منذ 9 سنوات إدارة الموقع لا تتدخل في رسائل أهل السلطة لا في الشكل ولا في المضمون ولا اللغة.. نرجو من القراء الكرام احترام النص في شكله على الأقل ولا نجبر أحداً على إتقان اللغة، لكن الشكل لا يحتاج إلا لشياكة فقط.
إن ذكر اسمه فجأة، توردت وجوه النساء جملة، ليستقر شبح ابتسامة خجولة فوق تقاسيم وجه محرجة حالمة .. وإن داعب صوته الأذن، احتلها وكبلها بسحره المعهود، ليصدر حكمه بالأسر الأبدي..
اعتنق رنين صوته أرواحنا المتمردة عند غنائه للحب، فجعلها تهوي وتصرخ في صمت لفتور مشاعر ملتهبة، دفنت في الماضي ولم تمت، بل جادلت للبقاء رغم مراسم حداد أقيم على ذكرى انفصال روحين..
من غيره هو الذي بث الفرحة في قلوبنا ما إن لمحناه يضحك، وفي عينيه تتراقص لمحة من شقاوة طفولة لم تغادره بعد، رغم نضوجه، لازال يحمل بداخله صبيا عفويا يطل بين الحينة والأخرى، فيغلب عليه أحيانا طابع المرح وأحيانا الخجل..
هو الفنان الأسطوري الذي وحد القلوب والشعوب بالمحبة، فعمم لغة الإحساس بين الناس، ناثرا بذور المودة والأمل ..
من غيره، وائل كفوري الذي غنى الموال فاهتزت على إيقاع صوته الجبال ليندمج الواقع بالخيال في عالم مثالي لا يخلو من الجمال ..
هو المطرب المتألق الذي لطالما فضل الخيار الأصعب بانتقائه أدق القطع أداء، مبرزا بذلك روعة خامته كما حنكته في إلقاء أغان استبعدها غيره، لأن لا صوت إلا صوته خلق لرفع التحديات الأكبر..
أجل، إنه مختلف، يحبذ المضي عكس التيار فجعل من الموال رفيقه المقرب لسنوات وعين لذلك خليفة لعمالقة الطرب العربي ..
اعتلى أشهر المسارح العربية والعالمية تلبية لدعوات جمهور محب، نمى بفضله موهبة الاستماع، فأصبح قادرا على تمييز الأغنية الثقيلة والمثالية موضوعا، كلاما، لحنا، توزيعا وأداء عن الأغنية الخفيفة التي تخاطب الأذن للحظات، ثم تضل طريقها إلى القلب بسهولة بالغة ..
من خلال تقديمه لأروع المواويل والأغاني القيِّمة، تمكن وائل كفوري من صقل ذكاء جمهوره الذي يندفع، فيعلو صراخه المسرح إن ذكر الكفوري عناوين أغان خالدة، صنعت اسمه وبقيت منذ ذلك الحين مصدر إقبال مذهل في حفلاته فهي حتما لم تكن سهلة أو قصيرة، كانت مميزة ومختارة بعناية لتليق بجمهور دقيق، يجيد الاستماع ومن ثم يحكم..
أسماء الصاطة – شاعرة وائل كفوري/المغرب
)
