فشل مسلسل (الأخوة)، ولم يحقق النجاح الذي كنا نتوقعه.

الأعمال السورية غالباً ما تحقق نجاحاً مدوياً، فكيف إذا سُخّر للعمل كل هذا البذخ في كمية الأبطال والدعم الإعلامي بالإضافة إلى الحملة الترويجية التي لم يستحقها المسلسل لكن اسم النجم الكبير تيم حسن كان مغناطيساً لا يقاوم وكعادته جرنا كلنا إليه ونحن ممنونين.

ورغم الأسماء المهمة المشاركة إلى جانب التيم أمثال رفيق علي أحمد، كارمن لبس، نادين الراسي، كارلا بطرس، أمل بوشوشة، قيس شيخ نجيب، باسل خياط، عبد الهادي صباغ، محمد حداقي، لينا دياب وغيرهم. لكن كل هذه الجمهرة من الأسماء الشهية لم تشفع لسخافة النص في حبكته أولاً.

الحلقات الأولى لم تكن سيئة، لكن لاحقاً تعرضنا لخيبة كبيرة، لأن لا جديد في العمل إلى التكرار واستهبال المشاهد حتى أنني حتى اللحظة لم أفهم كيف أن أخوة عاشوا عمراً مع بعضهم وواحدهم يتحدث المصرية بطلاقة دون الآخرين! (هذا مثل بسيط لكنه يقف أمامي في هذه اللحظة).

يطول الحديث كثيراً خلال النقاش عن الأسباب الحقيقية لعدم نجاح العمل، الذي كان يفترض أن يكون كبيراً وضخماً وتجربة تُضاف إلى السجل الذهبي للممثلين الأبطال والمشاركين، لكن تجربة الأعمال الدرامية العربية الطويلة لم تحصد النجاح المطلوب رغم كل المحاولات لتقليد التركي التركي والمكسيسكي والأميركي. حتى أن مسلسل روبي الذي تشدقوا فيه كثيراً فلم يستطع أن يصنع بطلاً عربياً واحداً ولو أخذنا سيرين عبد النور مثالاً على ذلك لفهمنا أن سيرين لم تحقق نجوميتها الصارخة إلا بعد (لعبة الموت) ولم يكن روبي إلا محاولة ناقصة.

كنا في المكتب نتحاور حول سبب فشل الأعمال الطويلة أي فشل العرب في تقليد الغرب ولفتني كلمة رمتها رئيسة التحرير ومشت فقالت: (نفَس العربي قصير.. نحن أهل الديوان، أي أهل القصيدة، ولسنا نتقن فن الرواية لأسباب تاريخية سيكوسوسيولوجية..) وقالت: (نحن العرب شعب انفعالي لا يقوى على اتقان فن الصناعة التي تحتاج إلى طول باع وإلى تخطيط واستراتيجيات وتحتاج أيضاً إلى ثقافة الـ Team work وكل ذلك غير موجود عنا لا في السياسة ولا في الفن ولا غيره) وقالت: لو مررنا في حالة إحصائية عشوائية على الرواية العربية لوجدناها خجولة أمام الرواية الأجنبية وأهمها الرواية المُنتجة في أميركا اللاتينية وستلاحظون معي أن البطل الذي يتسيد الساحة العالمية الآن هو باولو كويلو وليس أي عربي ومعه تعيش في الـ Best seller دانيال ستيل وشيلدون وغيرهما حيث لا تنتهي الاسماء) وقالت: الرواية أي المسلسل الطويل المؤلف من مائة حلقة يحتاج إلى مناخات آمنة، ونحن العرب نعيش منذ 2000 عام الموت والقتل والدمار.). وقالت: (على نجومنا أن يرفضوا أي نص لم يقرأوه من الألف إلى الياء خصوصاً التيم حسن قيس شيخ نجيب، باسل خياط، عبد الهادي صباغ، محمد حداقي، رفيق علي أحمد وكارمن لبس وكلهم من كبار المثقفين) وقالت: أما نادين الراسي فعليها أن تستعين بثقافة زوجها كي يقرأ لها النص بدل كلام الشوارع الذي يتلفظ به. وإني أشعر بالحزن على نادين لأنها أكبر من دورها وهي ممثلة من طراز محترم ولا استطيع أن أنسى المشهد الذي تسلمت فيه جثة طفلها ووقفت بوجه عابد فهد تتحداه في الأداء وتتفوق عليه)

في الوقت الذي كنا نتحدث فيه عن الأسباب الحقيقية لفشل العمل، وصلت إلى مكاتبنا رسالة صحفية، تتضمن خبراً عن أغنية النجمة اللبنانية إليسا، وهي عبارة عن تتر مسلسل (لو).

في الخبر المُرسل رأينا كلمة (النص من إعداد) وتوقفنا جميعاً ننظ إلى بعض ليتأكد لنا أن لا كتاب عرب لثلاثين حلقة كي نصل إلى هذا الإفلاس في كتابة القصة!

أليس لدينا أي قصة لنرويها فنعد قصصاً من كتابها الأجانب؟.. يا حيف!

ملكون كرابتيان

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار