كندة حنا

توفي السيّد حنا مرشد حنا، والد النجمة السورية كندة حنا منذ أسبوع، ومنذ فراقه تعيش كندة أسوأ أيام حياتها، فحبيبها وسندها تركها وذهب بعيداً تاركاً إياها بحرقة.

قبل يومين من وفاة والد كندة نشرت له فيديو، على صفحتها على الـ Facebook، ضم صوراً تجمعها به خصوصاً في يومها الكبير، يوم زفافها من المخرج السوري ناجي طعمة، وكأنها كانت تشعر بأن حنّا سيغادر بعيداً ولن يكون متواجداً معها بعد ذلك أبداً.

ما أن توفي العم حنا حتى نشرت كنداً الخبر معلنة عن حزنها الكبير وطلبت من الجميع الدعاء له وأن يسكنه الله فسيح جناته، ووضعت صورة لها وهي راكعة على قبره تبكيه بحرقة وتستعيد شريط ذكرياتها مع الرجل الأول في حياتها الذي كان الداعم الأساسي لها لتحقيق ما هي عليه الآن من نجاح وتألق إلى جانب نجاحها كأم وزوجة.

كندا حنا

انتقد البعض Posts كندة وتساءل كيف لإنسانة حزينة على فقدان والدها أن تمضي معظم وقتها على الـ Facebook وتخبر بالتفاصيل ما يحدث معه ثانية بثانية وكأنها استغلت موت والدها لتعود إلى الواجهة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن كندا تحاول الهروب من واقعها الأليم إلى العالم الإفتراضي ـ إلى مكان لا يعرفه أحداً كي تشكوَ لنفسها حرقتها وهذا يفعله جزءٌ كبير من المفجوعين على عكس الجزء الثاني الذي يغيب تماماً عن الناس فينعزل ويكون بذلك غير واعٍ أنه يحضر نفسه للوقوع في مرض الاكتئاب وهذا ما حصل معنا وشاهدناه بأم عيننا مع الزميلة الأحمدية ما اضطرها لاحقاً للجوء إلى أطباء النفس بين بيروت والولايات المتحدة الأميركية.

حسب العلوم.. ما تقوم به كندا يوصف بالعلاج الوقائي عبر المواجهة والمكاشفة والمصارحة.

كندا حنا

الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية، بادرت واتصلت بكندة لتقف معها وإلى جانبها في حزنها لأنها تعلم جيداً معنى فقدان الأم أو الأب، فهي أصبحت يتيمة الأبوين فتسرع دائماً للوقوف إلى من يواجه رحيل الأهل، وأكّدت كندة لها أنها تعيش أسوأ أيام حياتها بعد رحيل حنّا، وتمنت لو أن هذا الواقع لم يكن سوى كذبة وكان صوتها مكسوراً بل مذبوحاً.

كانت كندة على الهاتف مثل طفلة تئن من الحريق الذي يملأُ روحها فسارعت الأحمدية لتجبر بخاطرها وتهدئ من روعها ولم تسألها أي شيء عما يحصل لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي احتراماً لحالتها التي لا تسمح بسؤال وجواب وبأخذ ورد.

وفضّلت الزميلة رئيسة التحرير أن تنهي المكالمة معها وتقدّمت بأحر التعازي لها ولعائلتها على مصابهم الأليم وأكدت تساندها: “العذراء معك”.

كندا حنا

كندة ليست مدركة تماماً لما تفعله وتؤكد عبر رسالة نشرتها على صفحتها إنها عادت إلى مرحلة الطفولة إلى فتاة تبلغ الثامنة من عمرها تسأل عن والدها الذي غاب فجأة دون أي يودّعها ويلقي السلام عليها، ولا نستغرب عودة (مرحلة الطفولة) عند فقدان الأم والأب يغيب كل الحنين إلى الماضي ليحضر الماضي بكل قامته. الطفل في داخل أهل الفقيد يعودون إلى الوراء.. ولا يأبهون لحاضر أو مستقبل في حالات الاستسلام وهي الغالبة.

كندا ليست النجمة الأولى التي ترغب بالعودة إلى مرحلة الطفولة حيث كانت تتكئ برأسها على كتف والدها لا هموم ولا صعوبات بوجود الدرع الحامي من غدر الحياة.

لم يتوقف الهجوم على كندة حنا، ولم يراعوا المصيبة التي وقعت عليها. بل قاموا بتحقيرها وتكفيرها فقط لأنها مسيحية وليست مسلمة. وخطيئة كنده أنها لم تنكر دينها حين نشرت فيديو من مراسم الجنازة لوالدها، وجنازة المسيحي تختلف عن جنازة المسلم، ونتأسف إننا في القرن الـ 21 ولا نزال حتى الآن نتكلم عن اختلاف الأديان “وديني أحسن من دينك وبيي أقوى من بيّك.”.

كندا حنا

حملات من التكفير قامت ضد كندة ودعوات إلى نبذها وكأنها هي من احتلت العرب وسرقت أرضهم وانتهكت عرضهم..  بعض المتابعين المتشدّدين الذين يشوهون الدين الإسلامي والقرآن الذي يؤمن بمريم. ضربوا بعرض الحائط انجازات كندة في الدراما، وحزنها الكبير وحرية اعتقادها بالسيد المسيح.

كندة فقدت أعصابها وردت بغضب، معلنة للمرة الولى وأمام الملايين إنها مسيحية وليست مسلمة وعلى كل من يهاجم المسيحيين ولم يعجبه الفيديو ترك صفحتها ووصفتهم بالأشرار وكتبت رسالة إلى كل المعجبين على الـ Instagram جاء فيها: “أنا لست ملسمة لكني احترم الإسلام كما أحترم ديانتي وأحترم نفسي أولاً، “رجاءً من كل أصحاب الآراء الدينية التوجه إلى الصفحات ذات الصلة، أنا فنانة ومممثلة لي بيحبني يحبني ع أدائي للشي الي بتقنو، بس الأشخاص الي عم يحاولو يقللو أدب ع صفحتي، فوراً بلوك، وأنا ماعندي أي مشكلة أبعد عن الأشرار والرذالة وأصحاب اللسان المشوه، مشان هيك، إذا هنن مو عاجبن يرحيوني وبشيلو الفولو وبس يشوفوني ما يطلعو علي، بعتذر جداً من الناس الي اضطرت تقرا هاد الشي بس أنتوا شايفين عدم الاحترام من هيك ناس، آسفه كتير، محبتي وتقديري لكل إنسان”.

كندةكند

كندة النجمة الوحيدة التي تجرأت ونشرت مثل تلك الرسالة وتحدّت المسلمين المتطرفين طالبة منهم الإبتعاد عنها وعن دينها. لكن رسالتها “زادت الطين بلة” حتى وصل بهم الأمر إلى التهديد بقطع رأسها (الجملة) التي تتخذها داعش شعاراً لها.

ننشر لكم التعليقات التي أساءت لكندة على الـ Instagram وهدّدتها بالقتل وقطع الرأس:

– مين طالب منك تترحمي عالمسيحيه !!!! خلص عاد قرف

مايجوز تقولون الله يرحمه لغير المسلمين

–  أنت كافرة وملحدة الاسلام احلى شي في الدنيا يسوع هوي مش ربكنربكن ما بتشفوه والله لا شريك له

– الله خلقلقن مخك لا تفهموا انوا تعبدوا الله وتكونوا اسلام

– دين الميسحيه هم يتخذون مع الله ولد هو عيسى بن مريم والله ماله ولد

– ملحدة

– دين الميسحيه كامل مصيره حهنم

– انا تبين صج كرهتك

– انقلعي ولا تتفلسفي مافيه مصدر موثوق إلا القرآن

– موتك صار قريب

– سنفصل جمك عن راسك انشالله قولو أمين.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار