منذ 8 سنوات 
- ذكريات الصحفي حسن عبد الفتاح : مات والد عادل أمامه فرفض مغادرة بيروت وأحمد زكي مثّل (قارئة الفنجان) وهو أعمى!
- سعيد صالح ملحناً خطيراً وعلاء ولي الدين لو بقي حياً لكان نجم النجوم.
- كسبت ثقة عمر الشريف وأجريت معه خمس حوارات في فرنسا.
- شخصية شهيرة حاولت إغتيالي فقتلها النظام السابق.
يعتبر الصحفي حسن عبد الفتاح من أجرء الصحفيين في مصر بل وأكثرهم عالماً ببواطن الأمور التي تحصل داخل وخارج الوسط الفني، كما أنه حقق عدة خبطات صحفية وتعرض لعدة مشاكل. إلى جانب كل ذلك هو من أقرب الصحافيين إلى قلب الكثير من الفنانين الكبار مثل الزعيم عادل إمام والنجم العالمي الراحل عمر الشريف الذي تفرد معه بإجراء خمس حوارات صحفية في فرنسا، وأحمد زكي وسعيد صالح رحمهما الله وغيرهم من النجوم..
معه كان هذا اللقاء الذي تحدث فيه عن ذكرياته بتلقائيته المعهودة عن بعض النجوم وبدأ كلامه عن النجم عادل إمام فقال:
– عادل من أطيب النجوم وأذكاهم، وهو ليس مغروراً كما يعتقد البعض، بالعكس هو صاحب مزاج أي يعامل كل شخص وفق طبيعته كما أنه يحمل في داخلة قلب طفلاً صغيراً. هو متعلق بعائلته إلى أبعد حدود وكذلك أحفاده، والزعيم لطالما تصدى للإرهاب من دون أن يخاف رغم التهديدات المسبقة التي تعرض لها أيام النظام السابق من قِبل إرهابيين بسبب أعماله ومع ذلك بقي ماضياً بتقديم الأفلام التي يعتبرها رسالة قبل أن تكون متعة للمشاهدة ويحذر بها من مخاطر الإرهاب ويغضبني البعض الذين يدعون أنه كان متحدث بلسان النظام وأنا هنا أسأل هؤلاء المتبجحون ألم يلاحظوا أن عادل لم يكن ضمن الوفد الفني الذي دعاه الرئيس المخلوع حسني مبارك بلقائة الشهير مع الفنانين؟ ألم يلاحظو كيف تعرض فيلمه”بوبوس” للحرب لأنه يتطرق لعالم السياسة ورجال الأعمال وتبيض الأموال؟
عادل إبن مصر الحبيبة وهو واحد من الناس ولازال كما عهدناه منذ مسلسله الشهير(أحلام الفتى الطائر) الرجل الحالم شانه شأن كل مواطن عربي. أجمل الذكريات معه كانت حين تمت استضافته في لبنان في عهد حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي إستقبله في قصره وكرمه، وعندما عرض مسرحيته (الزعيم) في لبنان علم في ليلة العرض بوفاة والده ويومها طلب منه الحريري أن يوقف العرض ويعتذر للناس ويخبرهم بالمصاب ووضع طائرته الخاصة تحت تصرفه لتقله إلى القاهرة ليحضر الدفن لكن عادل اعتذر وقال للرئيس (ما ذنب الجمهور الذي دفع ثمن التذاكر حتى أعتذر له عن تقديم العرض) ويومها قدم أجمل عرض مسرحي بحياته وبعد إسدال الستارة وإلقاء تحية الجمهور أخبرهم بنفسه أنه الليلة كم سعيدا بلقاء الجمهور اللبناني وتعيساً بآن لأنه فقد والده ثم أجهش بالبكاء، هذا هو عادل إمام كتلة من الطيبة وعجينة فن قلّ أن يجود الزمن بمثله.
* ماذا عن ذكرياتك مع أحمد زكي رحمه الله؟
– كان من أكرم الفنانين على وجه الأرض، وكان يوزع نصف أجره على العمال قبل إنتهاء تصوير أي فيلم يقوم ببطولته، كما كان يدعو يومياً كل طاقم العمال للغداء أو العشاء على حسابه، وأريد أن أؤكد انه لم يتقاض ملايين الدولارات عن فيلم “حليم” كما اشيع، بل مليون جنية وكان حينها قد أصيب بالسرطان وأصّر أن يُمثل الفيلم لأنه كان من ضمن أحلامه تجسيد شخصية العندليب، أذكر أنه في منتصف الفيلم فقد بصره لكنه طلب مني ومن والمقربين منه أن لا يشاع الخبر، وكان باقياً له مشهد أغنية (قارئة الفنجان) فمثله بتلقائية شديده وبعدها دخل إلى المستشفى (دار الفؤاد) حيث نزل وزنه إلى 39 كيلو، وكان يحاول أن يقوي نفسه، لكنه في الفترة الاخيرة رضخ للأمر الواقع وقال لنا أنه سيموت ودخل معنا برهان، (ويتابع) كان يوم الجمعه كما أذكر تؤضأ وصلى الظهر وأتيت اليه وكان معه إبن خاله الفنان التشكيلي سمير، سلمت عليه فعرفني من صوتي وقال لي (خلاص يا حسن أنا حاموت) رديت على الفور(بعيد الشر عنك يا أستاذ أنت زي الفل) جلس قليلاً في الحديقة ثم طلب الصعود إلى غرفته لأنه شعر بتعب شديد، أتى الأطباء لإسعافه فقال لنا (أرايتم لقد كسبت الرهان وها أنا أودعكم) ودخل بغيبوبة لأيام وبعدها فارق الحياة.. أحمد زكي نجم وممثل حقيقي وإنسان شهم وكريم و(جدع) ولا يوجد مثله في الوسط الفني كله.
* أيضاً سعيد صالح صديقك؟
– ده حبيب قلبي ومن أوفى الناس وما لا يعرفه الكثيرون أن سعيد صالح ملحناً مهما إضافة إلى أنه ممثل خطير ومن منا ينسى دوره الرائع في(كعبلون) وحتى بحلوله كضيف شرف على فيلم (زهايمر) مع عادل إمام كان في قمة التألق بدور الرجل الذي يرمونه أولاده في دار المسنين لأنه مصاب بالتبول أللا إرادي.
* علاء ولي الدين؟
– رحمه الله كان يزورني في مكتبي بإستمرار نتحدث ونتسامر ويسمعني بعض الاحاديث الدينية، لو بقي علاء على قيد الحياة لكان أهم كوميديان من أبناء جيله.
* ماذا عن عمر الشريف؟
– البعض يتهمه بالمزاجية لكني استطعت أن أكسب ثقته وأجري معه خمس حوارات في فرنسا كانت من أهم أحاديثي الصحفية.
* ايضاً كشفت قضية فساد كبيرة بمصر؟
_ صحيح وتتعلق بشخصية عربية قتلها النظام السابق بحقنة من مادتي (المورفين والفانيل) وليس كما أشيع بسبب إصابتها بمرض خطير ثم هبوط بالدورة الدموية فجأة، كون تلك الشخصية كانت سيئة وتقيم حفلات ماجنة وشاذة كما آذت الكثير من المصريين الذين يعملون عندها وأذلتهم، كما تم ترحيل شقيقها من البلد وبعدها تسلسلت الأحداث في وفاتها بين أسرتها وزوجها والتحقيقات التي أجرتها النيابة العامة حسب المحاضر والبلاغات،على فكرة تلك الشخصية حاولت اغتيالي بالقتل بإطلاق الرصاص عليّ ونجوت مرة أخرى تم تفجير مكتبي لأنني كنت أكتب ضدها وتصرفاتها الماجنة. (هما واضح أنه يتحدث عن السعودية هند الفاسي)
إبتسام غنيم – مكتب بيروت
)
