منذ عقودٍ والفساد يعشِّش داخل المجتمع اللبناني بمعظم مكوِّناته الإدارية والرسمية، متخذاً أشكالاً وألواناً بتنا نعجز عن إحصائها واقتفاء آثارها.

حالةٌ عامَّة تغذيها منظومة متكاملة ومتماسكة من السلوك الإداري السيِّئ والمواقف الشعبية المتهاونة والمستسلمة. خلال شهر حزيران هذا، قرَّرت (سَكِّر الدكّانة) أن تنزل بهذه المسألة إلى الشارع بطريقة ذكية ومبتكرة. فلقد نظمت الجمعية سلسلة من الأنشطة المتميِّزة، أعادت من خلالها تسليط الضوء على الفساد كقضيةٍ ملحة تستوجب الإهتمام والمعالجة الفورية.

تجنَّد فريق (سَكِّر الدكّانة) وقرَّر افتراش شوارع البلد وساحاته، منطلقاً من قلب العاصمة، بيروت. فبعد افتتاح أبواب “الدكانة” في الجميزة خلال شهر أيار الماضي، تجمَّع عددٌ من الباعة المتجوّلين في شارع مار مخايل في 13 حزيران، وراحوا يتجوَّلون في الأحياء المجاورة يعرضون على المواطنين أنواع غريبة من البضائع التي فاجأت السائقين العالقين في زحمة سير بعد ظهر يوم الجمعة.

مجموعةٌ جديدة من بطاقات الهوية، ورخص السوق، والشهادات الرسمية، وعدادات الكهرباء والمنتجات الإدارية المتنوِّعة؛ روَّج لها الباعة بأرخص الأسعار وأفضل الحسومات. من خلال هذه المبادرة المثيرة للفضول، نجح النشاط في توعية المواطنين حول ضرورة مكافحة الفساد وحشد الدعم المطلوب لذلك.

تابع الفريق رحلته وانتقل إلى صيدا في 20 حزيران، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، تجوَّل شباب “الدكّانة” في أسواق المدينة وعلى الكورنيش، وراحوا يختلطون بالمواطنين والمارَّة ويسوِّقون لمنتجات “الدكّانة” المعروضة داخل عربات البيع. وخلال هذا المهرجان التسويقي، حرص المتطوِّعون على توزيع النشرات الإعلامية حول “الدكّانة” وعملها، وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عن الرشاوى باستخدام الـ IPads، وإجراء نقاشات تتناول الفساد وسلوكياته.

البداية كانت من مار مخايل وصيدا، ولكنَّ الرحلة لم تنتهِ بعد! فقريباً، ستكون “سكِّر الدكّانة” في الشارع مجدداً! انتبهوا وترقبوا، قد يكون شارعكم الهدف التالي.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار