منذ فترة طويلة ونحن نفتقد لبرنامج تلفزيوني يقدم ما يُفيد المشاهد وما يستحق المشاهدة، إلى أن قدم الإعلامي اللبناني جورح قرداحي برنامجه (المسامح كريم) الذي لم يتسنَ لي مشاهدته عبر قناة الـ(OSN) لأشاهده منذ أسابيع قليلة عبر القناة المصرية (CBC).
فكرة البرنامج تحمل هدفاً إنسانياً رائعاً، حيث يُحاول جورج قرداحي وفريق إعداده أن يجمعا بين الأشخاص المختلفين والذين مرت عليهم سنوات عدة دون أن يتحدثا سوياً بسبب خلافات أياً كانت عائلية أو مادية.
جورج يُحاول خلال كل حلقة أن يصلح بين الطرفين اللذين باعدهما الغضب عن بعضهما. ويظل طوال الحلقات يُقنع الطرف الغاضب من الآخر أن ينسى ويُسامح ويعفو ذلك أن العفو عند المقدرة. وبالفعل وفي أغلب الحلقات نجح قرداحي في مهمته وغادر الطرفان المتنازعان من الحلقة متُصالحين.
في كل حلقة أشاهد فيها (المسامح كريم) أتأكد أكثر وأكثر أن جورج قرداحي إعلامي لبناني يُشرف بلده، بل يُشرف وطنه العربي كله، ويقدم برنامجاً من عيار القيمة المفقودة في وقت شح فيه هذا النوع من البرامج الهادفة، وسيطرت على الشاشات برامج التفاهات التي تُضيع وقت المشاهد دون جدوى.
خانتني دمعاتي وأنا أشاهد أكثر من حلقة من هذا البرنامج العظيم. نحن بأشد حاجة لترسيخ مبادئ السماح والعفو والتصالح. نحن في ظل كل الحروب التي تحيط بنا بحاجة إلى لحظات نعود فيها من جديد للفطرة التي خَلقنا الله عليها قبل أن تلوثنا الحياة وتبث فينا سمومها. نحن بحاجة إلى تلك اللحظة التي تتصافى فيها قلوب ضيوف جورج وينسون خلافاتهم من أجل حياة أكثر صفاء.
(المسامح كريم) برنامج يستحق المشاهدة ويستحق التكريم من الجهات المسؤولة عن ذلك، وجورج قرداحي المثال الإعلامي الذي يجب أن يقتدون به وعلينا أن نرفع رأسنا لوجوده على الساحة الإعلامية.
دينا حسين – القاهرة