• طبيب عبد الحليم حافظ د.هشام عيسى: غنى للسادات (عاش اللي قال) ونزف بشدة حين مات عبد الناصر.

  • لبنان كان بوابة العالم بالنسبة لعبد الحليم وهذه حقيقة علاقته بالفتاة الاردنية.

  •  ديدي ماتت وهي على ذمة زوجها وهكذا أحبته السيدة اللبنانية.

  • هشام عيسى: أظهرت بكتاب (حليم وأنا) حقيقة الأقاويل والشائعات.

  • طبيب العندليب: سعاد حسني رفضت ان تنضم لجناح الزقازيق وفضلت الفن!

  • كان جميلاً في صداقته، ولئيماً في زعله

الدكتور هشام عيسى والزميلة ابتسام غنيم
الدكتور هشام عيسى والزميلة ابتسام غنيم

في مثل هذا اليوم ولد طفل أسمر في الزقازيق، عاش يتيماً وعشق الموسيقى وأجاد الغناء وشق الصعاب ليصبح نجماً في كل أنحاء العالم العربي وليعشقه الملايين وتذوب في غرامه النساء، لكنه ورغم الشهرة والنجومية “ظل موعود بالعذاب” إنه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي لا يزال حياً بأعماله الخالدة والراسخة في أذهاننا من أغاني وأفلام سينمائية ومسلسل إذاعي. كما تظل قصصه العاطفية ورحلته مع المرض وغيرها دافعاً لحشرية الناس حتى يومنا. عن بعض حكاياته التي لا نعرف عنها شيئاً فهي في جعبة طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى الذي لازمه نحو سبع سنوات وكان من أقرب المقربين إليه، كما أصدر عنه كتاباً حمل عنوان (حليم وأنا).. معه في القاهرة كان هذا الحوار.

الزعيم عبد الناصر يسلم على عبد الحليم حافظ
الزعيم عبد الناصر يسلم على عبد الحليم حافظ

* حدثنا عن الليلة الأخيرة لرحيل العندليب عبد الحليم حافظ؟

– الحقيقة أنه قبل 20 يوماً فقط كانت قد حصلت بيننا قطيعة، وفي آخر مرحلة علاج له أشرفت عليها، كانت حين كنا في المغرب، تلبية لدعوة جلالة الملك، حينها كنت نائماً، وفجأة أيقظوني واستعجلوني بضرورة الذهاب لغرفة حليم، الذي كان ينزف بشدة، بل كان غارقاً بدمائه. أجريت له الإسعافات اللازمة، حقنته بالدم بسرعة، واتصلت بالدكتور الخاص بالملك مباشرة، وسهرنا لمراقبته عدة ليالٍ حتى استعاد عافيته، وذهبنا بعدها في طائرة الملك الخاصة إلى باريس، وهناك قابلت الدكتور في المستشفى الذي كان يتعالج فيها عبد حليم، واطلعته على التحاليل، فعلق قائلاً بعد الاطلاع عليها بالقول “ازاي الراجل ده عايش”؟. بالمناسبة أول إنسان تناول حقن الدوالي كان عبد الحليم. (ويضيف):

أما خلافي معه كان بسبب خوفي على صحته، حتى في السفر كنت أراقب حالته خوفاً علية من المضاعفات، بينما هو كان يريد تضييع وقته بالتموية وخوض قصص الحب. في فترة أحب فتاة أردنية وأغرمت هي به لدرجة الهيام، كانت تبكي إذا تغيّب عنها، وكانت هي سيدة مثقفة وتناقشني بالكثير من الأمور الثقافية باللغة الإنكليزية، وفي يوم قالت لعبد الحليم أني غازلتها.  زعل حليم بل اتخذ موقفاً مني بسببها فابتعدت عنه. ثم عاد وكلمني. كان جميلاً في صداقته، ولئيماً في زعله. بعدها سافر إلى لندن وهناك صار الأطباء يستخدمون لعلاجه أساليباً كنت أرفضها، لكن قدر الله وما شاء فعل.

* كيف خطر ببالك إنجاز كتاب عن العندليب وهو (حليم وأنا)؟

– بعد ما أصبحت مستشاراً طبياً خطر ببالي إنجاز الكتاب، لأني اعتبرت أنه سيكون مهماً، كوني خير شاهد على مرحلة مهمة من حياة حليم.

طبيب العندليب هشام عيسى
طبيب العندليب هشام عيسى

* مَن مِن الفنانين أيضاً كنت الطبيب الخاص لهم؟

– بصراحة أعرف الجميع ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان خالياً من الأمراض إلا مرض واحد وهو “الوسوسة”، يعني مثلاً “لو جاله هرش يبعت عشان أكشف عليه”، أما فريد الأطرش فقد كنت التقي به دائماً، لكن للأمانة الأستاذ عبد الوهاب كان يملك خفة ظل مميزة دون الجميع.

* أكثر أغنية تحبها لعبد الحليم؟

– أغنية كنت السبب في إنجازها عندما طلبت من حليم أن يقاوم المرض، وكنا حينها في المغرب ومعنا الملحن بليغ حمدي رحمه الله، وهي (أي دمعة حزن لا).

* لنعود الى كتاب (حليم وأنا)؟

– أنا أظهرت فيه خيطاً رفيعاً بين ما يقال وما لا يقال.

* نعلم أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يحب عبد الحليم، لكن ماذا عن الرئيس أنور السادات؟

– كان عبد الحليم يحب السادات والسادات كان يقدره جداً وأغنية (عاش اللي قال) غناها حليم للسادات.

عبد الحليم حافظ  أحب بيروت التي كانت بوابة انطلاقته
عبد الحليم حافظ أحب بيروت التي كانت بوابة انطلاقته

* كم سنة عالجت عبد الحليم؟

– طيلة سبع سنوات. كان يقضي ستة أشهر في السنة بين الفحوصات والعلاج، والستة أشهر الباقية تكون إما عملاً لأغنية أو حفلة، وكنت أتواجد معه دائماً في لبنان الذي كان المحطة التي ننطلق منها إلى باقي الدول العربية والأجنبية. كنا نقيم في شقة في منطقة الرملة البيضاء، كانت أهدتها له المذيعة الكبيرة ليلى رستم. حليم كان يعشق بيروت، ويتحرك من بوابة واحدة إلى العالم والبوابة إسمها بيروت، ويوجد فصلاً من كتابي أسميته بيروت، ذكرت فيه القصص الحقيقة وغير الحقيقية، ومنها العاطفية.

* لمن كان الحب الحقيقي في حياته؟

– كان الحب الحقيقي في حياة عبد الحليم لسعاد حسني التي خطبها ولم يتزوجها. والقصة بدأت عندما كنا في رحلة إلى المغرب، لمنطقة أغادير. الرحلة كانت منظمة من إذاعة صوت العرب، وهناك نشأت قصة الحب بينهما. و قد بارك هذا الحب الذي كان سيتكلل بالزواج الفنان يوسف وهبي الذي رافقهما في الرحلة. هناك اختارا أثاثاً مميزاً من سرير نحاس وكلفوا الإعلامي وجدي الحكيم بشحنه إلى مصر. لكن ما إن عادا إلى مصر حتى غيرت سعاد رأيها وقررت أن تنهي قصة الحب بينهما. يومها قالت أنها لا تريد أن تكون عضوة في جناح الزقازيق الذي هو بيت عبد الحليم الذي يعيش فيه كل أهله وأصحابه. وفي هذا الوقت كان عبد الحليم في القِمة بينما سعاد فقد كان لها ثلاثة أفلام فقط آنذاك، لذا فضلت مستقبلها الفني على الزواج، لاعتقادها أن الزواج سيحرمها من النجومية وعبد الحليم سيجعلها أسيرة في بيته (يتابع): هي قررت أن تبتعد، وهو لم يُصدم لأنه كان يستطيع تجاوز الصدمات بسرعة، كان صاحب شخصية رومانسية، وقرر بنفسه عدم الزواج رغم توقه لتأسيس أسرة. عبد الحليم كان يحب الحب، و كل إنسانة أحبها ارتبطت بأغنية معينة.

* ديدي التي أحبها وماتت هل هي قصة حقيقية؟

– القصة التي ترددت لم تكن صحيحة أبداً، ديدي ماتت وهي على ذمة زوجها.

* من كان الأكثر تردداً على بيته من الأصدقاء؟

– الإعلامي وجدي الحكيم، الملحن كمال الطويل، الملحن محمد الموجي والأستاذ مجدي العمروسي.

غلاف حليم وأنا
غلاف كتاب حليم وأنا

* الحب في حياة حليم غير سعاد حسني وديدي؟

– هناك قصص كثيرة منها عشقه لفتاة ارتبط بها بخطوبة قصيرة، وهي من مصر ثم ما لبث أن انفصل عنها.

* وهناك كثيرات أحبنه من طرف واحد؟

– طبعاً مثل الفتاة التي انتحرت لأجله، عبد الحليم كلما تعرف على فتاة كانت تعتقد أنها حبه الوحيد. كان يتمتع بشخصية ساحرة، وهذا ليس مقتصراً على البنات، بل على الذين عرفهم. أذكر في حرب الاستنزاف كانت تأتينا تبرعات الدم من طلاب الجامعات، وحصل أن حضرت إليّ فتاة وألحت عليّ برؤية عبد الحليم، فوعدتها خيراً، وكان هو معتاداً أن يستيقظ متأخراً، مرةً لم يستيقظ باكراً إلا للقاء ملك أو أناساً معينين. المهم أخدتها لمنزل العندليب وأيقظته من النوم، وما أن رأته حتى انبهرت، تصورت معه و كانت مسحورة بلطفه الذي فاق توقعاتها.

* وماذا عن البنت اللبنانية؟

– اللبنانية كانت تمثل القاعدة الرئيسية في حياته، فهي كانت ترعى شوؤنه في البيت، كانت سيدة صالون راقية وتغار عليه وتحبه كثيراً. حليم لم يكن يلعب دور الدون جوان الذي يضحك على عقول البنات، كانت تصرفاته تلقائية ولطيفة، وكان يعلم جيداً أن صحته في خطر دائم، ومرض عبد الحليم أثر على إنتاجه و لم يتاجر بمرضه كما كان يشاع ويُتهم بهِ.

* قال مفيد فوزي أنه كان متعدد العلاقات وبسببها كان يتعرض للنزيف؟

– النزيف كان يحصل فجأة بسبب إصابته بمرض البلهارسيا، وبعدها تليف بالكبد، وأذكر أنه عند سماعه خبر موت عبد الناصر نزف بشدة، ما استدعى نقله إلى مستشفى في الأسكندرية، وهناك أحد الأطباء قام بتزويده بدم كان فيه فيروس مما زاد الطين بلة وأصيب بتليّف في الكبد للأسف.

ابتسام غنيم – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار