منذ 10 سنوات أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مذكرة إدارية قضت بإعلان الحداد الرسمي على المناضل الإفريقي نلسون مانديلا:
وجاء في قرار رئيس الحكومة أن لبنان يعلن حداده الرسمي على الإفريقي نلسون مانديلا، حيث تنكَّس الأعلام فوق سطوح وشبابيك الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدَّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزة بما يتناسب مع أهمية هذا الرمز الكبير لحركة التحرر الإفريقية والعالمية، وذلك يوم الثلاثاء الواقع فيه 10/12/2013 في أثناء القداس لراحة نفسه في الهواء الطلق في ملعب كرة القدم في جوهانسبرغ.
هذا القرار الرسمي الذي أصدرته دولتنا الكريمة، أثار جدلاً كبيراً بين المواطنين اللبنانيين الذين رفعوا أصواتهم عالياً لإعلان الحداد الرسمي على الراحل الكبير وديع الصافي الذي رحل وحيداً وعاش كريم النفس ورفع اسم لبنان عالياً وكان مناضلاً في الثقافة والوطنية والأخلاق والكرم والدفاع عن هوية وشرف لبنان وشعبه.
وكان الشعب اللبناني توسل الدولة اللبنانية وحكامها ومنهم رئيس الحومة نجيب ميقاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبكثافة غير مسبوقة بإعلان الحدا الرسمي ولو نصف ساعة فقط تكريماً للبطل وديع الصافي يوم رحيله لكن صوت الشعب اللبناني كان في آذان المسؤولين والمعنيين كصوت الذباب المزعج إذ لم يقبل مسؤول واحد أن يرد علينا ولا حتى أولئك الذين مددوا لأنفسهم بشكل غير قانوني ويتنافى مع كل المعايير القانونية والأخلاقية وأقصد بهم الذين يحتلون الكراسي في المجلس النيابي.
وكانت الصدمة في ثاني يوم وفاة العظيم وديع الصافي حين لم يحضر يوم وداعه أي من القيادات ولم يكن عزاؤه إلا أقل من عادي ولم تُجرَ أي مراسيم في ذكرى أربعينه الذي كان قبل أسبوعين.
ولأننا نعرف مسبقاً ردّ الدولة على قرارها الظالم تجاه الصافي، بقولها أن مانديلا كان رئيساً لجمهورية جنوب أفريقيا سابقاً، وأن احدى مواد الدستور اللبناني تشرع إعلان الحداد الرسمي في لبنان على أي زعيم أو رئيس دولة أخرى، فجوابنا هو: إذا مانديلا كان زعيماً سياسياً فالصافي كان زعيماً وطنياً بالأخلاق والرسالة الفنية والثقافية وهو أحد أعمدة لبنان وإن كانوا لا يريدونه كذلك فإننا نسقط قرارهم لأن الشعب يريد.
واذا كان منديلا مناضلاً لوطنة فالصافي كان رمزاً كبيرة للوطنية، وجامعاً لكل اللبنانيين بأغانيه الوطنية وهو من أطلق أعظم شعار لبلدنا (لبنان يا قطعة سما)!
واذا قدّم منديلا تضحيات كثيرة لبلده الذي لا نعرفه فإن وديعنا قدّم روحه وكل عمره لنا نحن ولبلدنا نحن.
لذا نطلب من القراء الذين يحترمون لبنان ونشيده الوطني وعمالقته ورموزه عدم تنفيذ قرار الحكومة انتصاراً للعملاق الراحل وديع الصافي..
سارة العسراوي
)
