Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمديةبقلم Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

إن كنتَ متوتراً أو قلقاً أو حزيناً، لا تتبع الأفكار القديمة التي تقول أنّه بالرياضة والنشاط والعمل تُحَلُّ المشكلة..
د. بيتر آكست، أستاذ العلوم الصحّية في جامعة فولدا الألمانية، أعلن في كتابه (متعة الكسل) أن من يعيش قلقاً وتعباً من طبيعة حياته وظروفه، فعليه أن يستفيد من متعة الكسل، فيتمهّل ليعيش حياةً أطول وأسلم.
ويقول: إن كان الإنسان قلقاً أو تعباً، وانصرف يبحث عن علاج من خلال التمرينات الرياضية، فإن جسمه سيفرز هورمونات تسبّب ارتفاع ضغط الدم، وقد تؤدّي إلى تضرّر القلب والشرايين، لأن للإنسان كمية محدودة من طاقة الحياة، وسرعة استهلاك الطاقة يقصِّر العمر.
ويقول في كتابهِ: النشاطات التي تحتاج إلى صرف الطاقة كالمشي السريع، أو الركض وغيرهما، تجعل الجسم أكثر عرضة للمرض، وتسرِّع عملية الشيخوخة!
ويقول ما معناه: إن المرفّهين في الحياة، أي الذين يعيشون إيقاعاً كسولاً فلا يجتهدون ولا يتعبون، فصحتهم أفضل، وعمرهم أطول!
وبذلك يكون د. بيتر قد هدّم كل النظريات والدراسات والأبحاث التي أقنعتنا بفوائد الرياضة على الصحّة الجسدية، الفكرية والنفسية.
وأكثر يقول الدكتور الألماني أنّ النشيطين الذين يواظبون على التمارين اليومية، فأجسامهم تنتج كميةً من الأوكسيجينات الحرة التي تسرِّع في تلف الأنسجة، وبالتالي تُذهِب بصاحبها إلى الشيخوخة.
بينما الكسل مهم ومفيد لجهاز المناعة، مؤكداً وحسب علوم الطب، أنّ جهاز المناعة في جسم الإنسان يكون أقوى وأنشط في فترات الاسترخاء مقارنة مع فترات التوتر.
وبعد الجسد، فهناك الدماغ..
فالكسل حسب دراسة د. بيتر آكست يفيد الدماغ، بينما التوتر والرياضة ينتجان (هورمون) يؤدي إلى تلف الخلايا في الدماغ، من شأنها أن تؤدي بدورها إلى فقدان الذاكرة، وإلى الشيخوخة المبكِرة.
ويحرص الدكتور في كتابه على تنبيه النشيطين إلى مضار النشاط، فيجزم وبنظريات علمية أنّ الذين يستيقظون باكراً هم أكثر عرضة للتوتر وقصر العمر، في حين أن من يتأخّرون في النوم الصباحي يعيشون مدةً أطول، لأنهم يوفّرون طاقاتهم.
كيف نصدّق بعد الآن المثل الشهير الذي يقول: «نام بكّير وقوم بكّير وشوف الصحة كيف بتصير»؟ إشارة إلى أن مثل هذا النظام في النوم يعزّز الحالة الصحية عند الإنسان نفسياً وجسدياً!
وتحكي الدراسة في الكتاب العلمي (متعة الكسل) أن الذين يسترخون، ويستعيضون عن القيام برياضة الركض أو المشي صباحاً، فيأخذون فترات  من القيلولة بدلاً من لعب التنس مثلاً، يتمتعون بفرص أفضل ليروا أحفادهم..(إشارة إلى الصحة البدنية التي تطيل العمر.)
ولأن العرب يعرفون بالفطرة أن الكسل في خدمة الصحة النفسية والجسدية، ولأنهم من أتباع الدكتور الألماني بيتر آكست قبل أن يعرفوه، فإنهم يسترسلون في الاسترخاء، ويفضّلون القراءة على الرياضة.
لذا خرجت تقارير من الأمم المتحدة ومؤسسة الفكر العربي، لتشير إلى أن كتاباً واحداً فقط يُنشَر سنوياً لكل ١٢ ألف عربي.
وفي المقابل، يصدر كتاب واحد لكل ٥٠٠ بريطاني، وكتاب لكل ٩٠٠ ألماني.
ما يعني أن معدّل القراءة في الوطن العربي لا يتجاوز ٤٪، أي كتاب واحد لكلّ ١٢ ألف عربي.
عمرنا طويل إنشاءالله، فنحن لا نركض ولا نقرأ..
نحن نتفرّج ونقبل كل شيء، ونرفع الرايات البيض.. فقط في المناسبات نستغني عن متعة الكسل، لأنه علينا أن نحمل النعوش إلى المقابر.

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار