الفنانة المصرية غادة عبد الرازق
الفنانة المصرية غادة عبد الرازق

تابعت مسلسل (الخانكة) الذي عرض ونال نسبة قبول كبيرة لدى الجمهور، لأن موضوعه جديد على الدراما العربية وتمت معالجته بشكل عصري، وهو التحرش المباشر من مراهق لمعلمته، بعيداً عن الإيحاء والألفاظ.

وبقدر ما كان المشهد مباشراً إلا أنه لا يخدش الحياء بل أضفى على القصة مصداقية خصوصاً عندما دافعت المعلمة عن نفسها بقوة وحزم، وضربت الولد بمنطقة حساسة من جسده حيث ركلته على خصيتيه فسببت له نزيفاً دفع بوالده الذي يلعب دوره الفنان المصري ماجد المصري صاحب النفوذ والسلطة للانتقام منها.

 

النجمة غادة عبد الرازق
النجمة غادة عبد الرازق

غادة في (الخانكة) لم تعتمد على الكآبة في طرح القضية كما اتُهمت إذ من الطبيعي أن يتهمها المجتمع أنها من تحرشت بالمراهق، وينقلب الرأي العام ضدها بسبب الإعلام المدفوع وكيف أنه موجهة خطير يلعب بعقول الناس، وهو أمر واقعي موجود في حياتنا ولم يتغافل عنه المسلسل، وكان من الطبيعي بعد تراكم الأزمات على المعلمة أن توضع بمصحة للأمراض العقلية، علماً أنها في بداية الحلقات بدت لنا كم أنها سيدة ضد التقاليد البالية ومع التحرر لكن ضمن اللزوم. ودائماً لديها خطاً أحمر كونها امرأة مطلقة.

من يتعمق بموضوع (الخانكة) يستنتج أن القصة لا تركز فقط على التحرش بل بالعكس فالقضية أقوى من ذلك هي قضية الإنسان الذي يُدين أخاه لمجرد أن يسمع من طرف واحد، وقضية الإعلام المدفوع الذي يُظهر الظالم على أنه وجه البراءة، وقضية المجتمع الذي ينظر دائماً للرجل على أنه من حقه أن يفعل كل شيء، والمرأة ليس من حقها أن تفعل أي شيء أو أن تكون خارقة لتقاليد المجتمع.

كما رصد العمل تعامل الآباء مع أبنائهم وما وصل بهم لهذه المرحلة من الاستهتار في التربية، غادة برعت بتفاصيل شخصية أميرة الطحاوي المرأة التي عاشت حياتها في طنطا ببيئة تقليدية للغاية، عشقت الحرية لكن مجتمعها لم يتح لها الفرصة إطلاقاً للتعبير عن وجهة نظرها فالجميع وحتى شقيقها الوحيد رفض آراءها.. غادة قدمت نموذجاً موجوداً في الواقع حتى اللحظة بأشكال مختلفة.

ابتسام غنيم – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار