مي شدياق

بعد الغارة الجوية التي نفّدتها اسرائيل في القنيطرة الجولان في سوريا مستهدفة سيارة قياديين من حزب الله وعلى رأسهم الشاب جهاد ابن الشهيد عماد مغنية وقائد مهم في الحرس الثوري الايراني، علّقت الإعلامية مي شدياق المقرّبة من قوى 14 آذار بعد محاولة اغتيالها العام 2005 وأصبحت الشهيدة الحيّة، على تواجد قياديي حزب الله في سوريا، وهاجمت الحزب متسائلة على ماذا يهلّلون.

جهاد مغنية (2)

مي التي عانت كثيراً منذ محاولة الاغتيال من مشاكل صحية عدّة وطار نصف جسدها وأصبحت معاقة جسدياً لا فكرياً، كتبت على صفحتها الشخصية على الـ Facebook رسالة طويلة إلى حزب الله اللبناني:” لقد أصابتني حالة من الإنقباض وأنا أتنقلّ بين الشاشات اللبنانية تتسابق لنقل وقائع تشييع جهاد عماد مغنية في روضة الشهيدين…الموت لاسرائيل، الموت لأمريكا… تهبلٌ وتبجيلٌ بالمقاومة، أعلام حزب الله وسط جموع غفيرة وصراخ لبيك يا نصرالله لبيك حزب الله، لبيك خميني الخ الخ الخأكيد نحن لسنا في لبنان… فلا إشارة واحدة تدلّ على أنّ الموقع في لبنان.

مي شدياق

تابعت مي متسائلة: ما المقصود عندما تنقل كل شاشات لبنان باستثناء واحدة التشييع مباشرة على الهواء؟
هل شرّع لبنان دولةً ومكونات سياسية وشعبية مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا؟
هل أعلنّا الحرب على اميركا؟ هل أعلنّا الحرب على التحالف الغربي المناهض للنظام السوري؟ هل أعلنّا الحرب على دول الخليج؟
ما خلفية هذا المشهد لهثاً وراء زيادة نسبة مشاهدين، هم أصلاً غير مكترثين بهم ولديهم شاشاتهم التعبوية ليل نهار.
اسرائيل عدو: نعم
القتيل لبناني: نعم
القنيطرة سورية: نعم
العملية نذير شؤم على لبنان: نعم
على ماذا تهلّلون إذاً؟

السيدة مي شدياق

أضافت مي: “لبنان ضائع في مهبّ الريح، ولم يعد لدى الذين يُفترض بهم أن يكونوا أكثر إدراكاً الوعي الكافي للتمييز بين السبق الصحفي الآني والخطوة الناقصة غير المحقّقة للمكاسب على المدى الطويل.
ماذا كان يفعل الشهيد في القنيطرة السورية مع قائد الحرس الثوري الايراني؟ هذه المنطقة وبحسب الصحف اليوم ، منطقة سورية “واقعة ضمن مثلث الحدود المعقدة والملتهبة بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا.”
عال… هي منطقة سورية صرف إذاً…هل النقل المباشر استسلام واقرار بدخول لبنان بكلّ فئاته طرفاً في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب محور النظام السوري البعثي وايران وحزب الله؟ هل دفنّا سياسة النأي بالنفس الى غير رجعة؟
هل علينا أنْ نقرّ أنّ حزب الله نجح في استدراج السلطات والإعلام في لبنان الى الخانة التي يريد زجّه بها؟
هل في هذا الاطار علينا فهم دخول القوى الأمنية الى معظم البؤر الأمنية في لبنان باستثناء تلك التابعة لحزب الله؟
هل علينا أنْ نفهم أنّ تعديّ المحامين السوريين على المحامين اللبنانيين في مصر كان مشروعاً لأنّ اللبنانيين تجرّأوا وتطاولوا على جيش بشار الأسد وكانوا بحاجة الى تأديب؟؟
الله يستر… إذا لم ننتفض على ما يحصل وبسرعة، سيتمّ جرّنا جميعاً الى وحول حرب، كثيرون على حدّ علمي، يعتبرون أنّه بجب أن نكون فيها على المقلب الأخر…
متى تأتي ساعة الصحوة؟

مي شدياق
وتابعت: كثر يعتبرون أنّ ما حصل في القنيطرة أمس سيكون بالتأكيد نقطة تحول في الصراع المفتوح بين «حزب الله» وإسرائيل.
يقولون: هي مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الأرض السورية، بين المقاومة وما تمثله، والعدو الاسرائيلي وما يمثله.. من دون وسطاء أو وكلاء.
فهل علينا بدورنا أن نسأل: هل ستبقى هذه المواجهة المباشرة في سوريا أم تنطلق شرارتها من لبنان ويكون على الشعب الليناني بأسره دفع ثمن لا يريده!!!! الله يسترنا… متى ساعة الصحو؟ ) انتهى كلام مي

مي شدياق

لأننا في لبنان البلد الديمقراطي يسمح بتعدّد الآراء وحرية التعبير والانتماء إلى أي جهة يؤمن بها أفراده، شنّت الإعلامية غدي فرنسيس التي كانت مراسلة في قناة (الجديد) لتنتقل إلى الـ Otv وتقدّم برنامج (خط تماس) تطرح فيه المواضيع الحربية والوقائع الميدانية في لبنان وسوريا والشرق الأوسط، هجوماً كبيراً على مي، فتخطّت حدود الجرأة والاحترام وأشعرتنا اننا في بلد ديكتاتوري لا يتقبّل الرأي الآخر ويدعس على كل من يخالف رأيه أو ينتقد الجهة الأخرى.

غدي فرنسيس (2)

غدي وصفت مي بالواطية وكتبت عبارات خارجة عن الأداب العامة، فكتبت على صفحتها  الشخصية على الانترنت موجهة كلامها لزميلتها مي التي لا تتفق معها بالسياسة: “مي شدياق، صباطو لجهاد مغنية بيساوي كل قنوات لبنانك يا واطية”

غدي فرنسيس

 

نأسف على استشهاد جهاد ابن الشهيد عماد مغنية مع أصدقائه، ونأسف على لبناننا الذي أصبح ذليلاً لهذه الجهة وتلك المنظمة، ونأسف على اعلامنا الذي فقد الإحترام وتحوّل الاختلاف بالرأي إلى ساحات معارك على الانترنت فشوّه بسمعة لبنان الحضاري والمثقّف.

غدي فرنسيس (3)

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار