ماجدة الرومي

في ليل جونيه الجامع أمس، وفي ظلال سيدة لبنان في حريصا، وتحت انظارها، أدخلت ماجدة الرومي وفرقتها الموسيقية البهجة إلى قلوب كثيرين افتقدوها في عجقة مهرجانات الصيف.

للمرّة الثانية، افتتحت أيقونة الصوت الأوبرالي مهرجانات جونيه الدّولية بمبادرة من جمعية (أصدقاء المدينة) التي يرأسها نعمة افرام وبالتعاون مع بلدية المدينة وبرعاية وزارة السياحة، على مدرجات ملعب الرئيس فؤاد شهاب، حيث كان في انتظارها حشد غفير من محبّيها اللبنانيين والعرب والأجانب الذين تقاطروا ليستمتعوا إلى مجموعة كبيرة من أجمل أغنياتها القديمة والجديدة التي يعشقها الجمهور بصوتها الملائكي وإحساسها الرائع، إلى جانب وجوه عامة رسمية سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وعسكرية.

ماجدة الرومي

الدهشة عمّت بداية من خلال الوصول المنظم والمحترف، من خلال تخصيص موقف وانتقال مجاني إلى ساحة العرض لكل صاحب بطاقة، ثم تأتيك الأناقة في الاستقبال من قبل فريق كبير من متطوعي (أصدقاء المدينة)، والإحتراف في الإدارة للشركة المنفّذة ICE، والتقنيات الرائعة التي أضافت سحراً على الشاشات العملاقة، انتهاء بتصميم المقاعد بطريقة تسمح لكافة المشاهدين التمتع برؤية مباشرة.

تطل بعدها السيدة بحنجرتها الصادحة، فهي تتقن سرّ اللعبة. تعرف كيف تتجدد باستمرار، والتجدد برز واضحاً إن من خلال الشاشات العملاقة والصور التعبيرية في خلفية المسرح، أو عبر العروض المرافقة التي تزاوجت مع اطلاق جديدها التي خصت به المهرجان: الحرية. هي الحرية بحق أكثر ما جعل جمهور غفير من خمسة آلاف مشاهد يتعلَّق بها، وهو ذلك الشبه بينها وبين الوطن، فهي ولبنان مع عاشقي الحرية يعرفون دائماً كيفية النهوض من تحت الردم، أقوى وأحلى.

ماجدة الرومي

مشرقة كعادتها كانت ماجدة، مع ابتسامة من القلب، وحركة محترمة وعفوية على الخشبة التي أذهلنا إتساعها، وصممت هذه السنة على الصراط الروماني المسرحي، مما اتاح الفرصة لاستعراض مشهدي مصوّر وخلاب.

منذ اللحظة الاولى، كانت ممسكة بكل شيء في اللقاء، وخصوصاً الجمهور الذي هدأ في البداية واستمع إلى عدة اغنيات تحتمل التجاوب بإمتاع خفيض الصوت، لتنطلق بعدها اغنيات لا مجال إلا للأيدي المرفوعة والأصوات المدوية، والحضور كلهم وقوفاً.

من حفل ماجدة الرومي

خيارات الاغنيات كانت موفقة ومتلائمة مع ذوق ورغبة الناس الذين خبروا الماجدة وأحبوها في رومانسيتها كما في ثوريتها، ساعتان ويزيد قليلاً مدّة الحفل الجميل والساحر، مع تجاوب جماهيري يصعب وصفه وفرحة عارمة عمّت المدرجات.

ماجدة الرومي

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار