ميليسا

تحوَّل الموسيقار إلى سكرتير الست!

مغنية قضت على غريمتها المطربة الشهيرة بالطلاسم

إنساقت خلف أهوائها فحوَّلت حياة المطربة إلى جحيم

كتبت له الطلاسم على الطعام

أهملته بعد أن أجرى لها توكيلاً عاماً فهام على وجهه في الشوارع

تخلّى عن أم أولاده ولحق بالمغنية وصار خاتماً في إصبعها

حين نقول كلمة سحر، يتبادر إلى أذهاننا على الفور، أنّها مجرد كلمات، أو خزعبلات، لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وتكون المفاجأة حين نلتقي من عانى من السحر وتحوَّل إلى ضحية.

فنانون يعيشون صراعاً من عذاب الجن، أصبحت حياتهم جحيماً لا يُطاق، وكُثر النجوم الذين يُعتبرون من الزبائن الدائمين للسحرة، والمفارقة، أنّ معظمهم من الفئة العليا، ومن سادة المجتمع، وهم نجوم في عالم الفن والأضواء، يغلِّفون حياتهم بالإبهار، لكنّهم يعيشون جهنّم.

الحكاية الأولى

بطلتُها مطربة معروفة عربياً، تحوَّلت إلى ضحية، بعد سيطرة الجنّ عليها، من قبل مشعوذ شهير. الفنانة اعتزلت حياة الأضواء، بعد أن  تمكن المشعوذ من تغيير حياتها، بإيعاز من مغنيته التي صارت الآن شهيرة، لكنّها كانت لا شيء، قبل أن تلجأ إليه. وكانت المغنية تنافس المطربة على عرش النجومية، ولم تجد وسيلة لإزاحتها من الطريق، إلا بلجوئها للسحر، أُسوة بعدد كبير من نخبة المجتمع والفن، الذين يعتمدون السحر في حياتهم، والناس لا يعرفون أنّ معظم من تحيط بهم تلك الهالة، ما هم إلا «ناسٌ من ورق».

لكن ما قصة الفنانة مع غريمتها؟ وما علاقة الساحر الشهير بها؟

ساحر

كانت مطربة معروفة، والكل يتوقع لها المزيد من النجاح، لأنّها تتمتع بكل مواصفات المطربة الحقيقية، إضافة إلى سمعتها الطيبة، وصيتها الحسن بين الناس. كبار الملحنين والشعراء، قدّموا لها أجمل الأعمال وأهمَّها، فحققت نجاحات مذهلة. كان كل شيء يسير على ما يرام، ولم تتخيَّل المطربة الشابة يوماً، أن تقتنص زميلتها المغنية الفرص، بعدما أصبحت أغنياتها بين ليلة وضحاها تتردد في جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت المطربة عملاقة بشهادة كبار النقاد، وتملك قدرات تؤهلها لتتربع على عرش الغناء. كل هذا جعل زميلتها المغنية تثور، وتفقد صوابها، ولا تجد لنفسها مُعيناً، إلا الساحر الشهير، الذي لجأت اليه، فأقامت معه علاقةً مشبوهة. وأكدت المطربة الغائبة عن الأضواء الآن، أنّها لم تتوقع أن تقف زميلتها وابنة بلدها، لها بالمرصاد، عقب كل حفلة تُحييها، وأنّها تفاجأت بها تُحيك لها المكائد، وتحاول رشقها بأبشع الشائعات، غير أن التزام المطربة، كان يحميها من سموم المغنية الصغيرة، التي فاض بها الكيل، بعد أن شعرت بخطورة وجود الأولى على الساحة، فبدأت المعارك تنشب بينهما، وتظهر للعلن، حتى توعدت المغنية غريمتَها بالقضاء عليها مهما كلَّف الأمر.

وجه جميل

المطربة: بدأ الخمول يصيبني، ما عدت أطيق البقاء في مكان واحد

تقول المطربة المعتزلة: لجأَت منافِستي لصديقها الساحر، كي يزيحني عن دربها إلى الأبد. صرت أشعر أنّ الدنيا تضيق بي، وبدأ الخمول يصيبني، ما عدت أطيق البقاء في مكان واحد، مللت حياة الفن، فصارت تعترضني أمور مريبة، ومشكلة تلو الأخرى، حتى عزمت على هجر الأضواء والفن، دون سابق تصميم. وسط ذهول الجميع تركتُ الغناء الذي أعشقه، ولم تمر فترة على اعتزالي، حتى بانت الحقيقة لي، وعلمتُ أن المغنية، هي وراء ابتعادي عن الساحة، بعدما استخدمَت كل أنواع السحر الأسود ضدِّي. كانت المفارقة أن أعرف من صديقة لها، غدرت بها بعد أن أمّنتها على بيتها وعائلتها، فكانت النتيجة أن خطفت منها زوجها ودمَّرت حياتها وكانت السبب في طلاقها.

مغنية

ذات الصوت المسحور

وتضيف المطربة: المشعوذ يُعدّ من أكبر العاملين في تسخير الجن، وأؤكد لكِ أنه شهير في السحر الأسود السُفلي. يقرأ للمغنية الشعوذات على المياه لتغسل وجهها، كي تكتسب بشرتها بريقاً، ويوفِّر لها، إلى جانب الجمال، كل المال والحب والقبول. وعندما قررتْ دخول عالم الغناء، وعدها بأن يُشرع أمامها الأبواب المغلقة، ويُدخلها عالم الأضواء من أوسع أبوابه، ويجعلها نجمة غناء أولى. وكان الساحر يستخدم خبراته في السحر، لمساعدة المغنية على تحقيق حلمها. فيُحضر لها قطعاً من الرصاص، وكلمات الأغاني التي ستؤديها، ويطلق بخوره حولها ويردد تعاويذه، ثم يؤدِّي طقوسه، وينقش على الرصاص كلمات سحرية، مُرفقة ببعض كلمات الأغاني. وكانت المغنية تنطلق لتغني بثقة، ليخرج صوتها المسحور فيسلب الألباب. كما سخَّر لها المشعوذ سحره، في مجالات الصحافة والحفلات، وشركات الإنتاج، لتصبح نجمة مشهورة في العالم العربي.

تتابع المطربة: حوّلت هذه المغنية حياتي إلى جحيم، وقضت على مستقبلي، بغيرتها العمياء، وكيدها وأهوائها الشيطانية وممارستها للسحر.

أما الموسيقار المعروف، فله قصة أيضاً مع السحر. قصة مثيرة استمرت لسنوات، ولم تنته فصولها قبل أن ينفصل عن زوجته، وتتدمر حياته بالكامل.

كان على علاقة عادية بمغنية، لكنّه وجد نفسه فجأة يميل إليها، فإذا غابت عنه اشتاقها، وإذا انقطعت عن مهاتفته يطير صوابه.

أسرار النجوم

يوماً بعد يوم اكتشف أنه أسير حبها، وراح يُغدق عليها بأجمل الألحان، ويساعدها في تعزيز اسمها ومكانتها في عالم الغناء، ثم قدَّمها في عدد من الحفلات الكبرى، والمهرجانات الدولية، وحوَّلها إلى نجمة غناء شهيرة. وحين تملَّك به العشق، طلَّق زوجته أم أولاده وارتبط بالمغنية، التي بدأت تضع عليه شروطاً تعجيزية، كي تقبل الزواج منه. فقدم لها  كل أوراق اعتماده، وعقدا قرانهما، ليفاجأ الوسط الفني بزواجهما السريع، خصوصاً وأنّهما كانا ينفيان أي علاقة تربطهما.

تحوَّل الموسيقار الكبير بعد الزواج، إلى مدير أعمال للمطربة، وسكرتيرها الخاص، ومرافق لرحلاتها، ونسي أنّه الملحن الكبير، وله اسمه وثقله في الوطن العربي. بات لا يرفض لها طلباً، حتى لو طلبت منه لبن العصفور، وكان يسخِّر كل علاقاته مع المسؤولين في محطات التلفزيون، والقيّمين على المهرجانات الكبرى، كي تُكسب محبوبته مزيداً من السلطة والأضواء.

أهمل طليقته وأولاده، لكنّه في يوم شعر بالشوق لأطفاله، فقصد منزل العائلة، ليُمضي معهم بضع ساعات، لكنّ المغنية فاجأته باتصالها وثورتها العارمة، وعلى الفور أغلق الهاتف معها، وبدا أمام أولاده مثل طفل صغير، يخشى عقاب أمه.

بعد ساعة كان ماثلاً أمامها، وراحت تنهال عليه بالتقريع واللوم.

ومذاك سيطرت عليه تماماً، وكان كلَّما سألها عن أسباب منعها له من رؤية أولاده، تحججت بأنّها تغار عليه، وتخاف من فتنة طليقته.

إعترافات خطيرة

ذُهل كل من في الوسط الفني، لتبدِّل حال الموسيقار، خصوصاً حين انفصل عن أم الأولاد، التي ارتبط بها عن حب. وهي كانت تحدَّت أهلها، الذين رفضوا أن تتزوج ابنتهم من فنان، وفوق ذلك فهو غريب وليس من بلدها، (هي لبنانية وهو عربي).

 وكان الزواج قد تم تحت إصرارها، حتى أذعن الأهل لرغبة ابنتهم مجبرين، لا مخيّرين.

مرّت الأيام، وأحوال الملحن في تراجع، بينما أسهم زوجته في تقدِّم مستمر. وكان يزداد تعلقاً بها، ويتصرف تجاهها بسذاجة، كشاب مراهق وقع لتوِّه في الغرام.

وكانت المطربة تستخدم كل أنواع السحر، لتسيطر عليه أكثر، وكان كل همها بعد النجومية، أن تأخذ ما أمكن من رصيد الموسيقار، الذي صار يشعر تدريجياً بأطياف، وصفها بالأشباح تطارده باستمرار، حتى وصل إلى درجة الإنهيار.

اعتكف الملحن في منزله، منفصلاً عن العالم، بعد أن وقعّ توكيلاً شاملاً لزوجته المغنية، التي ما أن حصلت على توقيعهِ، حتى أهملته تماماً، فراح يجوب الشوارع هائماً.

علمت عائلته بحاله، وأيقنوا أنه يعيش دوامة من الضياع، فتملّكهم الحزن لما أصابه، وسرعان ما أُدخل المستشفى، لكنّ الأطباء يئسوا من حالتهِ، فأجمعت العائلة على قرار سفرهِ إلى الخارج وهكذا كان.

يعترف الموسيقار بعد سنوات من التجربة المريرة، أنّه وعقب عودته إلى بلده، كانت العلاقة شبه مقطوعة بزوجته الساحرة. وكلّفه طلاقه منها الكثير من صحته، وثروته التي جمعها، على مدى سنوات، بتعب ومثابرة.

ويروي أنّه علم فيما بعد، أنّ المغنية لجأت للسحر، وحكى لنا كل الحكاية، وفسّر لنا ما فسّره له الشيوخ المؤمنون، ببطلان مفعول السحر الأسود بعد مدة من الزمن، إذ ينقلب السحر على الساحر، حسب اجتهادات المتابعين ومنهم شيوخ مشاهير.

لكنّنا لم نصدق، لأنّ المغنية الساحرة، ما تزال نجمةً كبيرة، ولم يرتدّ عليها السحر، بل هو، أي الضحية، أي المسحور، هو من خسر كل شيء، لأنّه لم يكن يحمي نفسه بالإيمان والمعرفة. ولأنّه لم يُقاوم رغباته، التي كانت تمليها عليه قوى الشر.

وبعد.. ماذا عن سيدة المجتمع وعلاقتها بالمشعوذ الخطير؟ jتابعوا معنا

ابتسام غنيم

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار