كارولينا نصار ومي شدياق وناديا بساط
كارولينا نصار ومي شدياق وناديا بساط

هنا أنقل كلمة مي شدياق التي ألقتها في حفلها السنوي الثلاثاء الماضي والذي تضمن مواقف سياسية وإنسانية موجعة.

مي التي يعاديها نصف اللبنانيين تعاند على مواقفها وتصر على صلابتها وتقول:

الإعلامية مي شدياق
الإعلامية مي شدياق

مسا الخير. أحييكم فرداً فرداً، أشكرُ حضورَكم جميعاً أصحابَ الفخامة والمعالي والسعادة/ والأصدقاءَ والزملاءَ المتواضعين مثلَ حالي/ الآتين من لبنان ومن الخارج..أنتمُ الباحثون عن الحقيقة/ أنتم المؤمنون بالحرية/ أنتم أهلُ الكلمةِ والفكرِ والصورة.

سنبقى نلتقي/ وسنبقى نُناضلُ من أجلِ الحقيقة/ ومن أجلِ لبنان الذي نحلمُ به: لبنان الحريات والديمقراطية،/ لبنان التنوّع واحترام الاختلاف والرأي الآخر والتعدّدية، / لبنان منارة الإعلام الحر والأدب/ في الشرقِ الأوسط وعالمِ العرب.

قدرُنا أن نلتقي مجدداً في 15 أيلول ال 2015/ وأنْ نبقى هنا أحياءَ/ مُتَحَدِّين القدر…دعوني أعبّر عن فخري وفرحي بوجودكم الليلة الى جانبي/أنتم الذين تُرافقونَني منذ بدايةِ مسيرتي المهنية في ال LBC/ في ذاك الآب من سنة 1985/ وتُحيطونَني بمحبةٍ واهتمامٍ وعطاء/ منذ ذلك اليوم الأسود في 25 أيلول 2005.

مي شدياق وأختها السيدة ميشا

آب 1985 / 25 أيلول 2005 /15 أيلول 2015 / لاحظتم كم الرقم 5 مُهّم في مسيرةِ حياتي! والله مش مقصودة! هلّق المْحبّين بيتّهموني بنقل المارونية السياسية للإعلام!

مش مَشْكَل/ تعوّدت// حتى جسمي يللّي خزّقُوا / بعدهُم البعض شايفينوا لبّيس.. بعدهم عم بيحاولوا يغتالوني/ ساعة جسدياً عبر التهديدات المباشرة وغير المباشرة/ وساعة معنوياً من خلال حملات التضليل أو حتى السخرية من الإعاقة والإصابة.. بس هالجسد الّلي تشلّع/ بعدو صَلْب أكتر ممّا بيظنّوا الحاقدين/ لأنّه مجبول بالإيمان والعزيمة والإرادة الحديدية والصوت الحرّ/ / هذا الصوت المتمرِّد الذي لم يرتَهِنْ يوماً لأحد/ ولن يرتَهِنَ  في يومٍ لأحد..

لم أكن أدري يوم أرادوا قتلي أنني من خلال مزاولة عملي الإعلامي بذلك النفس الوطني التائق الى الحرية ودحر الوصاية والاحتلال/ والإضاءة على الحقيقة في عمليات الإغتيال/ كنت أُزعجُهم الى هذا الحدّ.
لا أريدُ أن أعودَ الى الوراء… تكفيني أربعون عمليةٍ جراحية وما رافقها من نكساتٍ وفقدانِ مناعة… صورُ الماضي تُشعرني بنارِ الحديد والحقدِ تُقطّع أوصالي… لكنْ ليس الحقدُ من يقرّرُ أعمارَ البشر، بل ثمَّةَ ربٌّ يُقرّرُ ساعتَنا ويَتَحَكّمُ بالقَدَر.
أعذروني لأنيّ عاجزة/ إلاّ أنْ أنحنيَ أمام صحافيي “ثورة الأرز” الذين رفعوا جبين لبنان عالياً، وقادوه الى الحرية على طريقٍ معبّدة بدمائهم.

مي شدياق خلال المؤتمر

أعود بالذاكرة بأسى الى عشرِ سنواتٍ مضت، الى 14 آذار 2005 وتلك الساحة، ساحة الحرية، التي جمعت أحلامَنا./

رزنامة التاريخ اللبناني لن تنسى العام 2005  / واللبنانيون الشرفاء ما زالوا يسمعون قَسَم جبران الهادر بأن نبقى موحَّدين، مسلمين ومسيحيين، دفاعاً عن لبنان العظيم/ ما زالوا يتذكَّرون مقالات سمير قصير الثورية التي سبقت الثورات العربية/ ما زالوا يشكرون القدر الذي خلَّصَ مروان حمادة/ فعادَ إلينا بذكائه وحنكتِه ورسائلِه المباشِرة المُرَوَّسة… وأنا بدوري أشكر هؤلاء لأنهم كانوا لي السَنَدَ القويَّ في عزِّ محنتي/ فبقي صوتي ملعلعاً/ يُزعِجُ المحبّين قبل المُبغضين …

مشكلتي أنيّ لا أحبّ التلوّي وتدويرَ الزوايا/ وأُعبّر عن قناعاتي حتى لو لم تكُنْ شعبوية / تُساير ال TRENDs و ال Hashtag وعلى الموضة!

2005- 2015 عشرة أعوامٍ والمبادئ هي هي، لم تتغير. لم أتغير. لن نتغيّر.

قبل عشر سنوات بدا المستقبلُ زاهراً/ كان العالمُ يتحدّثُ عن “ثورة الأرز” ونشرِ قيمِ الديمقراطية في ساحةِ الحرية/ ولم يكُنْ يتميَّزُ لبنانيٍّ عن آخر إلا بمقدارِ ولائه للبنان بكلِّ استقلالية.

المشكلة في بعض الذين راهن عليهم اللبنانيون/ فأخفقوا في تحقيقِ آمالهم/ .

الوزيرة المالية السابقة ريا الحسن وزوجها مع مي شدياق
الوزيرة المالية السابقة ريا الحسن وزوجها مع مي شدياق

واليوم نتفرّج على شبابنا يهاجرون/ بالعشرات والمئات والآلاف يُغادرون/ بعدما فقدوا الأملَ وهم عن أحلامهم تائهون .

نحن ربحنا معارك، وخسرنا معارك،/ لم نربح الحرب لكنّنا لم نخسرْها حتماً… طريقُ النضال من أجل الحريّة لا يزال طويلاً/ وعمرُ الأوطان لا يقاسُ بالسنوات.

أصدقائي، زملائي، عشرة أعوام مرت على محاولة الاغتيال وخمسة على تأسيس المؤسسة.

من رحِمِ الأوجاع  وُلِدَ بُرعُمُ المؤسسة.

قابلنا لغةَ الموتَ بثقافةِ الحياة،/ سوداوية النفوس بإيجابيةِ العطاء،/ وجعلنا من العبواتِ المتفجِّرة خزاناتِ خبرةٍ ومعلومات/ وضعناها مع الزملاء في خدمة كلِّ شاب وصبية يقصُدُ المؤسسة.

ايمانُنا بلبنان كبير/ ثقتُنا باللبنانيين عالية/ أملُنا بالشبابِ اللبناني لا حدود له./

عشرةُ أعوام مرت… تبدَّلت فيها معالمُ التاريخ والجغرافيا في الدول المحيطة/ وبقيت معالمُ حريةِ الصّحافة مهدّدة بين أنظمةٍ مستبدّة ومجموعاتٍ إرهابيةٍ متطرّفة.

في عصر المتغيّراتِ الهائلة التي تَشهدُها منطقتُنا والعالم،/ لا يُمكِنُ للبنان أن يبقى متفرّجاً،/ ولا أن يبقى الإعلامُ اللبنانيُ متحجّراً.// ولكن في الوقت عينه، أسوأُ ما يُمكن أن يحصلَ هو أن تتحوّلَ وسائلُ الإعلام الى أداةِ استلحاقٍ  لمواقعِ التواصل الاجتماعي/ تنجرف وراء نشرِ خبر، أي خبر،/ فقط لمحاولةِ تحقيقِ سبقٍ صحافيٍ فاشل على حساب الحقيقة/ أولإثارة الرأي العام وتجييشِه خدمةً لأجندات مدفوعة سلفاً.

جميعُنا مسؤولون عمّا يجري. كلّ من جانبه.

لذا أردنا لمؤسسات MCF  وMCF Media Institue  و قريباً المولود الجديد ALAC(الذي لا يزال يحتاج الى بضعةِ تواقيع أخيرة)/ أردنا لهذه المؤسسات أن تكونَ مركزاً لَصَقْلِ الخُبُرات،/ وإعادةِ المهنة الى أصالتها،/ ليعودَ للكلمةِ وقعُها في زمنٍ بات البعضُ في لبنان يعتبرُ الكلمةَ والشاشةَ/ منصّةً للوصولِ الى الشهرة ليس إلا/عبر الصراخ والعبثية والسطحية والتجييش الغرائزي.

مهما كانتِ الأيامُ صعبةً،/ ومهما ازدادت التحدّيات والتهديدات/ تبقى “مؤسّسة مي شدياق” مُصمِّمةٌ على المساهمةِ الفعليّةِ والفعّالة في إظهارِ بيروت بأبهى حُلّةٍ ثقافيّةٍ وحضاريّةٍ/ كيْ يَبقى لبنان مَنارةً للحرفِ والحريّة.

لهذا/ نُصِرُّ في كلِّ سنةٍ على تكريمِ مبدعين عالميين تميّزوا في حقل الإعلام في العالم ضمن MCF MEDIA Awards / للتذكيرِ فقط بانَّ العينَ تُقاومُ المخرز،/ وأنَّ القلمَ يقاومٌ السيف/ والفكرَ يقاومُ الإرهاب/ مهما فجّروا واغتالوا وذُبحوا.//

فشكراً لكلِّ من شاركونا من حول العالم، ومبروك للفائزين.

والآن اسمحوا لي قبل أن اختم/ بأن أتوجّه بكلمة مقتضبة بالإنكليزية الى الزملاء الأجانب الموجودين بيننا:

الإعلاميتان مي شدياق مريم البسام
الإعلاميتان مي شدياق مريم البسام

Good evening distinguished guests, and friends.

10 years have passed since the attempt on my life, and I still suffer.

I still mourn the death of my beloved colleagues. I mourn the fact that such revolutionary minds/ were violently taken away from us/ and that we are deprived of their genius.

And yet, Press freedom is still at the receiving end of political instability

Meanwhile, freedom of information has propagated paranoia and anxiety in the most surprising regions of the world.

New Media took center stage a few years ago/ much to governments’ dismay.//

Consequently, the battle expanded to include citizen journalists and media professionals.// However, citizens and journalists from all parts of the world are angrily and unremittingly resisting the hurdles placed before them.

With your support, the May Chidiac Foundation would like to curtail the obstacles that our young journalists and professionals are facing.//

We want to educate them on all such matters and prepare them for any given situation in their field.

Our projects are only a milestone in a long journey towards journalistic excellence. Yet with your generosity, we will work even harder to build an edifice of responsible, honest, factual, and ethical media practice.

Thank you and I hope you enjoy the rest of your evening.

عشتم، عاش لبنان، عاشت الكلمة الحرة الى أبد الآبدين. آمين.

===================

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار