منذ 8 سنوات هذا لبنان الذي يهجّر قاماته ومبدعيه ليفسح المجال أمام المارين علينا الباطشين بنا وبحقوقنا كمواطنين نحمل الأرزة فوق أكتافنا ونعانق السنديانه لندفئها برموش عيوننا.. هذا بلد يقدم لمواطنية إنجازات من نوع تهجير أنظف وأنقى الوجوه أمثال السفيرة والمبدعة نانسي عجرم مع كل عائلتها.
بشكل غير متوفع غادرت النجمة نانسي عجرم لبنان مع عائلتها بشكل نهائي وفي المطار حدثت حالة غير مسبوقة من التجمهر حولها في صالون الشرف حين رأوها تبكي وحولها عائلتها وكان زوجها الدكتور فادي الهاشم يضمها إلى صدرِهِ مهدئاً إياها بينما مدير أعمالها السيد جيجي لامارا شوهد يقف غاضباً رافضاً أن يجلس على الكنبة رغم محاولات والدة نانسي لكنه ظلّ مكتوف الساعدين يتأمل بحسرة.
نانسي كانت قد ذكرت أمامي لمرات تأففها من الوضع السياسي اللبناني الذي يحقق تراجعاً تلو الآخر وكانت تردد أيضاً: “ما كنت فكر هالقد.. بس هلأ بخاف على ولادي”.
قبل ساعة وقبل انطلاق طائرة خاصة أقلتها مع كامل أفراد عائلتها كان لنا اتصال معها وهي في مطار بيروت الدولي وأجابت:
– “رح اشتاق للبنان.. كيف عرفتِ؟.. ما تنشري هلأ.. بيفكروا تخليت عن بلدي”
* لكنكِ تتخلين عن لبنان نانسي وما فعلتِ ذلك لا أنت ولا أسرتكِ على مدار 15 سنة حرب؟
– كنت صغيرة ووالدي يسافر معي الآن لكنه قد يعود مع والدتي لأنه لا يزال متردداً وأعتقد أنه وافق معي من باب المسايرة.
* ولماذا أقنعته بالسفر معك؟
– تعرفين أني لا استطيع العيش بدون أهلي وأخاف عليهم كما أخاف على طفلتي ثم أني حامل بصبي ويجب أن أهيء له ولبناتي أجواءًا معافية.
* وكيف وافق زوجك؟
– وهل تعتقدين أني أنا من انخذ القرار.. تعرفين أني أتبع زوجي.
* يعني هذا قرار الدكتور؟
– ربما هذا قراره كي يعفيني من الهم الذي أعيش فيه في بلد لا رئيس فيه ومجلس نواب يجدد لنفسه وحكومة توافق والباقي تعرفينه.. “ما بدي إحكي سياسة.. بس كل شي لورا.. من أزمة لمصيبة لكارثة”
* ماذا تقولين للشعب اللبناني؟
– أقول أن لا تفعلوا مثلي.. قبل إقلاع الطائرة أشعر بالندم.
* إلى أين وجهتك؟
– حين أصل سأتصل بكِ وأخبركِ كل شيء.. “إنتِ ما بدك تهجري لعند ابنك عأميركا.. مش هيك قلتيلي من أسبوعين”
* نعم سأهاجر لكني مترددة.. على كل حال أنا أميركية الآن وعندي حصانة.. “بس فالي متلك”
– إذا لمَ في صوتك نغمة عتب؟ “ما تحسسيني بالذنب”
* ماذا ستسمين ابنك؟
– “دوريلي على اسم” (تضحك) “بعد ما قررنا الاسم”.
* أشعر أنكِ عائدة غداً؟
(تعود لتبكي)
نضال الاحمدية Nidal Al Ahmadieh
)
