شيرين عبد الوهاب

لم يعد الوسط الصحافي موزوناً، ولا عاد للقيم مكان، ولا للأخلاق أهمية، بعد أن دخل عالمنا ما هبّ ودبّ ممن لا مهنة لهم، فتعكّزوا على الصحافة، بحثاً عن مكانة واسم وهوية وانتماء.
آخر إبداعات المتطفّلين على الصحافة، حصلت في الكويت، مع وصول شيرين عبدالوهاب إلى المطار لإحياء حفل (هلا فبراير).
شيرين وصلت مُرهقة تعبة، بدون ماكياج، وبلباس عاديّ يوميّ، غير مؤهلة لا للحديث ولا للتصوير، وطلبت عبر إدارة أعمالها والقيّمين على المهرجان من الصحافيين المحتشدين في صالة المطار ومن المصوّرين عدم تصويرها لأنّها غير جاهزة ولا شكلها مناسب لذلك، لكنّ البعض من حمَلة الكاميرات زوراً ودجلاً لم يفهموا، ولم يُقدّروا خصوصية الإنسان، ورغبته من عدمها في أخذ صورة، فركضوا باتجاه شيرين وصاروا يحاولون بكل وقاحة وأمام مدير أعمالها والمنظّمين للمهرجان، التقاط الصور لها، بينما هي تُخبئ رأسها بين يديها وتركض وتتعثّر مرعوبة، غير مستوعبة لما يحصل حولها.
كل هذا المشهد رأيته في فيديو نشرته إحدى المواقع التي صارت تُسابق على الإساءة لزملائها وللفنانين معاً، وكان نشر هذا الموقع الفيديو بعنوان (مدير أعمال شيرين يعتدي بالضرب على الصحافيين)!

شيرين

العنوان المستفزّ والمسيء والذي ندعو ياسر إلى مقاضاة الموقع عليه، يحقّر بشخص مدير أعمال شيرين أيمن نابليون، وشيرين ويوحي بأنّهما يعتديان على الصحافة، بينما لم ينتبه من يدّعون ممارسة الصحافة أنّ المصوّر هو من اعتدى على شيرين حين ركض بشكل هستيريّ وقفز فوق رأسها موجهاً الكاميرا نحوها كما من يوجّه رشاشاً، بينما هي تخبئ رأسها وتتخفى خلف ياسر خليل مستشارها الفني، فيما وجد أيمن نفسه مضطراً هو والقيّمين على المهرجان إلى دفع هذا المصوّر للخلف، وهو الذي يعتقد ربما أنّه بهذه الحركة يتمكّن من الحصول على صورة يستخدمها لموقعه السخيف، فيحصل على آلاف الـLikes والـComments على حساب ضميره وأخلاقه!
أستغرب حين أشاهد أفعالاً كهذه وأتساءل بيني وبين نفسي: أين هي كرامة هذا المصوّر؟
هل يلهث ليسرق صورة بالقوة؟
أليس هذا نوع من أنواع الاغتصاب النفسي والجسدي للفنان؟
أي كرامة تلك التي تسمح له بأن يلهث خلف فنان أو فنانة، ويستجدي صورة، لا يرغب صاحبها بأن يمنحها؟

كلما أرى مثل هذه المشاهد، أتذكر ما نمارسه في (الجرس) خصوصاً عندما نزور المطارات لاستقبال النجوم، ويكون ذلك دائماً بطلب من الفنان نفسه، فنذهب ونصوّره بطلب منه، وحتى لو لم يكن كذلك، فإنّنا نستأذنه ونعرّف عن أنفسنا، ولا ننشر إن لم يوافق على الصور، أو نصوّر الفنان دون أن نضايقه وبسريّة وذكاء وحنكة، فنحصل على الـScoop بدون هجوم وقفز وبهلوانيات واعتداء عليه، وهنا يقع الاختلاف!
بعيداً عن ما حصل مع شيرين، التي يحق لها أن تقاضي المصوّر بتهمة التعرّض لها، نطالبها بأن تقاضي الموقع الذي يسيء لها ويقوم «بغسل دماغ» لمتابعيه فيوحي بأنّها وإدارة أعمالها يسيئون التعامل مع الصحافيين بل ويضربونهم، وهو أسوأ ما قد وصلت إليه صحافة اليوم من افتراءات وادعاءات وكذب!

شيرين وياسر خليل

ثقافة الـPaparazzi مرفوضة!
في العالم العربي لا نفقه في ثقافة الـPaparazzi  ولا نمارسها، وأغلب القوانين تمنع أي شخص من مضايقة شخص آخر وملاحقته وتصويره ورصد تحركاته دون إذنه، بينما في الغرب فالأمر موجود، ويعاني النجوم هناك من مراقبة بعض أنواع الصحافة لكل تحركاتهم، فيرصدونهم من الشبابيك والسيارات والسطوح، ويلاحقونهم بشكل هستيريّ، ما يُسبب لهم حالة توتر دائمة، لعلمهم بأنّهم مراقبون وتحت الرصد دوماً ورغم ذلك فإن القانون إلى جانب الفنان الذي بامكانه أن يقاضي أي صحافي سرق له صورة.
وطالما أنّ ثقافة الـPaparazzi لا تليق بأخلاقنا كعرب ولا تنسجم مع عاداتنا، فلا يحق لهذا المصوّر الكويتيّ أن يعتدي على شيرين بأن يصوّرها غصباً عنها، وبالتالي يكمل في شتمها وكأنه واحد من مجاميع الدواعش.

شيرين عبد الوهاب (2)
شيرين التي سكتت وهربت، لا تعرف ربما أنّ جاستن بيبر قاضى مصوّراً يدعى أليك بالدوين بتهمة اقترابه كثيراً من أفراد عائلته وتصويرهم غصباً عنهم، ولا تعرف أيضاً أنّ كانيي ويست سبق وضرب مصوّراً لأنّه بالغ في اختراق خصوصيته، وكاميرون دياز سبق وسحبت الكاميرا من مصوّر اخترق خصوصيتها وصوّرها مع حبيبها جساتن تمبرلايك حينها، وأنّ شون بين كاد يرتكب جريمة قتل بمصوّر اختبأ في غرفة نومه في الفندق الذي كان ينزل فيه في الصين خلال تصويره لأحد أفلامه، وأنّ مايلي سايروس سبق وضربت مصوراً وكتبت مراراً: أكره من يتطفّلون ولا يحترمون خصوصياتنا وأحداث كثيرة لنجوم كثر كانوا ضحية الباباراتزي فقاموا بردود فعل قاسية وصلت لحدّ الضرب، نرصدها بالصور التي نعرضها لكم.

جاستن بيبر
نجوم كثر كان لهم ردّات فعل متفاوتة على تطفّل المصوّرين، الذين في معظم هذه الحوادث بالغوا وتحوّلوا من مصوّرين إلى معتدين، أما شيرين فلم تفعل حتى الآن ولا مدير أعمالها فعل، بل اكتفى أيمن بأن دفع المصوّر المعتدي لإبعاده عنه وعن شيرين، أي أنّ ما قامت به شيرين فهو دفاعاً عن نفسها، طالما أنّ المصوّر تعدّى حدوده وتحوّل من حامل كاميرا إلى إرهابيّ متصيّد!

علاء مرعب

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار