منذ 9 سنوات استشهد مساء البارحة الملازم الأول البطل فراس محمود الحكيم، (مواليد ١٩٨٨) وذلك خلال أدائه لواجبه العسكري في عكار.
خبر استشهاده جاء كالصاعقة علينا وعلى كل من عرفه. هو صاحب الضحكة التي تنعش جبلاً، بطل يحب الحياة لكن ليس أكثر من لبنان. طموحه لم يكن ليتوقف لولا تلك اليد الإرهابية الحاقدة الكافرة التي أنهت حياته وكل آماله.
أقف عاجزة، مضطربة أمام وقع المصيبة الكبرى التي ألمت بعائلته وأصدقائه وبنا.
لم يكرهه أحد. أحبه الجميع من مختلف الطوائف، فكان الأخ والصديق، يخاف على عائلته وأمه وإخوته ويريد وطناً خالياً من المذهبية والأحقاد.
هو عسكري برتبة ضابط لكنه شاعر أيضاً كان قبل أيام أرسل لي قصيدة عن حبيبه الجيش اللبناني، وكان يريد أن تُغنى بصوت نجم كبير، وطلب مني أن لا أنشر أية قصيدة خوفاً من أن يسرقها أحد. وكان سيصدر ديوان شعر يتضمن مؤلفاته. لم يدرك فراس أن يد الإرهاب أقوى من كل أحلامنا وقصائدنا وحكاياتنا التي رسمناها مذ كنا نعربش فوق أشجار السنديان ونصرخ (فداك لبنان).
فراس رحل. تركنا ومات شهيداً من أجل الكرامة والعنفوان والأرز الشامخ.
شهيد؟ شهيد “كرمال مين”؟ و”عشان شو”؟ شهيد وطن لم يقدره، شهيد نواب وزعماء “حرامية” يخططون ويدفعون بالجيش اللبناني ليموت أبطاله في معارك ليست لنا ولا نريدها.
سأنشر قصيدة الجيش دون غيرها، وسأحتفظ بالقصائد الأخرى، علّني أحقق حلمك وأنشرها في كتاب يوماً ما، وليعلم الجميع من أنت وكيف كان تفكيرك ومدى حبك للبنان الذي لا يعترف بزعماء النحس زعماء الجرية الكبرى.
أمك تناديك تقول:
سنزفك عريساً شهيداً بطلاً. سنزفّك لمرة أخيرة أبدية!
قصيدة البطل الشهيد فراس الحكيم
“يا سيوفنا اللي بتلمع -خلوا الاعدا تنهار
خلوا ضربات المدفع – عالجبهة تولد نار
الفرسان طلوا طلوا – طلة مارد جبار
والراية بايدن علوا- وتاجن إكليل الغار
يا جيش البل أعالي- حلفت تحافظ عالدار
حتى تصون الاهالي – من الغاصب الغدار
الفرسان طلوا طلوا – طلة مارد جبار
والراية بايدن علوا- وتاجن اكليل الغار
قولوا للعالم كلوا- خلقنا ومنموت كبار
ارزك ما منرضى نزلوا- منفدي بدم الابطال
الفرسان طلوا طلوا – طلة مارد جبار
والراية بايدن علوا- وتاجن اكليل الغار .”
)
