• أليس هذا الرجل طفلاً كبيرا.. وعلّه نسي كله شيء من طفولته إلا سرقة الشوكولا!

الأستاذ سيمون أسمر  زارني في المكتب جلسنا نتسامر ونتحدّث واقرأوا ما تحدثنا وحدث

المخرج اللبناني الكبير وصانع النجوم سيمون أسمر
المخرج اللبناني الكبير وصانع النجوم سيمون أسمر

الأستاذ سيمون أسمر شرّفني بزيارة إلى لأني بحاجة لنصائحه، ولعلّني مشتاقة لحضوره الباهر في كلّ شيء..
فما زلت أتعلّم من أستاذ كبير أطلقني إلى النجومية في الإعلام.. والأستاذ كريم ومتواضع، ويجبر بخاطرنا جميعنا نحن طلابه.
وصل فجأة، طلرق الباب.. كنت في غرفتي السرية أبكي وحدي.. لقد تعرّضت هذا الأسبوع لمصيبة لا تقلّ فجاعة عن مصيبة قتل والدي أمام عيني العام ١٩٨٤
دخلت إليّ مديرة مكتبي، وقالت: الأستاذ سيمون أسمر وصل.. ماذا أفعل؟ هل سخرجين من عزلتك؟
مسحتُ عيني الجمرتين، وكرجت في الممرّ الطويل أرخي بكلّ همومي على كتفيه دون أن أخبره حرفاً..
سألني لمرّات: «ما تخبّي.. قولي شو بكِ؟
وأجبته: «إيه.. معقولة هالسبّاط شو حلو.. من وين جايبو»؟ وكيف تستطيع يا أستاذ أن تظلّ على كل هذه الشياكة.. فما رأيتك يوماً إلا في أناقة كاملة! وشو هالشبوبية الدايمة»؟! ما انكسرتُ مرّة إلا ووضعت أمام عيني انكساراتك الكثيرة، وقدرتك على تحدّيها وتحدّي الزمن.. أخبرني ماذا تفعل؟

يبدو في الصورة الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية وسيمون أسمر
يبدو في الصورة الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية وسيمون أسمر

الأستاذ سيمون في هذه الحالة لا يجيب، فهو يتصرّف، وقال: عندِك شوكولا؟
صرخ زميل لي: أستاذ وحياتك.. أقنعها أن تفرج عن صناديق الشوكولا التي تخبّئها تحت تاسع أرض وتحرمنا من تذوّقها..
واستغرب الأستاذ وقال لي يرفع صوته، وكأنّه يؤنّبني: «إنت بخيلة بالشوكولا»؟!
وبعد أن أمرت بإحضار كمّية كبرى من مختلف أنواع الشوكولا.. أجبت في سرّي:
– من الطبيعي أن أكون بخيلة شوكولا.. لأنني لسنوات في طفولتي كنت أشتهي حبّة واحدة، ومرّة لم أحصل عليها.. ولا تزال عقدة الحرمان من حبّة الشوكولا تتحكّم بي!
وصلت تشكيلة من التي ترونها، ودارت شبه معركة.. سيمون أسمر لا يريد صورة تُنشر له وهو يأكل الشوكولا، لأنه سيتلقى تهديداً ووعيداً من طبيبه الذي يحرّم عليه الشوكولا.. وبين تفقيس الكاميرا وسرقة الشوكولا من سيمون أسمر، وبلع الحبّة وراء الثانية، علني كنت غير آبهة إلا لعدّ ما تبقّى في الصحن..

حبات الشوكولا والخلاف عليها
حبات الشوكولا والخلاف عليها

هو شعر بالانتصار لأنه جعلني أضحك من قلبي على لعبة أبداً لا تضرّ، ولم يخرج من المكتب قبل أن أُطلق عليه لقب «سرّاق الشوكولا»!
أليس هذا الرجل طفلاً كبيراً.. وعلّه نسي كل شيء من طفولته إلا سرقة الشوكولا!
ما أحلى لعبة الكاميرا أياً كانت في ساديّتها!
وما أبشع لعبة السلاح التي تدمّر أمماً!
لكنها هذه المرّة لعبة بريئة تكاد تدمّرني..
فأغلى شابين لي: واحدهما مات برصاصة خاطئة فصار تحت التراب، والثاني دخل السجن مع أمّه، ويمضي أيامه يضرب رأسه في الحائط نائحاً: أنا قتلت أخي!

سيمون أسمر يحتسي القهوة
سيمون أسمر يحتسي القهوة
Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار