• رامز جلال وهاني رمزي لا يقدّمان إلا مشاهد الترهيب فليتعلما من (الصدمة)
بوستر برنامج (رامز بيلعب بالنار)
بوستر برنامج (رامز بيلعب بالنار)

اعتدنا ومع كل رمضان أن تعرض برامج للمقالب وأهمها تلك التي يقدّمها كل من النجمين رامز جلال (رامز بيلعب بالنار) وهاني رمزي (هاني في الأدغال)، فينتظر المشاهدون العرب برنامجهما على نار ليضحكوا أو ليرسموا ابتسامة على وجوههم وإذ أستغرب لمَ يحبّون أن يشاهدوا عذابات النجوم، رغم أن كل ما يحصل في هذه البرامج متّفق عليها مسبقاً ولا تعدو كونها إلا مشاهد تمثيلية.

فهل اعتاد الجمهور العربي على مشاهدة الظلم والخوف والرعب وأن تكون ردّة فعلهم غير الطبيعية الإبتسامة “والقهقهة”؟

وهل بات العذاب مضحكاً بدل أن يبكوا على واقع أليم يعيشونه هم أو يعيشه الآخر؟

برنامج هاني في الأدغال
برنامج هاني في الأدغال

رامز الذي تميّز بتلك البرامج ليلحقه هاني رمزي في مصر بعد أن استنفذ لبنان كل الأفكار في نوعية البرامج نفسها. يبتكر كل كم الثنائي الأفكار المتشابهة في كيفيّة تنفيذ الضرب ضد النجوم العرب، والأضرب تعليقاتهما السخيفة خلال الحلقة على ضيوفهما، فيشعران بالسعادة ويقومان بحركات لا تليق بهما “يعني أراكوزات”.

أشعر بقرف كبير عند مشاهدتي لمثل تلك البرامج القائمة على التعذيب والتنكيل والصراخ والموت الأحمر، وإن كانت المشاهد تمثيلية والنجوم يتقاضون مبالغ طائلة، وأستغرب كيف يشوّهون صورتهم مقابل المال، فنرى ثيابهم متّسخة، ونسمع أصواتهم وهم يصرخون أو عندما ينهالون بالشتائم على المقدميّن، ويتناسون الـ Ego تماماً الذي تقتله حفنة من المال.

برنامج الصدمة
برنامج الصدمة

يتنافس رامز وهاني في كل سنة “انو مين الأقوى وبيي أقوى من بيّك”، وغالباً ما ينجح رامز بإحتلال المراتب الأولى وبحسب احصاءت نُشرت في مصر حتى أن أصداء برنامجها وصل إلى كل العالم العربي، ولكن هذه السنة كانت مختلفة تماماً مع دخول برنامج (الصدمة)، وهو برنامج للمقالب لكنّه جديد على الشاشات العربية، ويتميّز بالدمعة والمواقف الإنسانية وردّة فعل الناس على مشهد تمثيلي يؤديه بعض الممثلين الجدد، فنبكي من قسوة المشاهد  وفي نفس الوقت نشعر بأن الدنيا لا تزال بألف خير عندما نرى رجلاً يقف بوجه من يعنّف والدته، أو امرأة تضرب رجلاً ينكّل بزوجته ويصرخ عليها في مكان عام، أو عندما يقف الشباب أمام المتحرّش..

ما أجمل برنامج (الصدمة) ويا ليت مجتمعنا العربي يشبه العيّنات التي نشاهدها في هذا البرنامج، لكنّا عشنا بسلام ومحبة رغم كل الحروب التي يعيشها الوطن العربي.

تعبنا من مشاهد القسوة والإنفجارات والتعذيب التي نراها كل يوم، فنحن لسنا بحاجة إلى برامج تذكرنا بواقعنا الأليم.

سارة العسراوي

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار