منذ 8 سنوات 
هل شعرت يوماً وأنت نائم بأنك مستيقظ وتريد أن تتحرك وتتكلم ولكنّك لا تستطيع، فتعيش الموت البطيء؟
هل شعرت بالخوف والرغبة في البكاء، فتطلب المساعدة ولا يسمعك أحداً، فتسمع كل ما يدور حولك ولا تستطيع الحراك؟
هذه الحالة تصيب 4 من كل 10 أشخاص، وتبدأ ملاحظتها أولاً في سن المراهقة، إلا انّها تصيب كلاً من الجنسين في جميع الأعمار. هذه الحالة تُدعى شلل النوم أي Sleep Paralysis، أو الجاثوم، أو أبولبيد، أو بو غطاط أو الرابوص بالعربية. وتشير تقديرات طبية إلى أن 60% من الناس يختبرون شلل النوم مرة واحدة على الأقل، ويعاني 5% من نوبات متكرّرة تحدث على الأغلب في الليل تستمر ستة أشهر أو أطول من ذلك، وهذه الحالة مربكة للغاية، ويمكنها أن تسلب النوم من المصابين بها، وتسبّب لهم إرهاقاً ومشكلات في التركيز.
- ما هو شلل النوم؟
هو اضطراب يجعل المصاب به يصحو جزئياً خلال حلمه فيما يظل جسده نائماً. وخلال هذه الحالة يكون الشخص المصاب في مرحلة بين النوم واليقظة الفعلية، ويكون المخ مستيقظاً في الواقع فيشعر بالموجودات من حوله ولكنّه لا يستطيع الاستيقاظ فعلياً. وبمعنى آخر في بعض الأحيان يستيقظ الإنسان خلال مرحلة حركة العين السريعة، وتكون حالة الإرتخاء العضلي الكامل لا تزال في الجسم ولم تفارقه بعد، وينتج عن هذا أن يكون النائم في كامل وعيه ولكنّه لا يستطيع الحركة إطلاقاً، وتحتاج عضلات الجسم إلى بعض الوقت حتى تستوعب أن عملية الاستيقاظ قد تمت بالفعل. ويصبح المخ في حالة نادرة، شديدة الاختلاط عليه، فلا هو بالنائم ولا هو بالمتيقظ، ومن ثم يستيقظ المخ بعد عدة أحلام عجيبة، فتنتقل معك إلى عالم اليقظة وتتحوّل إلى حالة مرعبة يظن معها المصاب بأنّه مقدم على الموت.
هناك 3 تفسيرات أنو نواحي لشلل النوم:
* التفسيرات العلمية:
بحسب الدراسات الأخير فقد أكد بعض الأطباء أو الباحثون أن لـ شلل النوم نوعان:
– Hypnopopic Paralysis يحد غالباً بعد الاستيقاظ من النوم بفترة وجيزة.
– Hypnagogic Paralysis: وهنا يحدث الشلل نادراً قبل وقت قصير من النوم.
* التفسيرات الفسيولوجية، فإن شلل النوم هو اضطراب وثيق الصلة بالشلل الذي يحدث كجزء طبيعي من وضعية النوم (REM حركة العين السريعة)، والذي يعرف باسم (REM Atonia). ويحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من نوم الـ REM، ولكن الشلل الجسدي لايزال قائماً. وهذا يجعل الشخص واعياً تماماً، لكنه لا يتمكن من الحركة.
* تفسيرات الأديان: كلنا يعلم جيّداً أن الأديان لا تعترف بالعلم، وتفسّر الحوادث أو الإصابات بمعتقدات دينية خاصة بهم، عندما يتحدّث الشخص المصاب من شلل النوم، ويشتكي منها لأقرب الناس إليه وغالباً للأهل، فأول ما يفعلونه هو اصطحابه إلى شيخ الذي يؤكد أنّ شيطاناً يحاول التحكّم بجسده أو جنيّة عجوز أو Old Hag Syndrome تجلس فوق صدر النائم وتسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على التحكّم. ويؤكد بعض لمشايخ أو الأهل غير المثقفين بأن أولادهم أو المصابون مسكونون، وأن هذه الحالة ما هي إلا إنذار مسبق ينبىء بحدوث شيء سيء مثل الموت.
- متى يحدث شلل النوم؟
يقول خبير النوم الدكتور نيل ستانلي: “شلل النوم يحدث خلال حركة العين السريعة أو أحلام النوم. فخلال فترة النوم التي تتسم بحركة العين السريعة التي تستمر من 5 إلى 10 دقائق وتتكرر كل 90 دقيقة تقريباً طوال الليل يعطل الدماغ غالبية وظائف عضلات الجسم مسبباً لك شللاً مؤقتاً وبالتالي لا تتمكن من تجسيد الأحلام”.
ويضيف: “في شلل النوم، يستيقظ المصاب، بيد أن الانتقال بين النوم والاستيقاظ التام لا يكون بالسلاسة التي ينبغي أن يحدث بها، والمصابون بشلل النوم يبدأون الاستيقاظ وفي بعض الأحيان قد يتمكنون حتى من فتح أعينهم جزئياً، لكنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على الحركة، وفي الوقت ذاته يواصلون الاستغراق في الحلم. ويدوم الشلل فقط بضع ثوان أو دقائق لكنه يمكن أن يكون مرعباً لأن الضحية قد يختبر ضيف في النوم وفي بعض الأحيان يعاني من هلوسات.
- ما أسباب شلل النوم؟
1- الحرمان من النوم.
2- التغييرات في الجدول الزمني للنوم.
3- الظروف النفسية مثل التوتر أو الأضطراب
4- النوم على الظهر.
5- استخدام أنواع الأدوية.
- كيف يتم علاج شلل النوم ؟
معظم الناس قد لا تحتاج الى علاج لشلل النوم، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من القلق قد يتناولون الحبوب التي تساعدهم على النوم، وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى آخرى، ففعل ذلك سيكون كفيلاً بإنهاء هذه الأعراض بشكل سريع. وهناك علاجات أخرى ومنها:
1- انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ، والحصول على القدر الكافي من النوم.
2- ممارسة التمارين الرياضية، وقبل النوم بوقت قصير
3- حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.
4- اللجوء الى الادويه المضاده للاكتئاب في حاله تكرار نوبات شلل النوم ولكن تحت اشراف الطبيب, فهذه الادويه تقوم بتقليل وقت مرحله النوم الحالم فتقلل نسبه حدوث نوبات شلل النوم.
5- بعض الفرضيات تقول إن النوم على الجنب قد يساعد في التخلص من هذه النوبات.
)
