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

  • عابد فهد خطير ونادين لبكي رائعة وكارمن لبس هايلة وأتمنى العمل مع كل ممثلي الوطن العربي.

  • محمود مرسي كان تلميذاً في البلاتوه ونجوم اليوم يتعلقون بالقشور والفشخرة.

هو الحوار الأخير للمخرج الشاب هشام أسامة أنور عكاشة الذي التقيته قبل وفاته بيومين فقط في القاهرة، ولم يمهله القدر ليشاهد اسم والده الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة على الشاشة من خلال (ليال الحلمية) الذي عرض في رمضان المنصرم كما شاهد قبله مسلسل (موجة حارة) بتوقيع والده الراحل، وقد ترددت كثيراً بتفريغ التسجيل لأن دموعي كانت تغلبني كلما كنت أسمع صوت هشام الذي تربطني به صداقة وطيدة تعود لأكثر من خمس سنوات مضت ولكن.. قدر الله وما شاء فعل.

 المخرج المصري هشام،إبن أسامة أنورعكاشة
المخرج المصري هشام،إبن أسامة أنورعكاشة

* بداية أبارك لك عودة اسم الوالد أسامة أنور عكاشة عبر الشاشة في رمضان بمسلسل (موجة حارة)؟
– “الله يبارك فيكي” موجة حارة مأخوذة عن رواية عنوانها (منخفض الهند الموسمي)، قبل سنوات كنت قد حولتها لفيلم لكن الرقابة رفضته كونه ينتقد الأوضاع التي كانت سائدة إبان النظام السابق أي في عهد مبارك. بعد وفاة والدي اتصل بي المخرج محمد ياسين وهو صديق عزيز جداً على قلبي وطلب مني الرواية لأنه يريد تحويلها لمسلسل، وعندما شعرت بحماسه للرواية وافقت على الفور خصوصاً وأنه كان يهمني في المقام الأول أن يعود اسم أسامة أنور عكاشة إلى الشاشة، ومن هذا المنطلق صرت حريصاً اليوم أكثر من ذي قبل على أن يكون لوالدي أكثر من عمل على الشاشة سنوياً. وبالفعل أخذ محمد ياسين الرواية وبدأ يعمل بها ولم أسأله ماذا سيضيف عليها، لأن الوالد كان يعمل بمبدأ الكاتب الكبير نجيب محفوظ وهو أن النص الأصلي ما أن يخرج من مكتبة كاتبه يُصبح ملكاً لصاحب الإبداع الجديد وأنا أؤمن بهذا المبدأ، وبالفعل الكاتبة مريم نعوم وضعت ثقلها بالعمل، وشاهدت المسلسل وكان رائعاً للغاية.

آخر حوار للمخرج هشام أسامة أنور عكاشة مع الزميلة  إبتسام غنيم
آخر حوار للمخرج هشام أسامة أنور عكاشة مع الزميلة إبتسام غنيم

* أفهم من كلامك أن الرواية تم الإعتراض عليها في نظام مبارك وأُجيزت بعهد مرسي ما يعني أن سقف الحرية كان مرتفعاً؟
– (لا خالص)، إعترضوا عليها لأني كنت أريد تقديمها للسينما ورقابة المصنفات الفنية من حقها أن تعترض على ما يمس بنظام البلد، بينما المسلسل وضعه مختلف حيث قُدم في قناة فضائية عربية لا تحكمها رقابة.
* الهذه الدرجة كان الوالد يتنبأ بما يحصل اليوم من تشدد وتطرف ديني؟
– أسامة أنور عكاشة عايش الموجة الحارة طيلة أربعين سنة وعانى منها كثيراً (يضحك ملياً ويتابع)، لذا هو شعر بها من سنوات وفي يوم قال لي:”إحنا حنوصل ليوم نحرق فيه الأرض كلها لنبدأ من جديد” كان يخاف على مصر جداً.

الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة
الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة

* لوأطال الله بعمر أسامة أنور عكاشة كيف سيكون رأيه بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي؟
– لم يكن ليتحمله أبداً، في عهد الرئيس المخلوع مبارك الكل يعلم كيف كان أسامة أنور عكاشة يتصدى للظلم والفساد، وكان سليط اللسان فما بالك بحكم الأخوان (يضحك ويعلق) أكيد كان سيُمنع من دخول مصر. كان يشتم وينتقدهم من زمان لأنه يعرف فكر تلك الجماعة وإلى ماذا تصبو، “بصيي يا أختي العزيزة الأجيال السابقة تعرف حقيقة تلك الجماعة أما نحن فقد غشونا وقلنا نديهم فرصة، وأنا لسه فاكر إنو بعد تولي مرسي الحكم بشهر قلت في حديث للتلفزيون المصري الشرط الوحيد إلي لازم تلتزم به الجماعة هوأن تبقى ضمن الوطنية المصرية وألا ستلفظهم مصر و ايضاً المصريين”. تلك الجماعة لا تعترف بمصر ولا بلبنان ولا بأي بلد عربي، همها الوحيد الخلافة الإسلامية لإعتقادهم أنها ستجمع العالم العربي كله ليصبح ولايات. والدليل أنهم باعوا البلد حيث اتفقوا مع الأخ أوباما وأيضاً الأخ أردوغان “ويلا تقسيم في مصر على كيفهم”. ومن الطبيعي أن لا يتقبل الشعب المصري مثل هذا الوضع، فما بالك لو كان واحد من المفكرين مثل أسامة أنور عكاشة على قيد الحياة ويرى مصر تُقسم (يضحك ويعلق) “حظو كويس أنو مات عشان كان حيموت حسرة على البلد”.
* أعمال كثيرة عُرضت في رمضان مثل”الداعية”،”بدون ذكر اسماء” وغيرهما لكن”موجة حارة” جعلنا نشعر أن أسامة أنور عكاشة حاضراً معنا؟
– بتجرد شديد أقول أن والدي أسامة أنور عكاشة كان عبقرياً، وفنه مرتبطاً بشعبه ولطالما كانت رؤيته سابقة لعصرها.

الفتان المصري الكبير محمد مرسي
الفتان المصري الكبير محمد مرسي

* كان ناصرياً أم سادتياً؟
– كان مصرياً عروبياً من الصميم، ويحترم ويعتنق فكرة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في القومية العربية، وبالوقت نفسه كان معترضاً على أخطاء حصلت بالحقبة الناصرية، واتفق مع السادات في حرب تشرين/ أكتوبر وتحقيق النصر ثم اختلف معه عقب معاهدة ” كامب دايفيد”.
* لكن السلام جميل؟
– مع من يقدرونه فقط ، وإسرائيل لا تستطيع اجتياح مصر سواء كانت المعاهدة معقودة من عدمها. بدليل أن اسرائيل صارت تؤذي مصر بعد معاهدة السلام وفق النظام العالمي الجديد، بينما في الحرب لم تستطع لأن كل الرادارات متيقظة ومن الصعب إختراقنا، لكن بعد أن حصل الإرتخاء عقب كامب دايفيد عادت الحرتقات. ولو عدنا بالذاكرة لنظام مبارك ماذا قدم للبلد غير البهدلة؟ وما نعاني منه اليوم في مصر سببه حكم مبارك وليس الجماعة التي هي نتيجة النظام الفاسد السابق، والحمدلله  الرب أكرمنا “والغيمة اتزاحت برحيل مرسي علشان لو فضل قاعد أربع سنين كانت مصر ستختفي عن الخارطة لا محال”.

الممثلة اللبنانية كارمن لبس
الممثلة اللبنانية كارمن لبس

* تُحضر لمسلسل (أيام جليلة) ورشحت لبطولته منة شلبي؟
– العمل أوشك على الأنتهاء من كتابة الحلقات الأخيرة وهو من تأليف ممثل ومخرج مسرحي موهوب اسمه أكرم مصطفى، وستجسد البطلة أي منة في حال وافقت دور فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة.
* كيف ستعالج مشاكل ذوي الإحتياجات الخاصة، خصوصاً أن أسامة أنور عكاشة كان من أشد المُعترضين على مسلسل (سارة) الذي مثلت فيه حنان ترك نفس الدور؟
– صحيح، سألخص لك الموضوع بمجموعة أسئلة وهي، من يطلق عليهم ذوي الإحتياجات الخاصة هل هم هؤلاء البشر أم المجتمع الذي سيعيشون فيه؟ ومن هم ذوي الإحتياجات الخاصة؟ هؤلاء الأشخاص لهم مشاعر راقية جداً مثل كل البشر، وكل ما في الأمر أنهم في بعض الأوقات يخونهم التعبير وبالوقت نفسه الناس الطبيعيون يُسيؤن للآخرين.

الزعيمات عبد الناصر والسادات
الزعيمات عبد الناصر والسادات

* وماذا عن جليلة البنت المُعاقة؟
– ستكون مفاجئة للناس إنشالله.
* لماذا منة شلبي دون غيرها؟
– لأنها أفضل من سيؤدي دور جليلة. ومنة ممثلة موهوبة وبداخلها مكامن لم تُستخرج بعد، هي ممثلة بالسليقة قلّ نظيرها من قريناتها، لكن يجب أن تُغير من جلدها الفني، ولديّ أمل كبير في أن أستخرج منها طاقات كثيرة
* لو إعتذرت منة من ستختار؟
– فكرت أن أستقدم فتاة من ذوي الأحتياجات الخاصة ليكون العمل صادقاً أكثر، لكن المسلسل مدته طويله وقد يتعب ذهنها العصبي، ولا أريد أن أرهقها وأستغلها لأجل إنجاح مسلسلي، (ويضيف) لم أوقع بعد العقد مازلنا نطبخ الموضوع أريده عملاً قوياً ومختلفاً لأننا منذ عامين ونحن ندور في فلك أعمال محددة ومنها “البلطجية الحواري العشوائية والرقصات”.
* لماذا انسحبت من إخراج مسلسل “البلطجي” لآسر ياسين العام الماضي؟
– ما حصل اني بدأت بالإخراج والمسلسل كان لا يزال في طور الكتابة، وفجأة بدأت تظهرالمشاكل الإنتاجية حيث لم تلتزم بجدول مُعين يتعلق بتحديد أماكن التصوير، ثم أن النص أي “البلطجي” بالنسبة لي منذ البداية لم يكن مجرد ظهور مسلح وأطلاق نار، بل كنت أريد أن أتطرق فيه لأنسان وكيف زُج بالسياسة التي لا علاقة له بها، وفجأة صارت كتابة الحلقات تتغير وتأخذ منحى آخر وتغير المضمون، كما إني لا “أستلشق” بالإخراج أعمل بهدؤ حتى يخرج العمل بشياكة، ومن هنا تضاربت وجهات النظر وانسحبت من العمل، ووضعوا إسمي كمخرج للحلقات الأولى مع تنويه بالشكر(يضحك)
* هل شاهدت (البلطجي) عقب العرض؟
– لم أشاهد كل الحلقات بأمانة، ومن الحرام أن أحكم على عمل لم أتابعه كله.
* هل يوجد نجوم يُسلمون أنفسهم للمخرج؟
– طبعاً وقد حصل هذا الأمر معي عندم تعاملت مع الكبير محمود مرسي في مسلسل (وهج الصيف)، تابعت معه العمل قبل التصوير لمدة شهرين، وشهر ونصف خلال التصوير وكان متواضعاً ورائعاً ويتعامل معي وكأنه تلميذ، ما سبب لي مشكلة مع الآخرين إذ صرت أقارن بين تواضع وعظمة محمود مرسي مع الممثلين الآخرين، (ويتابع) يوجد نجوم تحبينهم على الشاشة لكن عندما تتعاملين معهم تُصدمين بتصرفاتهم ولا تستطيعين أن تتعاملي معهم مهما كانت المغُريات. يوجد نجوم يتعاملون بالمظاهر والقشور وهؤلاء سيفشلون ولو بعد حين، الممثل الذكي هو من يُسلم نفسه للمخرج ليجعله يستنبط منه رؤية جديدة ونمطاً تمثيلياً مميزاً. في الغرب مارلون براندو وجيمس دين وأمثالهما يسلمون أنفسهم لقائد العمل، وهذا يُسعدهم ويجعلهم يُبدعون.
* أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ كان بينهما كيميا متفردة؟
– لدرجة التآخي، حتى أن كليهما توفي بنفس المرض والحالة والفارق الزمني بينهما سنة، وسنويتهما تُصادف في مثل هذا اليوم، “الوالد وعم اسماعيل كانوا حالة قد لن تتكرر”.

المخرجة اللبنانية نادين لبكي
المخرجة اللبنانية نادين لبكي

* هل بالأمكان أن تتولى إخراج روايات والدك بنفسك من دون أن تتعامل مع كُتاب وتختلف مع النجوم؟
– طبعاً لكن يوجد لوبي في عالم الإنتاج، وبالمقابل ظاهرة التعاون العربي المشترك تُبشر بالخير وبرهنت انها مهمة جداً.
* ما رأيك ببطلة “موجة حارة” رانيا يوسف؟
– تملك خامة تمثيلية واسعة وممتازة
* والبطل أياد نصار؟
– ممثل له نكهة خاصة، وقلّ أن نجدها لدى الممثلين الشباب هو تركيبة متفردة تماماً مثل عابد فهد.
* وماذا عن الدراما اللبنانية؟
– بدأت تنهض وبقوة. وأيضاً السينما اللبنانية أضحت مهمة جداً وأحب كثيراً نادين لبكي، وجو بو عيد شاطر، جورج خباز خطير، وكارمن لبس هايلة وأتمنى أن أتعاون معها. ورد الخال ممثلة جيدة جداً، وقد لاحظت أن الممثل اللبناني أكثر مرونة من العربي، بمعنى انه يُنجز بسرعة وقماشتهم التمثيلية طيعة جداً والتعامل معهم سهلاً للغاية، وصدقيني كلنا كعرب بالأمكان أن نُكمل بعضنا كصناعة فنية قيمة، وما عجزت عن تحقيقه السياسية من وحدة عربية لنحققه نحن بالوحدة الفنية ولو أطال الله بعمري اتمنى أن يكون لي في كل عمل ممثل من دولة عربية شقيقة.

لكن الله لم يطل بعمر هذا الرائع

حوار/ ابتسام غنيم- مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار