منى مع ابنها إياد أبو حمزة
منى أبو حمزة  مع ابنها إياد

لم تستطع عائلة الشيخ بهيج أبو حمزة أن تصمت أمام كمّ الغبن الذي تتعرّض له، خصوصاً بعد قرار تمديد سجنالشيخ بهيج أبو حمزة، عقب رفع النائب وليد جنبلاط دعوى قضائية تلوى الأخرى تُضاف إلى سلسلة الدعاوي التي سبق ورفعها متهماً الشيخ بكرامته وأخلاقه ومهنيّته وتاريخه، ضارباً بعرض الحائط قيم أهل الجبل وعاداتهم والخبز والملح والقرابة والصداقة..
لم تعد العائلة قادرة على الصمت أمام أسوأ ما يتعرّض له مواطن لبنانيّ لم تتمكن المحاكم اللبنانية من إصدار حكم واحد بحقه حتى اللحظة رغم توقيفه منذ ثلاث سنوات، وسط صمت مُطبق من أهل السياسة، خوفاً أو تآمراً، وصمت آخر يمارسه الإعلام، وصمت أكبر يمارسه المجتمع الذي اعتاد من فيه على كل أنواع الظلم والقهر والغبن و«السلبطة».
منى أبو حمزة، سيدة الشاشة وجميلتها، دخلت بالأبيض والأسود إلى قاعة نقابة الصحافة، بكل وقارها وحسن طلّتها، حزينة العينين، «منكوبة» الروح، إلى جانبها ابنها إياد ووالدتها وأفراد عائلتها.
دخلت واثقة تمشي ملكة بخطوات حزينة على زوج ورجل أعمال وربّ بيت، يقبع بين جدران أربعة، انتقاماً لحسن مسيرة 30 سنة في أروقة شركات البيك..

منى أبو حمزة وسجل عدلي زوجها بهيج
منى أبو حمزة وسجل عدلي زوجها بهيج

لم تنطلق منى بكلمة خلال المؤتمر، بل أوكلت الكلام لشقيق الشيخ بهيج، اللواء الركن المتقاعد رمزي رشيد أبو حمزة، الذي روى وقائع قضائية وقانونية مفاجئة، فيها مخالفات قانونيّة مرعبة، تفضح سياسيين ووزراء ونواب وشخصيات متورّطة في سجن الشيخ بهيج بدون أدلّة وعلى ذمّة التحقيق!
قبل كلمة اللواء رمزي، كانت كلمة لنقيب الصحافة عوني الكعكي، أكّد فيها على دعمه لقضية آلـ أبو حمزة وطالب فيها القضاء بالتحرّك لوقف التدخلات والضغوطات والإفراج عن أبو حمزة سريعاً، قائلاً: «صار القضاء عنّا بلبنان قدر»!
مما قاله اللواء رمزي رشيد أبو حمزة:
– «كنا 3 سنين ساكتين عالظلم، وحاملين وجعنا بصمت، حتى وصلت الأمور لمحلّ صار الظلم والوجع عم يقتلنا عالبطيء»!

نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي وإلى جانبه منى أبو حمزة وشقيقه
نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي وإلى جانبه منى أبو حمزة وشقيقه

– قام بهيج في أول الأزمة، وكبادرة حسن نيّة، برفع السريّة المصرفية عن كل حساباته في لبنان وخارجه وأرسلها للنائب وليد جنبلاط، ووقّع وكالات بكل أسهمه وحصصه في الشركات التي كان يديرها وسلّمها كضمانة لأنّه أكيد من براءته، فجوبه بالرفض!
– سأل شقيق الشيخ بهيج متساءلاً: كيف يتم توقيف بهيج 3 سنوات احتياطياً؟ أي على ذمّة التحقيق بدون حكم؟ وبدون إدانة؟ كيف وأقصى عقوبة في الأمور المنسوبة إليه، في حال ثبوتها، هي 3 سنوات؟
– وقال أيضاً: كيف في دعوى منسوب فيها لـِ أبو علي بدير جرم الاحتيال والاستيلاء على أموال، ومنسوب في نفس الدعوى لبهيج الاشتراك في الاحتيال، يستجوب قاضي التحقيق الأول بدير وبهيج، فيطلق سراح بدير، ويوقف بهيج؟ المتهم بالجرم يترك حراً والمتهم بالاشتراك يتم توقيفه؟
– ومما قاله: بهيج أبو حمزة موقوف منذ 3 سنوات احتياطياً في 15 دعوى مقامة ضده، هل تصدّقون؟
منى أبو حمزة: نعم تحمّلت عذابات وإهانات!

منى أبو حمزة أكدت أن زوجها بريء من كل التهم
منى أبو حمزة أكدت أن زوجها بريء من كل التهم

بعد المؤتمر، اقتربنا من منى التي سجّلت موقفاً مما يحصل وقالت حرفياً التالي:
– نحن نستغيث اليوم، برسم أهل الإعلام والصحافة. أنا أتلقى عشرات الاتصالات من قضاة نزيهين، قضوا عمرهم في تحسين وضع القضاء اللبناني، يراقبون الوضع الحالي، ويشهدون على ضياع جهودهم وإنجازاتهم سدى.
نطالب اليوم في مؤتمرنا بأن يرفعوا أيديهم عن القضاء، وعن العامود الأساسي في بناء مطلق أي بلد. صار أي مواطن عاديّ، يشعر بأنّ لا سقف لديه، وأنّه يمكن أن يُسجن في أي وقت، فيما لو رفع عليه، شخص لديه «ضهر»، دعوى قضائية.
– القضية تتخطاني أنا وأولادي وصارت قضية عامة. السؤال اليوم: القضاء إلى أين؟

والدة منى أبو حمزة
والدة منى أبو حمزة

– محامون وقضاة شرفاء، يطالبون بأن يتم رفع يد السياسة عن صرح القضاء، وهناك تململ كبير في الأوساط. كيف نكتب (العدل أساس الملك)، «كيف بدو يكون في ملك بلا عدل»؟ القصة ليست قصة بهيج وقصتي، بل هي قصة أجيال سبقتنا وأجيال ستأتي بعدنا. هل المطلوب أن ندمّر الدولة من أساسها، من أجل تصفية حسابات شخصية؟ يجب أن نعيد بناء هذه الدولة، حتى لو كان ذلك على حسابي وحساب عائلتي وزوجي «ما عندي مشكل».
– حاولنا كثيراً التواصل مع جنبلاط، وجوبهنا بالصدّ. لكنّه في آخر إطلالة له، وحين سئل عنّا ردّ: «دخيلك ما تجبلي سيرتو» وكأنّه يحكي عن شيء مُقزّز أو مزعج. «ونحنا منقول ما بقا تجيبلونا سيرة الفساد، بدنا بلد منيح»!
– ولدى سؤالنا عن الرسالة التي توجهها لبهيج، قالت منى:

إياد أبو حمزة
إياد أبو حمزة

«شايفة حالي بزوجي» وما يجعلني أتحمّل كل شيء، من عذاب و«حكي» وعذاب وإهانات طالتني شخصياً، هو هذا (وتشير إلى السجل العدلي الذي تحمله بين يديها). بهيج كان طوال 33 سنة من العمل، وفي كل مشروع أو ملف يدخله، يحتفظ فيه بفواتير الكهرباء والمازوت حتى، كان دقيقاً بشكل لا يرتكب خطأً ولا يترك خلفه أثراً يمسكون عليه، ولذلك لم يستطيعوا إدانته بشيء.
قال وليد جنبلاط عبر الـTwitter عن دموع ابنتي، بأنّها دموع تماسيح، «اسم الله عليها بنتي، إذا بتعرف تعمل دموع تماسيح» إذاً يجب أن نحكي لها أحد المنتجين لينتج لها مسلسلاً. ابنتي صارت خارج البلد، لأنّها كانت تنده لي صباح كل يوم، لأفتح لها زجاجة المياه، «لأنها ما بتقدر تفتحها وحدها، من يلّي عملوه فيها وببيها». إن كانت هذه هي دموع التماسيح، فما هي الدموع الحقيقية؟

وقالت توجه كلامها للفاسدين في لبنان من الطقم السياسي: اتركونا، هجّرتم نصفنا وأحبطتم نصفنا، وما زالت الطبقة الفاسدة هي «اللي ماشي حالها».

شقيق بهيج أو حمزة
شقيق بهيج أو حمزة
عوني الكعكي يلقي كلمته
عوني الكعكي يلقي كلمته
منى أبو حمزة تستمع لشقيق بهيج أبو حمزة
منى أبو حمزة تستمع لشقيق بهيج أبو حمزة
نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي وإلى جانبه منى أبو حمزة وشقيقه
نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي وإلى جانبه منى أبو حمزة وشقيقه
والدة منى تساندها
والدة منى تساندها
Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار