ليست المرة الأولى التي يُصادف وجود دنيا سمير غانم، في حفل أو مهرجان أتواجد لتغطيته، وليست المرة الأولى التي انبهر فيها بطريقة تعاملها مع كل من حولها، لكنها المرة الأولى التي أدقق في تفاصيل شخصيتها وأتأكد من كونها واحدة من أنقى شخصيات الوسط الفني المصري!

الفنانة دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامي رامي رضوان
الفنانة دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامي رامي رضوان

سبق لي وأشدت بسلوكيات دنيا سمير غانم في برنامج (The X Factor) حينما كانت تعتبر أعضاء فريقها أطفالاً صغاراً مسؤولين منها، لكن لن يمنعني هذا من الإشادة بها مرة أخرى، طالما هي لا تزال نجمة تحترم كل من حولها في زمن ومجال قل به المحترمون!

حضرت دنيا حفل توزيع جوائز السينما العربية (ACA)، وتواجدت في مقر الفندق الذي أقيم فيه الحفل في السادسة والنصف مساءً، وتصادف لحظة دخولها من باب الفندق أني كنت متواجدة هناك، رأيتها تدخل برفقة زوجها الإعلامي رامي رضوان بهدوء، وتضع حقيبتها للتفتيش، ثم تلقي السلام على رجال الأمن بعفوية ولطف شديدين فتقول لكل منهم: “أزيك عامل أية”، وتبتسم بوجه جميع من تقابله.

الممثلة دنيا سمير غانم
الممثلة دنيا سمير غانم

لم تخفِ دنيا وجهها من الموجودين في الفندق لأنها لم تضع الماكياج بعد كما تفعل غيرها من النجمات، ولم تركض مسرعة باتجاه غرفتها كي تتهرب من الجمهور، بل كانت تسير بشكل طبيعي كأي فتاة بسيطة.

صعدت دنيا غرفتها لتستعد للحفل، ولم أرها مرة ثانية إلا عندما ارتدت فستانها الأنيق وظهرت على السجادة الحمراء برفقة زوجها، لأجدها من جديد تؤكد لي حسن تعاملها وتصرفها، فلبت طلبات عدد كبير من الإعلاميين بالتسجيل معهم، واحترمت كل مصور صحافي طلب منها الوقوف للحظات أمام كاميرته لالتقاط صورة مناسبة لها.

الفنانة دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامي رامي رضوان
الفنانة دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامي رامي رضوان

ما حدث أمامي وجعلني أنبهر أكثر بدنيا الموهوبة فنياً وأخلاقياً، كان طلب أحد الإعلاميين تسجيل حوار صغير معها لإذاعة (9090)، فقبلت دنيا طلبه وحضرت على الفور أمام ميكروفونه للتسجيل، إلا أن الأمطار تساقطت بشكل مفاجئ على السجادة الحمراء، وكادت تفسد إطلالتها، فاعتذرت بلباقة ووعدت المذيع بالتسجيل معه داخل القاعة، وهو ما يعتبره أي إعلامي مجرد جملة لإرضائه، ووعد لن يتم الوفاء به.

الفنانة دنيا سمير غانم
الفنانة دنيا سمير غانم

كانت دنيا تملك من اللطف ما جعلها توفي بوعدها وتسجل مع الإذاعي فور دخولها القاعة المغلقة التي تسبق قاعة المسرح الذي أقيم عليه حفل توزيع الجوائز، رغم الازدحام الشديد وتواجد أغلب المدعويين داخل القاعة بعد هروب الجميع من الأمطار.

دنيا كانت تتصرف هكذا رغم أنها غير مرشحة للفوز بأي جائزة في الحفل، أي أنها لم تكن تطمع لأن يبارك لها الإعلاميون والصحافيون بفوزها بعد المعاملة الجيدة التي قابلتهم بها، بل هي حضرت فقط لتهنئ وتصفق لزملائها وتدعم القائمين على الحفل الذين أرادوا تكريم كل صناع السينما، وهو ما يعد أمراً نادراً أن يأتي فنان لمهرجان لن يتم تكريمه فيه في منطقة لا تزال تعاني الأنا المتضخمة بين أوساط النجوم في كل مهنة!

شعرت للحظات أن دنيا تتصرف وكأنها تغفل أنها نجمة كبيرة، ربما لأني أعتدت على تصرفات غيرها من النجوم المتعاليين الذين جعلوني أعتبر أن تصرفاتهم طبيعية، وما تفعله دنيا هو الذي ليس مألوفاً!

دنيا سمير غانم

دنيا التي ولدت في بيت فني لأب عبقري كوميديا (سمير غانم)، وأم (دلال عبد العزيز) أستاذة في التمثيل، لم ترث الحس الفني فقط من والديها، بل اكتسبت أيضاً منهما أخلاقهما العالية وروحهما الطيبة.

ليت جميع النجوم والنجمات بتواضع وأخلاق دنيا سمير غانم، التي تثبت يوماً فالآخر أن قدميها لا تزالان ثابتتان على الأرض رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها وعائلتها في عالم الفن.

دينا حسين – القاهرة

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار