ساندرا (2)

ساندرا صبية جميلة، مندفعة لكنّها قليلة الحظ أو ربما هي تعرّضت لمحاربات كثيرة لم تكسرها بل حوّلتها لراغبة بأن تُحقق نجاحات تليق بموهبتها.
* مرحبا ساندرا، «ليه زعلانة»؟
– «مش زعلانة».
* غير راضية.
– «إيه، «مش مبسوطة ولا زعلانة».
* خدعتِ كثيراً.
– وجدوني وحدي، أعمل وحيدة، فاعتقدوا أنّي لا أعرف.
* عدتِ إلى الساحة مؤخراً، بعد غياب لسبع سنوات، وكنتِ أطليت قبل سنوات عبر قناة (ميلودي) تحت إسم آخر، لكنّك اختفيت فجأة، هل ستختفين مجدداً، كما سبق وفعلتِ؟
– أبداً، لأنّ من حاربوني منحوني إصراراً أكبر على تحقيق حلمي، و«صرت بدي إنجح غصب عنهم كلهم».
* لم غبتِ طويلاً؟
– لأنّي تلقيت عروضاً كثيرة، لكنّ هذه العروضات أخرتني ولم يفعل لي أصحابها شيئاً مما وعدوا به. «فراحوا هيك أول 4 أو 5 سنين».
* وعدوكِ بالإنتاج ووضعوكِ على الرفّ؟
– صح، حتى أنّي مع أحد المنتجين حضّرت لكل أغنيات ألبومي، «بس ما رجع مشي الحال».
* لمَ «ما مشي الحال»؟
– لأنّ طلبات بعض المنتجين لا تناسبني أبداً.
* تقصدين أنّ بعض المنتجين يشترطون أموراً لا أخلاقية مقابل تنفيذ الوعود، وهو ما لم يناسبكِ؟
– «أنا بدي إشتغل، هنّي ما بدّن يشتغلوا». هذه هي القصة بكل بساطة. في الخمس سنوات الأولى التي تلت إطلاقي لأول أغنية، واجهت مثل هذه العروض والكثير من العقبات، فدخلت في حالة من الـDepression. «إنّو ما معقول كل الناس تكون هيك»! منذ دخلت المجال، منذ اليوم الأول تعرّضت للكثير من المضايقات، وكنت حينها في الـ17 من عمري. أصبت باكتئاب حادّ، وقررت أن لا أخرج وأن لا أفعل شيئاً. بعدها عملت في وظيفة، لكنّي لم أستمر لأنّي لا أحب أن أكون موظفة لدى أحد.
* لمَ عدت مؤخراً، طالما أنّك كنت تنوين أن لا تعودي إلى الوسط أبداً؟

ساندرا (1)
– عدت بالصدفة.
* هل الوسط الفني سيء، أم أنّ تجربتك هي السيئة؟
– الفن جميل، «بس في كتير ناس بشّعوه» وجعلوا الفكرة عامة لا خاصّة. هذه ليست تجربتي، بل هي تجارب كثيرات، «بس ما إلن قلب يحكوا». كثر نصحوني بأن لا أستمر في إصراري على دخول المجال، لأنّي بهذا التفكير وهذه الأخلاق «ما رح يمشي حالي»، لكنّي مصرّة «لأنّو كتير هلقد، وصار لازم تعرفوا تفرقوا بين النضيفة واللي مش نضيفة».
* لم تتكلمين اليوم؟
– لأنّ الناس يخافون الحديث عن هذا الموضوع، وسكوتنا يساعد هؤلاء على الاستفحال في مصائبهم.
* طيب، أخبريني كيف عدت صدفة إلى الوسط؟
– الملحن كان صديقي، وهو محمد الصاوي. كان يُسمع أغنية لأحد أصدقائه، فأعجبتني. فصار يقنعني بأن أؤديها، وقال: «بيلبقلك المقسوم».
* فعدتِ.
– «متل الشاطرة».
* نادمة على العودة؟
– لا أبداً.
* لكنّك تحاربين وعدتِ ودخلت في نفق المشاكل منذ اخترتِ العودة. لمَ، أخبرينا.
– تعرّضت للغشّ والخديعة، وتوقعت أنّ الأصدقاء سيكونون أكثر حرصاً عليّ.
* سجّلت الأغنية في مصر، لكنّك عندما عدت إلى لبنان سجّلتها مرّة أخرى هنا لمَ؟
– لم يعجبني أدائي للأغنية في مصر.
* لم لم تعيدي غناءها بحضور صديقك الملحن محمد الصاوي.
– لأنّه لم يرحني خلال تسجيل الأغنية، فكان يُظهر لي أنّه غير راضٍ عن أدائي. كما أنّهم أخروني لأربع ساعات ونصف عن موعد تسجيل الأغنية في الاستوديو لأنّهم كانوا يسجّلون لنجم كبير، فأخروني لدرجة جنّ جنوني، «في شي إسمو إحترام للوقت، وأنا حاجزة بهيدا الوقت، مين ما كان الفنان اللي عم يسجّل».
* صح. عدت إلى بيروت وسجلتها بدون علم الملحن؟
– كان يعلم أنّي سأعيد تسجيلها لأنّي غير راضية. كما أنّي أرسلتها له بعد أن سجّلتها و«عملتلها ميكس وماسترينغ»، فردّ عليّ: «أوكِ الصوت تمام بالنسبة إلي، بس بدي تجي على مصر تعملي ميكس وماسترينغ» (تضحك) فرددت عليه: الطفل الصغير يعرف أنّ الأغنية خضعت للميكس والماستر! وتحجّج بأنّه الصيغة النهائية للأغنية لم تعجبه، وقال: لتأخذي التنازل «لازم تعمليها على ذوقي».
* طيب، ماذا فعل بعد أن أصدرتِ الأغنية؟
– أوقف لي الأغنية على الـYoutube والكليب أيضاً على Arabica بحجّة أني لا أمتلك تنازلاً عن الأغنية. لم أًصدّق ما فعله الصاوي، فهو صديق، ورغم أنّي على حق حاربني وحاول إيقاف أغنيتي التي يعرف أنّها كلفتني «دم قلبي».

ساندرا (3)
* كيف استطعتِ إعادة عرض الأغنية والكليب؟
– اتصلت به وقلت له أنّي سأشتكي عليه لدى النقابة، وكنت واضحة وجريئة لأنّي على حق، ودفعت ثمن الأغنية وهو وقّع على استلامه للمال. إذاً لديّ دليل أنّي دفعت ثمن الأغنية. وهددته باللجوء للنقابة التي لها قدرة على ملاحقة الأمور في مصر، فأرسل لي التنازل.
* «منيح اللي مضيتيه على استلام المال».
– فعلاً، لأنّي لم أكن سأفعل ذلك، بحكم أنّه صديق، لكنّ أحد أصدقائي طلب منّي أن أفعل وأجعله يوقع على استلام المبلغ، «والحمدالله اللي عملت هيك».
* ثاني مشكلة واجهتها، كانت مع الشركة التي نفّذت لكِ الكليب.
– صح. وهي شركة Raw.
* هي لطارق العريان؟
– نعم، لكنّه فعلياً بعيد عن القصة، أي أن لا علاقة له بالموضوع. يديرها ابنه عمر العريان وهو Producer في الشركة.
* قصدتِ اسماً مهماً في عالم تنفيذ الكليبات، فماذا حصل؟
– من ساعدني فعلاً، ووقف بجانبي كثيراً هو أنس نصري وهو شريك عمر في الشركة. أنس وقف بجانبي فعلاً، وكان معي في مختلف المراحل. بعدما انتهى الكليب، فوجئت بعدم وضعه لاسمه ولا لاسم عمر ولا حتى إسم الشركة، وعندما سألته، أعطاني سبباً لم يقنعني.
* لمَ؟
– «ما بدن يحطوا اسمهم على كليبي».
* ما السبب؟
– «ما بعرف» (تغصّ وتصمت)
* أنتِ لجأت إليهم، للاعتماد على اسمهم في السوق وحرفيّتهم، لكنّهم لم يضعوا اسمهم، ولم ينسبوا العمل لهم وكأنهم يخجلون بكِ؟
– للأسف. كان عليهم أن يخبروني بأنّهم لن يضعوا أسماءهم على الكليب، لما كنت تعاملت معهم. «بتحسّ إنّك مش مقدّر من الناس، أو إنّو هنّي شايفينك حدا صغير».
* رغم أنّك جميلة ولديك صوت جميل.
– لو لم أكن مقتنعة بأنّي موهوبة وسأقدّم شيئاً مختلفاً على الساحة، لما كنت حاربت وركضت لأنشر اسمي. لديّ ثقة بنفسي، لكن من في الوسط يعانون من أمراض كثيرة.
* ربما لأنّك صبية، تعملين وحدك، و«ما في حدّك رجّال»، لذا يعتقدون أنّك سهلة الخداع.
– ربما.
* لمَ لا تعملين مع مدير أعمال معروف يساندك ويساعدك على اختراق المافيا في الوسط.
– كيف سيتعرّف عليّ هذا الـManager الناجح، إن لم ير الكليب أساساً، فلا الشاعر ولا الملحن ولا الموزّع ولا مهندس الصوت ولا من عملوا في الكليب، قاموا بـِ Share له على الـSocial Media؟ تخيّل!
* أوف، فعلاً.
– أقسم أنّ أحداً لم ينشره ولم يعترف بأنّه شارك فيه. أليس هذا مذلاً ومسيئاً ومزعجاً؟ رغم أنّ الكليب جميل والأغنية جميلة أيضاً.
* نعم صحيح. غريبة هي هذه المحاربة.
– كنت أرغب بأن أراهم منتمين للـProject أو مهتمّين بي كصبية جديدة تسعى لترك بصمة أو لتحقيق انتشاراً مقبولاً، خصوصاً أنّي لا أعمل مع أحد «ببلاش»، كلهم أخذوا حقوقهم «وكتّروا». هل سمعت مرّة بمخرج مثلاً، يصوّر كليباً ولا يضع اسمه عليه؟
* لا. أنتِ لست بحاجة لأحد، ويمكنك أن تُحققي الانتشار الذي تريدينه من خلال الـSocial Media.
– وأنا أقوم بذلك الآن، ولديّ من يساعدني في هذه النواحي، لكن «بيعزّ عليّي إنّو ما يذكروا إنّن اشتغلوا على هيدا العمل».

ساندرا (4)
* على من عرضتِ الكليب ورفضوا عرضه رغم أنكِ عرضت مقابلاً مادياً؟
– على Mazzika.
* قناة محسن جابر في مصر.
– نعم.
* كيف ذلك؟
– لا أعرف، عرضت مالاً ورفضوا عرضه، لأسباب غير معروفة. وعندما أرسلتها لإذاعة Mazzika لبثّها قالوا لي: «مطلوب منّا أن نقاطعكِ».
* هل لديك أعداء في مصر؟
– أبداً.
* هل يُمكن أن يكون للملحن الصاوي دور في ذلك (تقاطعني)
– لا أعتقد. غريب كل هذا الرفض، رغم أنّي أريد الدفع، «بس خلص شو بيهمني، وما يعرضوه، شو  رح تشهرني Mazzika»؟ لا تنسى أنّ كليبات المحطة «بتقرّف» وأنّها لم تنجح إلا لأنّ لا منافس لهم على الساحة في مصر.
* صح. وقعت ميلودي فارتفعت أسهم مزيكا.
– مئة بالمئة.
* نريدك أن لا تيأسي.
– أبداً لن أفعل. وليس لديّ مشكلة مع أحد، فقط أريد أن أعرف لمَ التهميش؟ ولم «أنا بدي إتعب وإشتغل وقدّم حالي بمستوى مرتّب وما حدا بدو يوقف حدّي ويدعمني»؟ حتى الإعلام مقصّر بحقي، عندما أرسلت أول خبر عن تحضيري لكليبي، لم ينشره أحد في لبنان إلا موقع (الجرس) تخيّل، بينما عندما قدّمت كليبي الأول قبل سنوات، وكنت حينها أرتدي فستاناً قصيراً، «ما خلّوا عليّي». ماذا يريدون لينشروا أخبار فتاة لبنانية هربت من لبنان «من كتر ما شافت» وقصدت مصر لتحاول أن تُقدّم ما يناسبها، فلم تُوفّق أيضاً مع بعض المصريين «لأنّو بالفن كلن أضرب من بعضن».
* ماذا تريدين؟
– لست صاحبة صوت طربيّ و«جايي إخرب الدني». لديّ صوت بسيط وجميل، والناس يحبونني في الحفلات والسهرات، و«بيلحقوني لبرا المسرح وبيسألوني، ليه منّك مبينة بعد»؟
* ربما عليك أن تختاري الناس الصح.
– «قولك في ناس صح بعد بالوسط»؟
* طبعاً.
– لا أعرف.
* هل لديكِ علاقات في الوسط الفني اللبناني؟
– ليس لديّ صداقات، بل معارف.
* هل حاول أحد مساعدتك وفتح أبواب الحفلات أمامك مثلاً.
– بل حاولوا إغلاق كل الأبواب (تضحك ساخرة) يشجعونك لكن «من بعيد لبعيد».
* مع من تودين التعامل من ملحنين وشعراء؟
– أحب زياد برجي، أشعر أنّه قد يعطني شيئاً يشبهني. أحب أيضاً ناصر الأسعد. وطبعاً جان- ماري رياشي الذي أعشقه وأحب أن نعمل سوياً. كذلك أحب الشاعر أحمد ماضي، وأشعر أنّ لديه موضوعات تشبهني.
* كأنّك تميلين لمن يقدّمون الرومانسي.
– ربما، لأنّي أحب هذا اللون،لكنّ الأغنية هي التي تفرض عليّ اختيارها، كما أن متطلبات السوق تجبرني على اختيار السريع والذي يناسب الـClubs والحفلات.

علاء مرعب

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار