ضربت المطرب بالصرماية وتعاطيت كل أنواع الحشيش والماريغونا.

لم أشعر بأنوثتي مع زوجي الأول، والثاني طلقني، والثالث كان قواداً

أبحث عن السترة وأريد لإبنتي حياة بيضاء.

ماريان فتاة عراقية اسمها الحقيقي (ن) عمرها اليوم 33 سنة، عاشت في لبنان منذ فترة طويلة، جاءت تبحث عن لقمة العيش بعد أن ضاقت بها الدنيا وذاقت مرها، فساقها التيار إلى الغرق في أعماق الخطيئة، رامية وراءها الملامة والعتاب مواسيةً نفسها أن الآتي سيكون أجمل، ولكن ما هي قصة ماريان وما الذي دفعها لتعمل في الدعارة؟

التقيتها قبل سنوات وطلبت منها التسجيل لمعرفة الأسباب التي قادتها للخطيئة، رفضت التسجيل، وبعد جهد جهيد قبلت أن أصورها بلقطة جانبية، بعد أن وافقت أن ندردش، وأخبرتني عن قصتها ومعاناتها، لائمة أهلها أولاً، ونفسها ثانياً، سائلة الرب أن يكون إلى جانبها، لتعيش حياة كريمة وبشرف بعيداً عن كوابيس الماضي وأشباحه.

البداية

تقول ماريان: نحن عائلة مكونة من سبعة شباب وأربع بنات وأنا أصغرهم، والدي كان عسكرياً في الجيش العراقي، وأمي كانت تبيع السجائر، كنا فقراء والمال لم يكن متوفراً كثيراً لدينا، لكننا كنا نعيش مثل كل العائلات المستورة، كان لدي هواياتي مثل كل الأطفال، وكنت أحلم أن أصبح دكتورة، وأتزوج من ضابط، لكنني كرهت الدراسة بسبب عنف والدي الذي كان يضربني ويمنعني حتى من البكاء، كان قاسياً وعنيداً لكنه كان يحبنا وقلبه كان طيباً بالرغم من قسوته، لكن أمي لم تستطع تحمل طباعه فتطلقت منه.

هل تعرضت للتحرش عندما كنت صغيرة؟

– (ارتبكت ثم قالت) نعم من أبناء الجيران، لكن لم يكن تحرشاً من النوع الثقيل، بل مجرد مداعبات، والمحاولات الفجة لم أكن أستجيب لها لأن أمي كانت توصينا دائما أن لا نسمح لأحد، بالإقتراب منا وعلينا التنبه دائماً.

ماذا حصل بعد ذلك؟

– في سن الـ 16 سنة، تقدم أبن عمي لطلب يدي، كان عمره 21 سنة، رفضت، لكن أمي وأخوتي أقنعوني بالزواج منه، وصاروا يقولون لي "الزواج حلو وكل بنت بتتمنى تتزوج" فوافقت مكرهة.

كيف كانت ليلة زفافك؟

– أسوأ ليلة في حياتي "كنت هبلة وما بعرف شي" لم أشعر بأي شيء ممتع طوال فترة الزواج، كنت أفعل ما يطلبه مني زوجي كواجب لا أكثر ولا أقل، وحملت، ولم يكن راتبه يكفينا، ولم يكن يريد البحث عن عمل آخر، فطلبت الطلاق وذهبت عند أهلي "وانا شايلة ببطني بنت" وحين أنجبتها لم يسأل عنها، عشت في بيت أهلي لخمس سنوات، كنت أتعرض للإهانات من بعض أخوتي وللحب من بعضهم الآخر.

ماذا حصل بعد ذلك؟

– نشبت حرب العراق، وسقطت بغداد، فذهبنا للعيش في الأردن، وهناك تعرفت على شاب سوري اسمه (خميس يوسف) يعمل في "العمار" – البناء- وقلت له إذا أردتني، تعال إلى منزلنا وأطلب يدي من أهلي، وهذا ما حصل بالفعل.

ووافق أهلك؟

– والدي عارض الفكرة لأن العريس لم يكن عراقياً، وحين أصريت على موقفي، وافق وتزوجنا، وعشت معه أجمل أيام حياتي وشعرت بأنوثتي وأحببته ولكن "يا فرحة ما تمت طلع مجوز من امرأتين وعندو سبع ولاد"

ماذا فعلت؟

– قضيت معه 17 يوماً بعد زفافنا وعندما أخبرني الحقيقة وقال لي إنه يريد أن يُسافر ليرى عائلته، لم أمانع لكنني لم أخبر أهلي وذهب ولم يعد. وبعد مرور فترة على غيابه أضطررت لأخبر أهلي الحقيقة، وذهبت مع أمي للبحث عنه في حلب، وصلنا إلى منزل والده بعد أن بحثنا كثيراً، والتقيت بوالده وأخبرته ماذا فعل ابنه بي، فتعاطف معي واتصل بابنه وطلب منه القدوم فوراً، وعندما تواجهنا قلت له أني مستعدة للبقاء على ذمته شرط أن تكون ابنتي معي لأنه لم يكن يرغب بوجودها أبداً، فلم يوافق، وطلقني بالثلاثة (تغص وتدمع) صُدمت حينها وأغمي عليّ، لكنني اكتشفت لاحقاً أن زوجتيه أكبر وأقبح منه لكنهما كانتا تصرفان عليه لأنهما ميسورتان "بس أنا شو بدو فيني"

الزواج الثالث قصة ضياع وتشرد

سكنت بعدها في سوريا؟

– سكنت في حمص، وبدأت البحث عن عمل، وأمي عادت إلى الأردن، لتبقى إلى جانب ابنتي، وفي حمص تعرفت على رجل عمره 55 سنة طلبني للزواج قلت لنفسي أريد أن أعيش بعيداً عن الفقر والمعاناة، فتزوجته، اشترى لي الملابس والذهب، وكانت طلباتي مجابة، دللني كثيراً، وبعد شهرين علمت أنه تزوج قبلي أربعة وطلقهن واحدة تلو الأخرى، ثم كانت الصدمة عندما علمت أنه (قواد) يتزوج النساء الفقيرات ليتاجر بهن، شعرت "انو الدني مقفلة بوجي"، زوجي الأول كان ظالماً، والثاني مزواجاً، والثالث قواداً، وعرفت في قرارة نفسي أني أمام خيارين أحلاهما مر،ّ فإما أن أتطلق للمرة الثالثة، أو أن أبقى بكنف قواد، فاخترت البقاء عنده، لكن حساباتي كانت خاطئة، فقد أجبرني على العمل في الدعارة وتاجر بشرفي، وأنا استسلمت للأمر الواقع.

كنت تتجاوبين مع الرجال بسهولة؟

– أبداً حتى أن أحداً منهم لم أسمح له بتقبيل شفاهي.

كيف تخلصت منه؟

– في يوم، كنت في المنزل، أتى إبن زوجي ليأخذني وزوجته في مشوار، فتعرضنا لحادث سير ومات إبن زوجي، وهنا شعرت أن الله انتقم لي، وقلت له حينها: "الله اخد ابنك متل ما سرقتلي شرفي وحياتي" وبعدها استطعت الهروب، لأنه كان غير مهتم بما يدور حوله، كان منهاراً على ابنه. تهت في شوارع حمص وأنا أحمل حقيبة يد فيها القليل من المال، فلحق بي ثلاثة شباب أرادوا العبث معي، لكني رجوتهم وطلبت منهم الأمان، وأخبرتهم أني هاربة من زوجي، فأشفقوا عليّ وعاملوني بلطف وأعطوني بعض المال، وإستطاع أحدهم أن يُدخلني إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وأعتقدت أنه بمجيئي إلى هنا سأعمل بسهولة وسأنتهي من تلك العلاقات غير الشريفة.

أين عشت في لبنان؟

– استأجر الشاب السوري شقة لي، وأجبرني على العمل كفتاة ليل في إحد الأوتيلات، ولم يكن لدي خيار آخر. أنا في بلد غريب وأوراقي لم تكن قانونية ولا أملك شهادات أو كفاءات للعمل، فخضعت مجدداً للأمر الواقع بعد أن جنى زوجي عليّ، وضيع مستقبلي وشرفي.

ألم تحاولي الهرب؟

– أكيد، وذلك عندما أخذني ذات يوم إلى منزل فيه مجموعة من الرجال، وكان يوجد رجل ينادونه (العم أحمد) فأخبرته بقصتي وشرحت له وضعي، وأني مجبرة على معاشرة الرجال، وأنا لا أرغب بذلك، فتعاطف معي وطرد الشاب السوري من المنزل وخلصني منه.

فضائح وحقائق

أين عشت بعد ذلك؟

– عشت في بيت (العم أحمد) وصرت أتعرف على الناس، ويوماً بعد يوم إستقرت أوضاعي في لبنان، وصرت أذهب للسهر في الملاهي، وأشرب وأسكر وأندب حظي، أحياناً أبكي، وتارة أضحك، لا أعرف أي مستقبل ينتظرني، فقررت أن أمشي بهذه السكة بمحض إرادتي، وأتخلى عن كرامتي وشرفي، وصرت أخرج مع الرجال وأتقاضى أموالاً لقاء أرضاء رغباتهم، ولم أعد أبالي بشيء بإختصار "بعتها وقلت على الدنيا السلام" ومع أجواء الكيف والسهر، تعرفت على المغنية (…) من خلال صديقها، وصرنا صديقتين، وفي إحدى السهرات طلبت مني أن أصورها وهي مع صديقها في السرير، حتى يظل الفيلم كورقة جوكر بين يديها لأنه كان يخونها، "كنا كلنا سكرانين ومش واعيين" وصورتهما معاً، لكنه سرق الفيديو وباعه بالرخص بـ 100 الف ليرة، وإنتشرت الفضيحة بالصحافة والقضاء، وطلبت مني المغنية الشهادة لصالحها لكني رفضت.

لكنك تظهرين بالفيديو بلقطة سريعة؟

– "ايه ممكن، مع انو القصة من الأول كانت لعب بلعب وقلبت لجد وقضايا بس الي نزل على الانترنت ممنتج"

كانت المغنية تحب صديقها؟

– جداً على عكسه تماماً

لك علاقات مع فنانين معروفين؟

– لن أجيب

(وبعد الحاح مني ذكرت لي بعض الأسماء وإستحلفتني بعدم نشر أو حتى ذكر أسمائهم فأقسمت لها بذلك وقالت)

– يوجد مطرب كبير وشهير جداً "وشكلو حلو" التقيته مرة وطلب مني ممارسات شاذة، لقاء الكثير من الأموال ومنها ضربه بـ "بالصرماية" وتعذيبه أثناء ممارسة الجنس معه، ويوجد نجمات سحاقيات كثيرات شهيرات طلبن مني إقامة علاقات معهن، مقابل مبالغ كبيرة لكني رفضت "تفه شو هالقرف" أنا أكره الشذوذ وأرفض ممارسة الجنس الجماعي.

واليوم كيف تعيشين؟

– قطعت علاقتي بكل الرجال الذين كنت أعرفهم، وأعيش قصة حب مع شاب من لبنان، لكنه فقير جداً. سأسافر إلى سوريا لأتطلق وأعود وأتزوج ممن أحب حتى "لو عشت على الحصيرة"

بعد هذا اللقاء سافرت ماريان إلى سوريا، ومن يومها لا أحد يعلم عنها شيئاً.

كانت في لقائها تتكلم بعفوية لكنها أخفت أموراً كثيرة لا تجرؤ على الإفصاح عنها حتى لنفسها، لكنها قالت لي، إنها كانت تُصلي عندما كانت صغيرة وعندما كبرت أقلعت عن الصلاة لأنها ترفض أن تعيش حياة مزدوجة، وأن في داخلها إحساس أن الله سينتشلها من هذا الجحيم الذي عاشت فيه، والسؤال هل وجدت ماريان لنفسها سبيلاً للعبور إلى حياة شريفة؟

وماذا حصل بها، وأي مصير لاقته في سوريا؟

هل ضاعت في سوريا مجدداً بسبب الحرب، وهي التي كانت تتوق لحياة شريفة ولتأمين مستقبل أبيض لوحيدتها؟

تحقيق/ ابتسام غنيم

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار