صيف 2014 لا يبدأ أو يكتمل إلا بألبوم إليسا، الناطق الرسمي بإسم المرأة العربية وفعلاً حدث ذلك مساء أمس لأغلبية جمهورها في العالم العربي، حيث صدرَ ألبومها الجديد وانتشر في الأسواق ويحمل اسم: حالة حب، وبالفعل جاء العمل “اسم على مسمى” ذلك أن الألبوم هو مظلة تندرج تحتها 14 أغنية تتكلم عن حالات حب كثيرة، منها للحبيب والوالد والأخ والوطن ولكن ليس الحب فقط بل يحمل روح القوة والتحدي والإيمان التي هي فعلاً إليسا لأن من يتابع أعمال إليسا يعلم أنها امرأة قوية وحتى في أوقات ضعفها لا تراها تظهر للملأ أو تحاول أن تستجدي عطف أحد ولهذا أرى فيها روح المرأة العربية في عصرنا هذا. ومع ذلك فتحت لنا نافذة جديدة.. أرتنا شيئاً آخر في “يا مرايتي” من كلمات أحمد ماضي وألحان زياد برجي.
في الألبوم 14 أغنية فيها نتعرف فيها على إليسا من جديد ليس لأننا لا نعرفها أو لأنها تغيرت بل لأن إليسا من الشخصيات الكريمة التي تتمتع بتوازن روحي.. هي مستقرة في وجدانها ولذلك ترينا جانباً جديداً عبر فنها وذلك يتطلب الكثير من الكرم والشجاعة. مثلاً أغنية “يا مرايتي” تحديداً من ناحية الألحان تشبه رقي عمر خيرت في البيانو ومن ناحية النص الأدبي فهي ترمز لمن؟

رفيقة المرأة الأبدية وهي المرآة التي تحتاج للضوء (الحقيقة) لتعكس لنا ذاتنا وبالتالي كي نواجه أنفسنا لنحصل على الوعي والحكمة ولنواجه أنفسنا
أيضاً في العالم الذي خلقناه بقرارات واعية أو لا واعية، هي دقائق مصارحة فيها نجلس مع الحقيقة العارية بلا مجاملات من يحبوننا.. هي الحقيقة
الحالية وليست المستقبلية فإذن هناك أمل بين طيات الألم لكن ربما ليس الآن مع أن هناك عطش له.

النص فيه سؤال مؤلم في النهاية (قولي لي وين بدايتي؟) بعد سرد خوف وخيبة السنين وجروح وخيبات أظهرت أثراً، فكيف التجاهل؟ مستحيل.

(يا مرايتي) بعمق الألم هناك أمان في المصارحة وهناك ثقة، وهنا بالضبط شجاعة إليسا في النص والمشاعر التي تشعر بها كل لمرأة ولكن في
العتمة، بلا ضوء ولا مراية وبهذه الأغنية حررتنا من ضعفنا.
أما أغنية (إنسانة بريئة) التي انتظرناها مطولاً فتحمل اسماً لافتاً لأن هذا المصطلح يشرح بطريقة غير مباشرة ولكن بصورة شاملة صورة المجرم سواء مررنا بهذه الحالة أم لا، بل غالباً ما مررنا في الحالة لأن المرأة حينما تحب بكل قلبها وروحها وتُقابل بعدم استقرار وخوف وإدعاء والهجر تشعر بهذه الجملة الجبارة (وأنا كل ما أسامحك ترجع تجرح تاني وتاني وأنا مش في مكاني وبحس أوي إني غريبة فحضنك مش في مكاني) لكل هذا الألم والخيبة خلق من هذه الانسانة البريئة امرأة قوية صاحبة قرار وشجاعة وجبروت.
(وجعت قلبي) أغنية تمشي بنفس شريان (إنسانة بريئة) من حيث القوة والتحدي فهناك صرامة وقرار بطريقة أجرأ. هذه الأغنية تلمح عن فكرة (كما تدين، تدان) وهذه وحدها تخيف الطرف الآخر.
عندما سمعت (برغم الظروف) لأول مرة رأيت ثلاث نساء في بالي اشتهرن بقصص عذابهن والإحراج الذي رأينه مع أزواجهن على الملأ حيث أنهن لم يجدن السند أو الإحتواء لكن استطعن مع الايمان أن يكن رموزاً لنساء كثيرات حول العالم وهن: الأميرة ديانا، الممثلة الأمريكية السابقة وأميرة موناكولاحقاً غريس كيلي وزوجة الرئيس الأمريكي جاكلين كينيدي أو جاكلين أوناسيس لاحقاً.
أما “بطلي تحبيه” هي عبارة عن صوت العقل الذي غالباً ما يتجاهله القلب وكم منا لا يعرفه؟ نعرفه لكن إليسا لديها القدرة في أن تشرحة وكأنه شعور يطرح لأول مرة ونحن نسعد به دائما فـ win-win situation.

على خطى “أسعد وحدة” أهدتنا إليسا: “حب حياتي” و “قد الأيام” و “أنا مجنونة” و”عمر جديد” أغاني ممتعة بإيقاع سريع وطاقة منعشة مما سيكونون “قد المهمة” عندما يسعدوننا.
أما بالنسبة لـ “أول مرة” لعبد الحليم حافظ فقد نجحت إليسا في أن تجددها واستطاعت أن تفعل بإحساسها الفياض وصوتها الخلاب، علماً أن
تجديد أغنية لعبدالحليم حافظ كفيل بأن يصنع أو يحطم نجوماً لكن إليسا التي نجحت
بامتياز لكن ليس معه وحده بل أيضاً مع “حلوة يا بلدي” لداليدا حيث أدت الأغنية بذوق واسترجعت حلاوة الماضي وصعوبات الحاضر.
“أنا نفسي” لون جديد أو بالأحرى حوار كامل لكن بمثابة ما تتدرب عليه المرأة قبل أن تقوله للرجل الذي في حياتها. فيه السؤال والتردد “أقول؟”
ثم تسرد مخاوفها. ذلك أو حوار هاتفي نسمعه من الطاولة المجاورة، كفكرة..
فتاكة. كغناء: ابداع وللشخصيات المبادرة فقط. كما أن فكرة “لو إتقابلنا” لطيفة جداً ومشوقة وعندما تغنيها إليسا تحدث ثورة مشاعر.

“حالة حب” اللحن التركي مع صوت وأداء إليسا ينسكبان وينصهران معاَ في قالب مثالي أتمنى أن تكرر هذه التجربة لأنه خلق لها.

ألبوم (حالة حب) كمحتوى وغلاف فيه نقلة من إليسا إلى إليسا، نفس الفنانة ونفس المرأة ولكنها أكثر شبهًا لروحها. هناك محتوى أدبي عميق وإجتماعي من حيث الموضوع كما أن هناك ألواناً فنية جديدة من حيث اللحن والتوزيع.

هذا الألبوم فيه حميمية أكثر، وهو عمل يتغلغل في الحب ليس فقط بالعنوان بل بكل الفريق المشارك فيه.
شكراً إليسا على مجهودك وضميرك وحبك لعملك ولما تقدمين، تقديرك الكبير لنا يخجلنا ويجعلك تستحقين حب حياتنا، من أول مرة، برغم الظروف لأن قد الأيام لما تسأليننا، نحن، مرايتك، قد ايه تغيرتي، سنجاوب: حلوة يا إليسا يا عمر جديد!”
شكراً لأمين أبي ياغي، ايلي رزق الله، راني، ماندي وجميع من ساهم بهذا الألبوم من شعراء وملحنين وموزعين وطاقم عمل.

                                                                                                                        أنفال عبدالعزيز – الكويت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار