الأخبار المتلاحقة هزّت العالم بأسره في الأيام القليلة الماضية، فالفضيحة العالمية تتعلّق بكرة القدم وبالتحديد بدورة الألعاب الأولومبية (الفيفا) التي تقام مرة كل 4 سنوات.

سعت قطر وسعت جاهدةً كي تستقبل الألعاب الأولومبية، وهذا ما حصل عندما وقف منذ سنوات أمير قطر السابق حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة ورفعا كأس العالم بإشارة منهما إلى فوزهما بإستقبال الفيفا في بلادهما عام 2022.

لكن وقتها لم نسأل لماذا قطر هي التي حصلت على هذا الامتياز رغم أنها لا تملكه بين أقرانها من دول العرب وعلى الأقل هذه الدول تمتلك المساحات الكافية لإستقبال ملايين الزوار.

لكن الحقيقة خرجت إلى العلن، وصارت قطر ومونديالها على كل لسان، صفقات، رشاوى، فساد وعشاءات سرية.. كل هذا حدث من تحت الطاولة.

ذريعة واحدة أحرقت الطبخة وأشعلت الفتيل ضد دولة اللعنة على كل العرب، والتي ظّنت بأنها تنافس مصر وسوريا في ثقافتها وتاريخا وعراقتها وأصلها واصالتها.

في تفاصيل القضية فإننا دائماً نسمع عبارة "خلي عندك روح رياضية" أي بعيدة عن السياسة والإقتصاد وخصوصاً الدم، وفي الوقت الذي تتحضر فيه قطر لإستضافة المونديال فتبني الملاعب وغيرها من المواقع المتعلقة بالنشاط العالمي لكن على حساب عمال أجانب، حيث لقي عمال نيباليين حتفهم بسبب ظروف العمل القاتلة، وهذا ما دفع الصحف الغربية لوضع حد لهذه المهزلة التي لا تتعلق لا بالرياضة ولا بغيرها، كله نتيجة ملاعب قطر التي دفع ثمنها بدمه وروحه أكثر من 4 آلاف عامل.

لذا وُضع جوزيف بلاتر، الرئيس الحالي للإتحاد الدولي لكرة القدم أمام حقيقة دموية لكن بعد فضيحة إعلامية مجلجلة، ليعترف بأنه أخطأ بإعطاء قطر مونديال الـ 2022 لكنه للأسف لا يملك أي سلطة لإقامة التسوية فوضع بلاتر نفسه في موقع "المعتر"، وأكّد أنه تعرض لضغوطات سياسية من باريس وبرلين لذا أضطروا للتصويت لقطر، لكن فرنسا ردت فوراً تكذبه وقالت أن ما قيل عنها لا يمت للحقيقة بصلة.

كما يكثر التأكيد على أن جاك وارنر الرئيس السابق للإتحاد الدولي لكرة القدم قبل رشوة من محمد بن همام للتصويت لقطر.

ومن بين المرتشين أيضاً، ميشال دهوغ، لكن رشوته تختلف عن زملائه حيث وظفت قطر أحد أهم وأكبر مستشفياتها لنجل الرجل المذكور الذي قال: إعادة التصويت على مونديال قطر بات ضرباً من ضروب الخيال.

بطريقة أو بأخرى يجب أن نربط الوضع الرياضي بالأحداث السياسية، لا سيما فرنسا المدافع الشرس عن قطر، والتي طالبت بأن تكون قطر هي المستضيفة للمونديال.

اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على بدء الأزمة السورية، وأكثر منها بقليل على زيارة أمير قطر وقتها حمد بن خليفة وزوجته موزة إلى سوريا، حيث جلسا مع الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته السيدة أسماء الأسد، في أحد مطاعم محافظة حلب، وتحديداً في ساحة (الحطب)، وقتها قدمت الشيخة موزة دعوة لزوجة صاحب المطعم، وبعد أن عاد الأمير وزوجته إلى قطر غيرا رأيهما، ويبدو أن تغيير الرأي ووقوفهما ضد النظام السوري كان مقابل استضافتهما لمونديال عام 2022.

كل ذلك.. لكن الآتي أعظم!

ملكون كرابتيان

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار