في هذا الفيديو الذي تتحدث فيه الفنانة السورية فرح يوسف بغضب غير واعٍ، وتذكر فيه ثدييها على طريقة الشارع تحدياً، وفي المشهد الذي تعامل معه الشاب الذي منتج الفيديو فاستغل منطق صاحب الشرف والنخوة مع أنه هو نفسه وأعوانه على الصفحة نفسها يطرحون ما يتناقض تماماً مع سلوكهم المشين بحق فرح التي هي بدورها تصرفت بطريقة مشينة حين غضبت إلى درجة أنها نسيت لغة الست النجمة التي لا تنطق بهذه العبارات وإن كنا نعرف وجعها الذي لا تحمله جبال.. نعرف لم فعلت فرح ذلك وهي التي تواجه حقها بالحرية بحقوق دواعش سوريا بهدر الدم وتحويل بخار أفواه الضعفاء إلى نار تذيب بخار السماء فتنهمر أنهاراً من الدماء التي يتفرج عليها العالم.

فرح يوسف احترق قلبها فضيعت عقلها والحمدالله أنها لا يزال في رأسها بعض عقل
فرح يوسف احترق قلبها فضيعت عقلها والحمدالله أنها لا يزال في رأسها بعض عقل

من يفقد كل حقوقه؟ سيصرخ بأكثر من ذلك.. من يموت أهله باسم الحشمة والدين؟ سيصرخ ويقتل ويبطش كلاماً وفعلاً.

هل أبرر غضب فرح؟

نعم أنا أبرره وأجد أن ما يؤلمها إنما أتفرج عليه ومن يتفرج لا يعرف مدى الآلام المبرحة التي تعاني منها فرح وأخواتها من السوريات.. هي المطاردة كسورية لتكون مشروع قتيلة بأبشع الوسائل في كل لحظة.

أما أن نطالب فرح بأن تواجه العدوان الغاشم عليها وعلى أهلها بأسلوب أكثر إقناعاً وأقل فجاجة فهذا ما نملكه نحن الذين ننظر ولا تملكه فرح التي تنفخ الجمر عن جسدها وأجساد العراة من الحقوق في ساحات سوريا كل سوريا.

مرة لم نرَ فرح تعرض صدرها ولعل هذا ما أفقدها صوابها وجعلها تسجل موقفاً متطرفاً نراه معيباً لأننا لا نعيش ما تعيشه
مرة لم نرَ فرح تعرض صدرها ولعل هذا ما أفقدها صوابها وجعلها تسجل موقفاً متطرفاً نراه معيباً لأننا لا نعيش ما تعيشه

وإن كنتم الآن ستلومون فرح على ما قالته وتصفقون لهذا الأهبل الذي يبصق عليها.. قد تضطرون لفعل أكثر ما فعلته فرح حين تغرقون في الوحل الذي تعيش فيه.

لا تحاكموها..

هي وحدها كما كل السوريين أبناء وطنها يعانون من أبشع أنواع الموت اليومي المحتم أم المؤجل.. فهل على من ينتظر ذبحه ملامة؟

رنيم مطر

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار