اعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيّد بأن إدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال المهرجان الإغترابي بالأمس، بأن دعمه لترشيح العماد عون للرئاسة هو خطوة تاريخية إنطلقت من المصلحة العامة، إنَّما يشكّل مناورة على الرأي العام اللبناني والمسيحي ويتنافى مع سياسة جعجع المعروفة تجاه أخصامه المسيحيين عموماً، بحيث أنّ السبب الوحيد والأوحد لدعمه للعماد عون هو في كونه قد تعدّى الثمانين من العمر بينما عمر النائب سليمان فرنجية يقارب الخمسين، ولو أن فرنجية كان في الثمانين وعون في الخمسين لكان جعجع أول الداعمين لفرنجية.
وأضاف اللواء السيّد بأنّ على جعجع أن يكفّ أيضاً عن إيهام نفسه والنَّاس بأن ما يسمِّيه سلطة الوصاية السورية قد إعتقلته بسبب معارضته لها، كون ذلك الزعم يتنافى مع الوقائع التاريخية الثابتة وتفاصيل المحاكمات المدنيّة العلنية التي تثبت بأن جعجع قد أوقف وحوكم من قبل المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي فيليب خير الله لإرتكابه جرائم وإغتيالات حتى ما بعد الحرب الأهلية.
وختم اللواء السيّد بأنّ مفاخرة جعجع بخروجه الى الحرية ليست في محلّها بل تدعو الى الخجل، كونه خرج بقانون عفو شمله مع مجرمي حادثة قتل الجيش اللبناني في الضنّية، وهو قانون طارئ صدر في ظروف إنقلاب سياسي عقب إغتيال الحريري، علماً بأن قانون العفو يُسقِط عقوبة السجن عن المجرم لكنه لا يلغي الجرائم التي إرتكبها.