لا شكّ أنّ سيرين عبدالنور امرأة جميلة جداً وتُتقن فنّ تقديم نفسها، وإلا لما صنعت اسماً مهماً ونجومية كبيرة، لكنّ الجميلة غالباً لا تلجأ لإثباتات على جمالها، ولا تستخدم الإثارة لتلفت النظر إليها، فجمالها وحده كافٍ في جعلها محطّ انتباه، وعندما تفعل ذلك، أي عندما تهرع خلف الإغراء بأي شكل من أشكاله، فإنّها بذلك تخفي شيئاً أو تعوّض نقصاً ما، ولا نقول أنّ سيرين ينقصها شيئاً، بل أنّها تُخفي في كليبها الجديد لأغنية (بحبك يا مهذب) نقصاً ما، تعوّضه بالجرأة التي تعتمد عليها في أكثر من مشهد، وهي التي نادراً ما استخدمت هذه العناصر لتشغل الرأي العام.
الكليب جيد، وسيرين تبدو جميلة، والصورة أنيقة، والألوان «غير شكل» لكنّ بعض المشاهد Deja Vu، كمشاهد رقص سيرين لحبيبها والتي رأيناها في أفلام وكليبات كثيرة، أكثر حتى من عدد خصل شعر رأس سيرين نفسها، كما مشهد هروبها من حبيبها أمام القارب ومشاهدهما معاً على القارب وسط المياه، وتلك التي يلاحقها فيها في السوق، وحتى مشهد المقهى والصراع الذي تتسبّب به فهو أيضاً لا جديد فيه، لكنّ نسبة خفة الدم العالية في العمل تجعلنا نتعالى على كل ما ذكرناه آنفاً، ليبدو العمل «مهضوماً».
ما لاحظتُه في الكليب، هو أنّ سيرين تلعب على وتر الإغراء والإثارة والجرأة في أكثر من مكان فيه، وهذا ما يُعدّ غريباً عليها، فقد رأيناها في أكثر من لقطة تتغاوى، وفي لقطة ملقط الغسيل تبالغ في إغوائها لحبيبها، وفي لقطات رقصها له تبدو مثيرة، ولكنّ ردود فعله المأخوذة Close Ups من قِبل المخرج حسن غدار فهي Over قليلاً وتوحي بالكثير من الشهوانية والتطرف في الرغبة والجنس.
كله لا يعيب العمل، بل يُقدّم مادة فيها منسوب الجنس عالٍ، «Which is مش غلط»، لكن هل يُشبه هذا الجو سيرين؟
أم أنّها اختارت أن تصدمنا وتُقدّم نفسها بشكل جديد، طالما أنّها تلعب دوراً في الكليب، أي تمثّل، أي ترتدي شخصية لا تُشبهها وهذا حقها؟
وهل صحيح ما غمز إليه أحد الأصدقاء، بأنّ صورة Cover الكليب التي تجمع سيرين بالموديل، يبدو فيها شبيهاً جداً ليوسف الخال، وكأنّها ترغب بأن تردّنا إلى أيام (سارة) ونجاحاتها؟
ولمَ اختارت سيرين Model أصغر منها بسنوات، فبدت أمامه كبيرة؟
أسئلة كثيرة تُطرح، لكن الأهم أن نتمنى لسيرين التوفيق، وأن يُعطها الله «على قد نواياها» كما يعطي كلّ منا على قدر نواياه.
علاء مرعب – مكتب بيروت