نضال الأحمدية: الابتسامة خير دواء جربوها لا تكلف شيئاً (مما أنشره على الانستغرام)
نضال الأحمدية: الابتسامة خير دواء جربوها لا تكلف شيئاً (مما أنشره على الانستغرام)

حين تبتسم تصبح أجمل، وأكثر قبولاً عند الآخر.. هذا نعرفه جميعنا ونعرف سحر الابتسامة التي تقرب القلوب وتهدئ النفوس وتلطف الأجواء، لكننا لا نعرف ما تأثيرها على وظيفة الدماغ. حتى وإن كانت ابتسامة مخادعة.

بدأت البحث عن دراسات تتعلّق بالإبتسامة بعد أن تراكمت أحداث حصلت معي وبعد أن سمعت الكثير من أصدقائي يخبرونني عن الأحداث نفسها تحصل لهم، كأن يخافون المشاركة في مناسبات حزينة لأنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم ويضحكون دون إرادتهم! هذا يحدث مع كثيرين، وحدث معي ذات مرّة كنت أبكي في مناسبة عزاء شاركت فيه وكنت أشعر بالحزن حقاً على الرجل.. وكي أكون أكثر صدقاً، حدث ذلك حين كنت أعزي الفنانة نجوى كرم برحيل والدها الذي كنت أحبه كثيراً وكانت جلساتنا هي الأجمل على الإطلاق وعلى قلتها. بيتما كنت أبكي أبو طوني من قلب قلبي وجدت نفسي أضحك دون إرادة مني. حاولت الخروج من المكان (الكنيسة) هرباً لكن نجوى منعتني أو الصحيح أنَّها طلبت مني أن أبقى فوافقت لكني خفت أن تعاودني نوبة الضحك فلا أتمكن من إخفائها مرة ثانية واعتذرت منها قائلة: سأخرج قليلاً لأدخن سيجارة.

نضال الاحمدية نجوى كرم نقولا كرم طوني كرم كارمن لبس وأنا أخبئ وجهي كي لا أفضح نفسي
نضال الاحمدية نجوى كرم نقولا كرم طوني كرم كارمن لبس وأنا أخبئ وجهي كي لا أفضح نفسي
كارمن لبس لم تتمكن من إخفاء ابتسامتها وأنا ساعدتني يدي ا
كارمن لبس لم تتمكن من إخفاء ابتسامتها وأنا ساعدتني يدي وبعدها فررت إلى مطبخ الكنيسة

خرجت ليس لأدخن سيجارة بل لأهديء من نفسي كي أعود إلى المكان متوازنة وكنت حقاً خائفة!

كيف يمكن أن أكون على هذا القدر من الحزن؟ وكيف يمكن أن أكون راغبة بالبكاء من صميم قلبي حزناً على رجل أحببته كثيراً واحتجته كثيراً؟

وكيف يمكن أن تنتابني رغبة بالضحك في آن.

هذا وغيره من أحداث في مثل هذه المناسبات جعلتني أبحث عن أسباب رجحتُ أنها فيزيلوجية وليست نفسية وبدأت من التعابير الشعبية:

  •  لماذا يرددون عبارات مثل: البكاء يفرج الانسان ويزيل الغم رغم أن البكاء في الحقيقة لا يزيل الغم لأنه لا يلغي أسبابه.

هذا سؤال علمي قد يرفضه الكثيرون لأنَّهم لا يرغبون بالتفكير ولا البحث عن الحقائق! ولماذا تؤكّد الدراسات العلمية على أن الإبتسامة الكذّابة تحسن المزاج مثلها مثل الابتسامة الحقيقية!

ولماذا علموني في مراكز علميّة كبرى كيف أبتسم حين أستفيق صباحاً ولو كانت ابتسامتي كاذبة، وأكّدوا أنّها ابتسامة الصباح بعد الاستيقاظ لمدّة خمس دقائق هي من التمارين الضرورية التي تفيد الصحة العامة وتجعل القلب مرتاحاً والروح شغوفة وترفع من منسوب القدرة على العمل.

دراسات علميّة كثيرة أجريت في أكثر من محفل علمي في العالم أجابت على أسئلتي وأكّدت على أن الإبتسامة تفيد حياتنا الشخصية والصحية والعاطفية والمهنيّة حتى ولو كانت ابتسامة مخادعة أو كاذبة..

كيف؟ وما علاقة كل ذلك بالضحك أمام الجثة أو في محافل العزاء؟

  • الدراسات العلمية تقول:

حين تبتسم أو تضحك فإنك ومن خلال عضلات الوجه المتحرّكة تعطي إشارة لدماغك بأن يشعر أنه بخير.

ومن جانب آخر وفي أوقات مغايرة فحين يكون دماغك بخير يرسل أوامر لوجهك كي يعبر عن ذلك بابتسامة.

إذا العلاقة هنا قائمة بشكل مستمر ما بين الدماغ وعضلات الوجه.

والدراسات تقول: إن كنت بمزاج سيء جداً وأردت تحسين مزاجك وأمورك، فابتسم ابتسامة مخادعة لمدّة خمس دقائق وستشعر بطريقة تشبه السحر في تغير مزاجك إلى الأحسن.

لماذا وكيف وما علاقة كل ذلك بالضحك في العزاء؟

حين تبتسم ابتسامة مخادعة أو حقيقية فأنك تستخدم نفس العضلات فيما حول شفتيك وحتى عضلات أخرى من وجهك تكاد تطال معظم تعابير الوجه حتى العينين.

الدماغ مهمته أنه يتلقى الاشارات من الوجه المبتسم لكنه لا يفهم أن المبتسم مخادعاً. الدماغ فقط يتلقى الإشارات ويفرز المواد المنشطة لمشاعر السعادة والتي قد تصل بك إلى الرغبة بالضحك.

لذا وحين نكون في العزاء ونشعر بالحسرة والحزن فإننا ودون وعي منا وخلال تعبيرنا عن حزننا حتى وإن كنا لا ندمع فإننا نحرك العضلات نفسها التي نحركها حين نبتسم.. كمثل هذه الصورة:

 ياسمينا هنا هل تضحك أم تبكي؟ وفي الحالين فإنها تحرك عضلات وجهها بنفس الطريقة للحالين
ياسمينا هنا هل تضحك أم تبكي؟ وفي الحالين فإنها تحرك عضلات وجهها بنفس الطريقة للإحساسين وقد يكون خداعاً للدماغ ما يبعث على البهجة وهذا ما يحدث في المناسبات الحزينة

وبالتالي فإن الإشارات التي تخرج على وجهنا وتبعث يرسائلها إلى الدماغ هي نفسها تلك الرسائل التي ترسلها حين نبتسم كذباً أو بصدق فيتلقى الدماغ الارساليات ويبعث البهجة في القلب.

– البهجة قد تشفي الغليل وتخفف من حدة الالم على الفراق. وقد تنتج ما هو أقوى بكثير وذلك حين نضحك دون إرادتنا لشعور بالبهجة التي لا نعترف بها لكنها تفضحنا حين لا نستطيع التوقف عن الضحك فنخبئ وجوهنا وقد شعرنا بالعيب الكبير.

هل فهمنا الآن مدى أهمية الابتسامة التي تقلب الحياة من جهنم إلى جنة!

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار