هذا لقاء سريع أجريته على الهاتف مع الاستاذ طلال المقدسي مدير عام تلفزيون لبنان التابع لوزارة الاعلام اللبناني عقب المؤتمر الذي عقده وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه وزير الإعلام وغيره، ليعلنوا أنهم يقدمون للشعب اللبناني حقوقه بمتابعة المونديال و”ببلاش” الأمر الذي لم يمر علينا خصوصاً وأن ممثل قطر خطب وانتخى “وقلدنا جميلة” واعتبها مناسبة ليتحدث عن قطر الشهمة ومساعداتها للبنان موحياً أن قطر التي اشترت حقوق العرض وهبت لبنان “شقفة” من كبدها وسمحت للشعب اللبناني متابعة المونديال بعد حجبه.

* أستاذ طلال كيفك؟ «عرفت إنك معصّب»؟
– أغضب عند ضياع الحق، وأغضب دفاعاً عن المواطن اللبناني المحروم الفقير والمحتاج، لأنني كنت فقيراً وعرفت ما هي الحاجة.

* هل كنت فقيراً حقاً؟
– فقير المال لا العقل.

* “أكيد بعرف” أنا أتحدث معك كشخصية مهمة عادة مثل هكذا شخصيات لا تعترف ببداياتها.
– أنا «إجريي على الأرض»، ومواطن صالح أشعر مع الإنسان، وهناك حقوق في الدنيا والقانون عليه أن يحمي الحق.

* أخبار انتشرت عن إعطاء تلفزيون لبنان حق بث المونديال ثم طار الحق، ماذا حصل؟
– المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإعلام رمزي جريج كان واضحاً جداً فيه بقوله أن المونديال حدث عالميّ يحق لأي كان في العالم أن يتابعه، ومن حق المواطن أن يشاهد تلك المبارايات.

* خصوصاً أنّها لعبة قدم ومعروفة أنها لعبة الفقراء يعني لعبة الـ 90 بالمائة من أهل الأرض.
– هي لعبة فقراء، ولكنني أتكلم في القانون. في لبنان هناك شركة أخذت حقوق بث المونديال بشكل حصري، وهذا أمر مشروع، وأعلنت الشركة أنّ العقد بلغ قيمته 4 ملايين  دولارا.

* من هي هذه الشركة؟
– شركة (سما).

* شركة لبنانية؟
– نعم، شركة لبنانية، وعُوض عليها بالاتفاق مع وزير الإتصالات اللبناني بطرس حرب وشركتي الخلوي في لبنان ALFA وTouch

* (أقاطعه) عوض عليها مالياً؟
– نعم دفعوا لها 3 ملايين دولاراً

* 3 ملايين دولاراً؟
– نعم

* أي أن الدولة دفعت من «جيب» الشعب اللبناني وأعلنت له في المؤتمر أنه سيشاهد المونديال مجاناً.. “كيف هيك”؟
– لا، «مش من جيب الشعب».

* من أين تدفع الدولة غير من الضرائب التي تأخذها من الشعب؟
– «ايه صحيح بس على القليلة يكون شي مرة الي بيدفعوا الناس للناس».

* إذاً لا يحق لهم أن يقولوا أننا سنتابع المونديال مجاناً.
– لحظة، من أين ستدفع الدولة!؟ أكيد سيجبرون المواطن الفقير على الدفع.

* أقصد أن المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم فيه الكثير من «التمنين»، وصاحب شركة (سِما) “فقع خطاب إنشائي عن حقوق الشعب اللبناني وعن قطر” حتى اعتقدته عبد الناصر!
– قبضت شركة (سما) الـ 3 ملايين دولار من أصل قيمة العقد الذي وقّعته بـ (4 ملايين دولاراً)، ولم يتبرَّع أحد للمواطن اللبناني، شركة (سما) باعت الكثير من البطاقات خلال الشهر الماضي، وأكيد ربْحها في البيع تخطى المليون دولاراً. بالعودة لموضوع الضرائب هذه المرة الأولى التي يعرف فيها المواطن إلى أين تذهب الضرائب التي يدفعها.. وصحيح في هذه الحالة هو لا يتابع المونديال مجاناً.

* «اتفقنا ويسلم تمك».
– تبيَّن لي في هذا القرار الذي اتخذته الدولة حرمان تلفزيون (لبنان) من حق بث المونديال.

* لمَ؟
– على الجميع أن يعلم أنّ تلفزيون لبنان هو التلفزيون الوحيد الذي يصل إلى كل منطقة، قرية، ضيعة وكوخ في لبنان، وهو لكل اللبنانيين من دون تمييز، لأنّه التلفزيون الوحيد الذي يبث على الأرضي وعلى الـ Satellite. منذ حوالي الـ 7 أشهر جهّز تلفزيون لبنان أعمدة الإرسال اللازمة لبث القناة أرضياً كي يتمكن كل الشعب اللبناني من متابعة المباراة. وبما أن وزير الاعلام جريج أعطى الحق للمواطن اللبناني، وبما أن تلفزيون لبنان هو الوحيد ولم يعد هناك من متضرر، عمدنا إلى بثّ المباريات.

* لكن الوزير أًعطي كل أصحاب الكابلات الحق في أن تذهب إلى مقر (سما) لتأخذ الإذن بالبث.
– (يقاطعني) شركات الكابلات لا تريد الإتفاق مع شركة (سما) توجد مضاربات.

* ماذا تعني. لا أفهم؟
– وأنا لا أفهم أيضاً.

* طيب.. حضرتك أصرّيت وعرضت المونديال.
– حتى لو كان ذلك سيكلفني استقالتي لأنّي أحترم كلمتي.

* تقصد حتى لو كلّفتك إقالتك.
– استقالتي، وليس إقالتي!

* «ليه ما يسترجوا يقيلوك»؟
– لن أسمح لأحد أن يقيلني من منصبي. استقالتي ستكون عند دولة رئيس مجلس الوزراء غداً إن منعوني من البث.

* لمَ تريد الإستقالة؟
– لأنهم اعترضوا على قراري، وبث المونديال حقٌ من حقوقي.

* هل ستذهب كل شركات الكابلات لأخد الإذن من شركة (سما)؟
– هل تعلمين كم شركة كابلات في لبنان؟

* “مليون شركة يا مسيو وكلا غير شرعيّة”؟
– إذاً هم يُشرِّعون ما هو غير شرعيّ.

* إذاً معالي الوزير، شرّع دكاكين غير قانونية في البلد، كيف يحصل ذلك في المؤتمر ولم تعترض أنت ولم يعترض صحافي بشنب؟
– أنا لا أتعاطى في هذه الأمور.

* انت إعلانيّ وإعلاميّ.
– أشكر الوزير حرب على اهتمامه لأنّه أمّن 3 ملايين دولاراً.

* لمَ تشكره، هذه واجباته التي عليه أن يقوم بها ملزَماً؟
– لدينا مجلس نواب مؤلَّف من 128 نائباً لا يجتمعون لكنّهم يقبضون، على القليل لدينا من يقبض ويقوم بواجباته.

* نقول للوزير بطرس حرب «Bravo»، أو شكراً لأنك محترم “وعمتعمل ووظيفتك صح”
– فسّري كما تريدين، لكن في النهاية نصل إلى نفس المبدأ، أي أنّ هناك من يقوم بواجبه والبعض الآخر لا تعني له الواجبات.

* أريد أن أفهم شيئاً تقنياً، لو الكابلات حصلت على حق عرض المونديال هل سيستطيع أي تلفزيون عرض المبارايات
– شركة الكابلات الأساسية 4 أو 5، ولكن الكابلات التي تصل إلى القرى هي أكثر من ألف كابل، فهل سيستطيع الألف كابل أن يتواصل مع (سما)، هناك شيء غير طبيعي، وكان أمامي حل واحد فقط، عرض المونديال على تلفزيون (لبنان).

* إذاً قرار الدولة فاقد لأهليته!
– حتى ولو تعاملوا مع أصحاب الكابلات غير الشرعيين وعددهم بحدود الألف، ومع هذا كله سيُحرم أكثر من ربع الشعب اللبناني من مشاهدة المونديال.

الأستاذ طلال المقدسي يعرض المونديال على تلفزيون لبنان كل ليلة وكل الشعب اللبناني يتابع وإن أي تحرك من الجهات المختلفة لم يحدث..

نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار